أم محبة وامرأة شجاعة
وُلدت ”أشرف نيكبخت“ في 22 أبريل 1967 في مدينة إيذه، وهي مدينة صغيرة ذات طابع تاريخي تقع في جنوب غرب إيران، معروفة بجمال طبيعتها وروح مجتمعها المتماسك.
كانت أشرف، الأم المخلصة لثلاث بنات، معروفة بطيبتها التي امتدت إلى أفراد عائلتها وأقاربها. حُبها وحنانها كانا مصدر تقدير لكل من عرفها.
في عام 2006، انتقلت أشرف مع عائلتها إلى مدينة أصفهان، الواقعة في وسط إيران والمشهورة بمعمارها الخلاب وجذورها الثقافية العريقة. بدأت عملًا صغيرًا في متجر لبيع ملابس النساء، وعكست جهودها الدؤوبة آمالها وأحلامها في مستقبل مشرق لبناتها. كانت تطمح فوق كل شيء إلى حياة مليئة بالفرص والحرية لبناتها.
في مساء يوم 16 نوفمبر 2022، كانت أشرف نيكبخت برفقة ابنتها وصهرها في طريقهم إلى حفل زفاف عائلي في مدينة إيذه. كانت شوارع المدينة، بما في ذلك شارع حافظ الشهير، متوترة بسبب الاحتجاجات التي تطالب بالحرية والعدالة. وبينما كانوا في طريقهم إلى قاعة الزفاف، تعرضت سيارتهم فجأة لإطلاق نار من قِبل قوات الأمن الإيرانية، التي كانت قد أُمرت بقمع الاحتجاجات.
وسط هذا المشهد المرعب، نزلت أشرف من السيارة وصرخت في وجه عناصر الأمن: “ لماذا تطلقون النار علينا؟ هل نحن أعداؤكم؟” لكن كلماتها قوبلت بوابل من الرصاص. أصيبت بخمس رصاصات في صدرها وكتفها وبطنها، في هجوم وحشي أودى بحياتها.
ابنتها وصهرها، اللذان بالكاد تمكنا من النجاة، أسرعا بنقلها إلى مستشفى في إيذه. لكن أشرف نيكبخت لفظت أنفاسها الأخيرة بين ذراعي ابنتها قبل أن يصلوا إلى المستشفى.
كانت أشرف نيكبخت امرأة بختيارية فخورة، تنتمي إلى مجموعة عرقية عريقة وصامدة في إيران. شجاعتها في مواجهة العنف وحبها العميق لوطنها كانا من أبرز سماتها. وكانت إحدى أمانيها العميقة أن تقدم حياتها من أجل إيران، إذا كان ذلك سيضمن مستقبلًا أفضل لشعبها.
قصة أشرف نيكبخت هي حكاية عن التعاطف والشجاعة التي لا تُقهر. ستظل تضحيّتها رمزًا للإيرانيين الذين يخاطرون بكل شيء لتحقيق حلم إيران الحرة.