زيادة جرائم القتل ضد النساء في جميع أنحاء إيران: مقتل 13 امرأة وفتاة في 2.5 أسبوع
في الفترة ما بين 24 مارس و 9 أبريل 2025، و على مدار أسبوعين ونصف، تم قتل ما لا يقل عن 13 امرأة وفتاة في مدن وبلدات مختلفة في إيران، وكان معظمهن على يد أقاربهن الذكور مثل الآباء والأزواج والإخوة. هذه الحوادث المأساوية تبرز تفشي جرائم القتل ضد النساء والعنف في البلاد، حيث غالباً ما يعمل الجناة بلا محاسبة، وتُترك الضحايا بدون حماية أو عدالة.
تقارير الحالات:
طهران – 26 مارس 2025
في حادث آخر من حوادث العنف الأسري في إيران، تم قتل امرأة على يد زوجها في منزلهما في طهران. وفقاً للتقارير الأولية، كان الزوجان يعانيان من توترات مستمرة بسبب قضايا غير محددة.
زعم الزوج في البداية أن زوجته توفيت بعد سقوطها من مقعد أثناء تنظيف المنزل. لكن التحقيقات الطبية كشفت أن سبب الوفاة كان كسراً في الرقبة ناتجاً عن إصابة جسدية، وهو ما يتناقض مع رواية الزوج ويشير إلى وجود عنف متعمد.
خوزستان – 24 مارس 2025
في حادث أكثر وحشية في محافظة خوزستان الجنوبية الغربية، تم طعن امرأة وقتلها بوحشية على يد زوجها. وفقاً للمصادر المحلية، بعد ارتكاب الجريمة، جلس الرجل لتناول الغداء بجانب جثة زوجته المقطعة. ويقال إنه كان ينوي قتل طفليهما أيضاً، لكن الجريمة تم الإبلاغ عنها في الوقت المناسب، وتدخلت الشرطة في مدينة مينوشهر وألقت القبض عليه.
توضح تصريحات المشتبه به في الحجز تبريرات ثقافية مقلقة لمثل هذا العنف، حيث قال: “إنها تقليد أن المرأة إذا عصت زوجها، يتم استخدام جسدها كطبق تقديم.” وأضاف أن والده كان قد قتل زوجته أم المشتبه به بنفس الطريقة قبل سنوات وتم إطلاق سراحه بعد احتجاز قصير بناءً على قرار العائلة بعدم تقديم شكوى.
كوزران، كرمانشاه – 26 مارس 2025
تم إطلاق النار على ”فرزانه مرادي“، امرأة حامل في الثلاثين من عمرها وأم لابنتين (5 و 8 سنوات)، وقتلها على يد زوجها، ”بدرام صفائي“، باستخدام مسدس. كانت مرادي تتوقع توأماً ولد وبنت ووفقاً للتقارير، قتلها زوجها بسبب اعتراضه على الجنين الأنثوي.
استهبان، فارس – 2 أبريل 2025
تم ضرب فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً حتى الموت على يد والدها البالغ من العمر 42 عاماً في استهبان، محافظة فارس. فر الوالد من المكان، لكنه تم القبض عليه في غضون ساعات. لاحقاً ذكر “الخلافات الأسرية” كدافع للجريمة.
قُروه، كردستان – 3 أبريل 2025
تم ضرب ”آذيتا فلاحی“، امرأة في السادسة والثلاثين من عمرها وأم لطفلين، حتى الموت بوحشية في منزلها في قُروه على يد زوجها ووالد زوجها. في البداية، زعم الجناة أنها انتحرت، لكن الفحص الطبي أظهر دلائل على القتل.

إسلام آباد غرب، كرمانشاه – 3 أبريل 2025
تم إطلاق النار على ”آيلار ظاهربور“، الفتاة البالغة من العمر 12 عامًا، المقيمة في قرية سرخك، قُتلت على يد والدها، كيومرث ظاهرپور، باستخدام بندقية صيد.. كان والدها قد حصل على حضانة الطفلة بعد الطلاق، ويقال إنه قتلها بعد اكتشافه أنها تواصلت مع والدتها.
لولمان، رشت – 7 أبريل 2025
تم طعن امرأة في الثلاثين من عمرها حتى الموت على يد صديقها البالغ من العمر 31 عاماً في قرية لولمان بالقرب من رشت. بعد القتل، أقدم الجاني على الانتحار. وقد أرجعت السلطات دافع الجريمة إلى “الخلافات الشخصية”.
طهران – 8 أبريل 2025
تم قتل ”ثريا بيانلو، امرأة على قيد الحياة تبلغ من العمر 34 عاماً وناجية من زواج قسري، في نومها على يد زوجها، ”جلال“ ، باستخدام مطرقة. يقال إن الجاني كان يعاني من مرض نفسي ولا يزال طليقاً. وقال أولاد الزوجين أن الجريمة كانت نتيجة لشكوك والدهم ودوافع “الشرف” المزعومة.
بروجن، جهار محال وبختياري – 8 أبريل 2025
في قرية إمام قيس، قام رجل يبلغ من العمر 40 عاماً بخنق زوجته، ”زهرا كرديزدي“، ثم أطلق النار وقتل ابنتهما البالغة من العمر 5 سنوات، ”شيداء مرادي“، باستخدام بندقية صيد. ثم انتحر الرجل بعد ذلك. لم يتم الإبلاغ عن دافع واضح.
إيلام – 8 أبريل 2025
في مدينة إيلام، قام ”يوسف كهزاديان“ بإطلاق النار على زوجته، زهرا نورمحمّدي، وطفليهما قبل أن يوجه السلاح إلى نفسه. لا يزال الدافع غير معروف.
فاروج، خراسان الشمالي – 8 أبريل 2025
تم قتل امرأة في التاسعة والثلاثين من عمرها على يد زوجها البالغ من العمر 49 عاماً باستخدام سكين. عزا السلطات الجريمة إلى “الخلافات الأسرية”.
نور، مازندران – 9 أبريل 2025
في منطقة بلده من مدينة نور، تم خنق امرأة شابة بحبل على يد زوجها. تم القبض عليه وذكر “الخلافات الأسرية” كدافع للجريمة.
الخاتمة
هذه الحالات المروعة من جرائم القتل ضد النساء تُبرز الأزمة المتفاقمة للعنف القائم على النوع الاجتماعي في إيران. إن الثغرات المنهجية في النظام القانوني تسمح للجناة بالاستمرار في ارتكاب جرائمهم دون عقاب. على وجه الخصوص، غالبًا ما تحمي المادة 612 من قانون العقوبات التابع للنظام الجناة وخصوصًا الآباء والإخوة والأزواج من العقوبات القاسية، مما يكرّس حلقة من الظلم المستمر. إن الفشل المتواصل في تنفيذ قوانين حماية فعّالة لا يعرّض حياة عدد لا يُحصى من النساء للخطر فحسب، بل يعزز أيضًا ثقافة يُترك فيها القتل بدافع “الشرف” وجرائم قتل النساء بلا رادع.