السجينة السياسية مريم أكبري منفرد تواجه مصادرة ممتلكاتها مع اقتراب انتهاء محكوميتها
تواجه السجينة السياسية مريم أكبري منفرد قضية جديدة، فبحسب تقرير وكالة أنباء شرق الحكومية الديوان التنفيذي لمرسوم خميني قد طالب من خلال شكوى بحجز ومصادرة ممتلكات هذه السجينة السياسية.
يحدث هذا التطور بينما تقترب مريم أكبري منفرد من نهاية مدة محكوميتها الـ 15 سنة سجن في شهر ديسمبر 2024، وقال محامي الدفاع عنها السيد ”حسين تاج“ بهذا الصدد إن عقوبة السجن 15 سنةً لموكلته السيدة أكبري منفرد ستنتهي في شهر أكتوبر من هذا العام؛ لكنه حُكِم عليها بالسجن لمدة سنتين في قضية أخرى، ورُفِع مؤخراً قضية جديدة ضدها وذلك بناءا على طلب ديوان المتابعة والرصد للقضايا بموجب مبدأ المادة 49 من الدستور.
وأضاف السيد تاج في هذا الصدد: “في معرض الإدعاء المطروح من طرف هذا الديوان نُسِبت بعض الأمور إلى عائلة السيدة أكبري منفرد وذويها، وقد طلب هذا الديوان حجز واستملاك ممتلكات عائلة أكبري منفرد وذويها لصالح “ديوان تنفيذ مرسوم الإمام” وقد أُعيدت هذه القضية إلى الشعبة السادسة لمحكمة الثورة، وهذه الشعبة مختصصة في النظر بالقضايا المتعلقة بمبدأ المادة 49 من الدستور، هذا ولم يتحدد بعد موعد النظر في هذه القضية، وعامة تم تحديد شهر أغسطس فقط كموعد للمراجعة.”
فيما يتعلق بهذه التطورات أكد السيد تاج على مبدأ قانوني أساسي: “إن مبدأ الطبيعة الشخصية للجرائم والعقوبات المعترف به رسمياً في الفقه والشرع، وفي القانون الدولي وقانون العقوبات الإيراني يؤكد على أن العقوبة يجب أن تطبق فقط على الفرد ولا تشمل أقاربه، ولهذا السبب نأمل من الشعبة الموقرة ألا تقبل بالقضايا المثارة من قبل ديوان متابعة وتنفيذ مبدأ المادة 49 من الدستور، وألا تقبل حتى بالتدخل للنظر في القضية.”
وُلِدت مريم أكبري منفرد في 17 ديسمبر 1975 وأم لثلاث بنات، وهي واحدة من أكثر السجينات السياسيات مقاومةً، وقد اختارت العيش بحرية دون الخضوع أمام الملالي.
اقتيدت إلى سجن إيفين ” من أجل الإدلاء ببعض التوضيحات” في منتصف ليل الـ 29 من ديسمبر 2009 دون أن يتمكن من توديع بناتها، ولكنها لم تعد إلى منزلها قط.
سبب سجنها هو الدعوى القضائية المرفوعة من قبلها من أجل أشقائها وشقيقاتها الأربعة الذين أعدموا من قِبل نظام الملالي الظالم في عقد الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي، وكانت شقيقتها رقية أكبري منفرد وهي أُماً لطفلة صغيرة قد أُرسِلت إلى المشنقة من بين سجناء الإبادة الجماعية الذين أُعدِموا في صيف سنة 1988.
خلال السنوات التي قضتها خلف القضبان كانت مريم أكبري على الدوام مصدر إلهام للسجناء الآخرين بقلبها الواسع كالبحر المليء بالمشاعر الطيبة لكل من حولها، وتصفها إحدى رفيقاتها في الزنزانة السجينة السياسية السابقة آتنا فرقداني بأنها امرأة كانت مقاومتها بمثابة قوسُ قزحٍ من الأمل لجميع السجناء.
ولهذا السبب نفاها مسؤولو السجن إلى سجن بعيد لمنعها من إلهام الآخرين، وفي 9 مارس 2021، قامت سلطات السجن بشكلٍ مفاجئ بنقل مريم من إيفين، وخلافاً لمبدأ الفصل بين الجرائم نقلتها إلى سجن سمنان وسط السجناء العاديين.