أرسلت صديقة مرادي وهي سجينة سياسية محتجزة حاليا في سجن إيفين أرسلت رسالة الى خارج السجن لكشف ما جرى من ممارسات القتل والإعدام والمجازر في الثمانينات مطالبة المحاكم الدولية بملاحقة ومحاكمة المتورطين في هذه الجرائم.
هذا وسبق أن قضت السجينة السياسية صديقة مرادي أيام شبابها في غياهب سجون الملالي في الثمانينات للقرن الماضي وهي أحد الشاهدين على الكثير من عمليات الإعدام وخاصة مجزرة عام 1988 الكبرى ضد 30 ألفاً من السجناء السياسين في كل أنحاء البلد.
فيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
مع ألف تحية لجميع الأحرار
إني صديقة مرادي من مواليد عام 1960. اعتقلت في عام 1981 بتهمة مناصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. أقتادوني في البداية الى سجن قزلحصار ومن ثم نقلوني الى سجن إيفين.
خلال تلك الفترة كنت شاهدة على أنهم كيف فصلوا عددا من صاحباتنا في السجن عن الأخريات لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم رميا بالرصاص ليلا حيث وبسماع دوي طلقات الرحمة وإحصائها كنا نطلع على تنفيذ أحكام الإعدام بحقهن.
هذا واعتقلت مرة أخرى في 1985 وقضيت فترة حكمي في سجن إيفين. وفي عام 1988 كنت أحد الشهود على مجزرة السجناء السياسيين التي بدأت في آب/ أغسطس استمرت حتى أيلول/ سبتمبر في ذلك العام. فصلوا عددا كبيرا من السجناء عنا كي يأخذونهم الى ساحات الإعدام. ودعتنا هؤلاء الصديقات ولم يعدن الينا. صديقاتي العزيزات أمثال “آزادة طبيب” و”أشرف فدائي” و”منيره رجوي” و”منصورة مصلحي” و”بروين حائري” و”موجغان سربي”و”مريم جولزادة غفوري”……….وغيرهن من السجينات اللواتی لم أتذكر أسمائهن بسبب كثرة عدد اعتقالات طيلة هذه السنوات. كنت شاهدة على تنفيذ حكم الإعدام بحق السجناء الذين قضوا مدد حبسهن. أو من لم تكن متوازنة نفسيا وروحيا.
هذا وفي أحد العنابر نفذ حكم الإعدام بحق جميع السجينات المحتجزات فيه الا شخصاً واحداً. وهذه وقائع وأحداث تأبى النسيان. لا توجد كلمة قادرة على التعبير عن مدى الدنائة والقساوة.
وفي هذا السياق اعتقلت من جديد في عام 2011 وتمت إدانتي للمرة الثالثة في ما مسمى بالمحكمة برئاسة قاضي “مقيسه” بالحبس لمدة 10 أعوام. لي ابنة تبلغ حاليا من العمر 18 عاما وإني بعيدة عنها منذ أكثر من خمسة أعوام. رغم عمري 56 عاما وإصابتي بشتى الأمراض وحالتي الصحية المتدهورة مازلت محتجزة في السجن.
في الختام إني وبصفتي أحد الشهود على مجزرة عام 1988 الكبرى في السجن، أناشد جميع المنظمات والمجامع المعنية لحقوق الإنسان ومن يبحث عن الحرية والحقيقة والإنسانية ومن أجل إحقاق الحقوق المسلوبة لاولئك الأبرياء الذين نفذ حكم الإعدام بحقهم في عام 1988 الملاحقة القانونية لمرتكبي هذه الجرائم ومتابعة تعهداتم حتى تحقيق النتيجة النهائية.
صديقة مرادي



















