السجينات السياسيات اللواتي نُقلن مؤخرًا من سجن إيفين إلى سجن قرجک في ورامين يُحتجزن في ظروف غير قياسية وغير إنسانية تهدد صحتهن وكرامتهن وحياتهن.
جاء هذا النقل بعد تدمير أجزاء من سجن إيفين في 23 يوليو 2025. وكان الوجهة هي “نادي سجن قرجک”، وهو قاعة مهجورة كانت تُستخدم سابقًا لاحتجاز المدمنين وتفتقر إلى أدنى معايير النظافة.
كان المكان مملوءًا بالقمامة، تفوح منه رائحة كريهة، ومليئًا بالحيوانات المؤذية ويفتقر إلى التهوية. قامت السجينات بتنظيف المكان بجهود شخصية دون دعم رسمي، لكن الظروف لا تزال غير مقبولة وتنتهك أبسط حقوق الإنسان.
سجن قرجک: سجن داخل سجن
يُحتجز حوالي 60 امرأة سجينة سياسية في الحجر الإجباري بهذا المكان. قُطعت صلتهن بالأقسام الأخرى للسجن، ولا يتوفر سوى 3 مراحيض و3 حمامات لهذا العدد. بعض الغرف مكتظة للغاية، مثل غرفة بمساحة 20 مترًا تضم 13 امرأة، مما يحرمهن من الراحة أو حتى الجلوس. العديد من السجينات، خاصة المسنات والمريضات، يضطررن للنوم على الأرض.
تجمع المياه الملوثة وهجوم الفئران والحشرات يزيد من مخاطر الأمراض. التهوية في القاعة كارثية؛ فالمكيفات تنشر الروائح الكريهة بدلاً من تبريد المكان، مما يجعل البيئة حارة ورطبة وغير صحية.
الحرمان من التواصل والخدمات الطبية
السجينات محرومات من التواصل الحر مع عائلاتهن. الوصول إلى المكتبة والخدمات الطبية والأدوية الأساسية محدود للغاية أو مقطوع تمامًا. العديد منهن لم يتلقين بعد أغراضهن الشخصية وأدويتهن المتبقية في إيفين.
الوضع الصحي المتدهور للسجينات
الوضع الصحي لبعض السجينات السياسيات، خاصة المصابات بأمراض مزمنة، مقلق للغاية:
- آذر كروندي: تعاني من مشاكل قلبية، سمعية، وانزلاق غضروفي في الرقبة، وتتدهور حالتها دون رعاية متخصصة.
- راحلة راحميپور ومسنات أخريات فوق 70 عامًا: يعانين من مضاعفات الشيخوخة ونقص الرعاية الطبية.
- مولود صفايي: بحاجة ماسة إلى جراحة فتق الحجاب الحاجز وتعاني من فقدان بصر شديد بسبب المياه البيضاء، لكن لم تُمنح إجازة علاجية.
- بروين ميرآسان: مصابة بالسكري، باركنسون، ومشاكل في الأمعاء والمفاصل، تُركت دون رعاية طبية.
- مريم بانو نصيري: تعاني من انقطاع النفس النومي، أمراض رئوية، وقرحة المعدة، وغياب الأدوية يجعل حالتها حرجة.
نساء أخريات مصابات بأمراض مزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب معرضات لخطر مباشر بسبب انقطاع الأدوية.

انتهاكات حقوق الإنسان المنهجية في سجن قرجک
سجن قرجک، الوحيد للنساء في إيران، يُستخدم لاحتجاز النساء المحكومات بجرائم عنيفة ونفي السجينات السياسيات داخليًا. لا يوجد فصل بين الجرائم، فالسجينات السياسيات يُحتجزن مع المجرمات الخطيرات. السجن، المعروف أيضًا بسجن “شهرري”، هو في الأصل مزرعة دواجن مهجورة في منطقة صحراوية شرق طهران، بعيدة كل البعد عن المعايير الدولية. يُحتجز حوالي 2000 سجينة في ظروف مكتظة وغير صحية، دون ماء شرب نظيف، طعام مناسب، أدوية، أو هواء نقي. ظروف سجن قرجک كارثة إنسانية.




















