مركز تعذيب قرجك هو موقع لـ 2000 سجينة ــ وهناك نهاية العالم!
سجن قرجك المرعب هو السجن الوحيد الخاص بالنساء في إيران، وموقع لإحتجاز ما لا يقل عن 2000 إمرأة، وقد كان هذا السجن مزرعة دواجن في السابق وكان فاقدا منذ البداية للمعايير الأصولية اللازمة للسجن، وبحسب قول النساء النزيلات في مركز تعذيب قرجك في ورامين فإن حياة وصحة جميع السجينات في خطر، فهذا الموقع بحسب تعبيرهن أنه ” نهاية العالم” وبعبارة أخرى لهن فإن هذا الموقع هو مكان للتعذيب والنفي ومجزرة ومقبرة للنساء.
والسجينات في قرجك محرومات بشكل منهجي ومنتظم من العناصر الحيوية الثلاثة التي يحتاجها كل إنسان ، وهي الماء والهواء والغذاء الصحي، كما يستخدم مركز تعذيب قرجك بورامين كمنفى للسجينات السياسيات.
ووفقا للتقارير الأخيرة الواردة من هذا السجن فإن حتى المرشحات ونظام تنقية المياه البالية المتعلقة به قد سقطت من الخدمة.
وأن مياه الصرف الصحي قد فاضت منذ أسبوع من الآن في جميع العنابر وساحاتها، وقد عرض هذا الوضع السجينات لمختلف الملوثات الكيميائية الخطرة والهواء السام الملوث، وهم أكثر عرضة الآن للإصابة بمجموعة مختلفة من الأمراض من أي وقت مضى.
رئيسة سجن قرجك ورامين إمرأة تدعى صغري خدادادي، وقد سبق لـ لجنة المرأة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية أن ذكرت سوابق هذه المرأة، وقد تبنت هذه المرأة بالتعاون مع عملاء آخرين في منظمة السجون والسلطة القضائية للنظام إيجاد وخلق ظروف حياتية لا تُطاق لممارستها على السجينات في سجن قرجك.
وقام السجين السياسي السابق سهيل عربي
مؤخرا بتجميع الروايات السابقة المأخوذة عن أفراد من النساء السجينات في سجن قرجك وعوائلهم عن الأوضاع الكارثية لهذا السجن ونشرها على شكل تقرير، وإن شرح الأوضاع المؤسفة لهذا السجن لا يمكن تغطيتها ولا تكفها هذه السطور المحدودة، وسوف ندرج أجزاءا موجزة فقط من تلك الأوضاع في هذه المقالة.

تركيبة العنابر والحجر الصحي بمركز تعذيب قرجك
العنبرين الأول والثاني هما مكان لسجن المحكوم عليهن في قضايا بيع أو نقل المواد المخدرة.
العنبر الثالث مخصص للمتهمين ببيع المخدرات أو السرقة، ويتم نقلهم إلى العنابر واحد أو اثنين بعد صدور قرار الإدانة، ويتم تحويل المتهمين بالسرقة إلى العنبر الرابع.
العنبر الرابع هو مكان للسجناء الذين يُدانون بالسرقة.
يضم العنبر الخامس حوالي عشرين شخصا من الرعايا الأجانب ومعظمهم من الأفغان.
العنبر السادس وهو للمحكومين بقضايا مالية وقضايا الإحتيال، وللأشخاص المحكومين بأقل من خمس وعشرون عاما حبس.
العنبر السابع هو المكان المخصص لذوي الجرائم الخطرة المتهمين بالقتل والفساد والدعارة والخطف، والإعتداء بالأحماض الكيميائية، والابتزاز والخنق، وجرائم خاصة مثل الإتجار بالبشر.
والسجينات السياسيات والعاملات في السجن موجودون في العنبر الثامن.
عنبر الارشادي الأول والمعروف في السابق باسم جناح الأمهات، والذي يضم العاملين والأمهات والنساء الحوامل.
العنبر الإرشادي الثاني وكان في السابق مكان لسجن المحكوم عليهم بقضايا مالية والمرضى وكبار السن.
أما الحجر الصحي في مركز تعذيب قرجك فهو صغير جدا ويتواجد فيه 60 شخصا بمكان ضيق.
لا تحتوي العنابر على نوافذ للتهوية، وقاعة الزيارات صغيرة جدا وقذرة.
يوجد دفيئة في أفنية العنابر للطهي، ولكن بسبب السقف المنخفض لهذا المكان أُغلِق بابه ولا يُعد بإمكان السجناء استخدام الدفيئة للطهي وتحضير الطعام، وتحول هذا المكان مكانا للقطط، والمغاسل وأحواض غسيل الأواني مشتركة للعنابر من العنبر الأول إلى العنبر السابع، ويُعد هذا الموضوع بحد ذاته كارثة صحية.

الصحة والعلاج
فاضت مياه الصرف الصحي بالأسابيع الأخيرة في العنابر، وانتشرت الروائح الكريهة وتجمعت الحشرات، وتواجدت الكائنات السامة، والفئران، والسلمندر، وحراقات، ومختلف الحشرات المختلفة هذا إضافة إلى مئات المشاكل الصحية السابقة، وتختبئ العقارب السامة (رتيلاء) بين أعشاب البيئة وأشواكها.
وقالت صغرى خدادادي ردا على احتجاج السجينات على وجود هذه الحشرات المؤذية والسامة: “من الطبيعي وجود هذه الأشياء في السجن!”
والمراجعة الطبية طوال النهار لخمس سجينات فقط من كل عنبر، ونادرا ما يفد أطباء العيون والأسنان إلى السجن، ويأخذ طبيب العيون نقودا من السجينات لفحصهن ويعطيهن نظارات غالية الثمن ورديئة النوعية وتضطر النساء إلى الشراء ذلك لأنه ليس لديهن خيار آخر.
يتطلب طبيب الأسنان أيضا الكثير من المال مقابل الخدمات الطبية، وقلع الأسنان فقط بالمجان، وبسبب عدم الرعاية الصحية تفضل السجينات عدم زيارة طبيب الأسنان ذلك لأن مشاكلهن لن تُحل فحسب بل إنهن سيعانين أيضا من أمراضٍ أسوأ.
وأدوية مثل أمبولات فيتامين ب كمبليكس وب 12 ومراهم الحروق وما إلى ذلك كما لا توجد أدوية متخصصة في السجن ويتوجب على عوائل السجينات توفير أكثر الأدوية على نفقاتهم الشخصية من الخارج.
كما يصعب حقن السجينات بالأمصال، ولا يتم حقنه إلا في ظل الظروف الصعبة التي يكون فيها الشخص مضربا عن الطعام أو كان ضغط دمه أقل من ثمانية.
أما السجانون فعلى عكس تشددهم في تسليم الأمصال والأدوية الضرورية للسجينات ويقولون أن الميزانية لديهم محدودة إلا أن قلوبهم وأيديهم منفتحة على وصف الأدوية المنومة وإيصالها، وهنا لا ينقص ميزانيتهم المال في أي وقت أبدا حتى ينام السجناء! ويصف الطبيب النفسي بالسجن كمية كبيرة من الحبوب المنومة والعصبية للسجينة بحيث تنام السجينة فقط وتقل متاعبه على السجانين وذلك بمجرد أن يراجع السجين هذا الطبيب لمرة واحدة ويقول له مشكلة أن لديه أفكارا انتحارية ولا يستطيع النوم ليلا.
يتعاطى حوالي 85٪ من السجناء في مركز تعذيب قرجك أدوية للأعصاب، ويتم تناول هذه الأدوية دون أي إشراف طبي.
معظم الأطباء النفسيين في هذا السجن هم سجانون تخرجوا من جامعات غير حضورية (عن بعد) ومتدنية الجودة ويحصلون على شهادة من داخل السجن في مدة تقل عن أربع سنوات ودون دراسة ويعملون الآن كأطباء نفسيين.
ويطلق الأطباء على عمل هؤلاء فقط بوصف الحبوب المنومة الثقيلة للسجينات ولا يعرفن شيئا آخر سوى هذا العمل.
في معظم الحالات يجب أن يُسمح بإرسال السجين المريض إلى المستشفى بوصفة طبيب بما في ذلك رئيس قسم الصحة الذي يمنع الإنتقال دائما بقوله”ليس ضروريا، حتى بخصوص المرضى المصابين بالسرطان فإنهم لا يتخذون أي اجراء لنقل المرضى إلى المستشفى لتلقي العلاج، ويُعد تكبيل يدي وقدمي السجينة المريضة شكلاً آخر من أشكال التعذيب.
حتى السجينات اللواتي يعملن في المطبخ في قسم الماء المغلي (بالمقهى) يرفضون نقلهن إلى المستشفى عندما ينسكب الماء المغلي على أجسادهم ويعانين من حروق شديدة، وأقصى ما يمكنهم فعله لهؤلاء النساء هو حقنهن بمسكن للألم وتزويدهن بقليل من مرهم الحروق.
ولا يستطيع مختبر السجن الطبي إجراء معظم التحاليل، ويصعب إرسالها أيضا للمستشفى لإجراء التحاليل إلا في حالة واحدة وهي إعلان السجين بأنه سيدفع جميع المصاريف الطبية ونفقات الذهاب والإياب، ولا يملك معظم السجناء إمكانية دفع هكذا تكاليف.
وعندما يقررون إرسال المرضى إلى المراكز الطبية يكونون دائما في عجلة من أمرهم لإنجاز ذلك بسرعة حتى يتمكنوا من الوصول لمهمتهم الوظيفي الثانية، ونتيجة لذلك لا يحصلون عادة على نتائج فحوصات الموجات فوق الصوتية والاختبارات وينهون المهمة دون السماح بإتمام مراحل عملية العلاج.
لا تتم الرعاية الصحية ولا مراعاة النظافة في وحدة التمريض بحيث يحقنون السجينة على نفس السرير الذي كانت عليه السجينة السابقة التي أضرت بنفسها وعولجت وهي بحالة دامية تماما.
ولا يوجد سوى كرسيين متحركين في مركز تعذيب قرجك لأكثر من ألفي سجينة وكلاهما تالفين!

أوضاع الأمهات والأطفال الصغار بالسجن
تمنع رئيسة السجن وحراسه مساعدات الخيرين من الوصول إلى السجينات الأمهات اللائي يقضين عقوبات أحكامهن مع أطفالهن، ولا يوصلون الملابس والمواد الغذائية لأيدي هؤلاء النسوة الأمهات، ولا يكفي طعام السجن للأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن ، والعديد من الأطعمة التي يرسلها الخيرون هي للأمهات والتي لم يتم إعطاؤها لهن في الأساس.
لا توجد أي أدوات للأطفال في عنبر الأمهات، وقد بقت الأمهات الحوامل لفترة طويلة دون تحديد أوضاعهن، ولا يتم تزويد السجينات الحوامل والمعدمات بالملابس.

الوضع الغذائي للنساء في مركز تعذيب قرجك
دائما ما تكون السجينات في مركز تعذيب قرجك جائعة ومتوترة، وبحسب لوائح السجون يجب أن تحول إضافة إلى وجبات السجين الغذائية منتجات ألبان وفواكه وخضروات بشكل مجاني، لكن مسؤولو السجن يسرقون هذه الميزانية ولا تُعطى هذه المواد للسجناء مجانا.
هناك نساء في هذا السجن يقضين أحكاما بالحبس لأكثر من عشر سنوات ويتحسرن لسنوات على حبة من الفاكهة فاكهة وطعام جيد، وحتى عندما يُرسل الخيرين الطعام والفاكهة للسجناء فإن هذه المساعدات لا تُعطى للسجينات.
والجزر والموز و 90٪ من الأطعمة محظورة في مركز تعذيب قرجك ويُتاح بدلا من وعلى نطاق واسع عقاقير مخدرة للسجينات، ويتم جلب المخدرات بشكل أساسي من قبل حراس السجون وقوات الحرس التابعة لخامنئي ويبيعونها على السجينات.
مياه السجن مالحة وغير صالحة للإستهلاك، ويتعين على النساء شراء كل قارورة مياه معدنية بقيمة 4000 تومان، ولا يملك العديد من السجينات القدرة على توفير المياه.




















