في مساء 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، نُقلت عشرات السجينات السياسيات من سجن قرجك ورامين إلى سجن إيفين، غير أنّ مريم أكبرى منفرد، وهي من أقدم وأشدّ السجينات السياسيات صمودًا في إيران، لا تزال محتجزة في سجن قرجك رغم تدهور حالتها الصحية الخطيرة.
ووفقًا لمصادر مطلعة من داخل السجن، تعاني مريم أكبري منفرد منذ أشهر من آلام شديدة في الظهر والركبتين، وخَدَر في الساقين واضطراب في الحركة. وعلى الرغم من تأكيد الأطباء الاختصاصيين وتقارير الطبّ الشرعي الرسمية على ضرورة خضوعها للعلاج الفيزيائي اليومي، ترفض سلطات السجن نقلها إلى المراكز الطبية.
وتقول مصادر مقرّبة من عائلتها: «مريم تحتاج إلى مساعدة في القيام بأبسط الأمور، لكن مسؤولي السجن يقولون إنّ عليها الحصول على إذن من القاضي، وقد مرّ أسبوعان على إرسال طلبها دون أيّ ردّ». وقد حذّر الأطباء من أنّ استمرار هذا الوضع قد يسبّب لها أضرارًا عصبية دائمة وفقدان السيطرة على المثانة.
وكان الطبّ الشرعي قد أكّد في تقارير سابقة على ضرورة إجراء عمليات جراحية في الظهر والركبة، غير أنّ غياب الرعاية الطبية وتعمّد الإهمال من جانب السلطات أدّيا إلى تدهور وضعها الصحي بشكل حادّ. وتشير مصادر من داخل السجن إلى أنّها لا تستطيع النوم ليلًا من شدّة الألم ولا تتحرك إلاّ بفضل المسكّنات القوية.
ويُعدّ سجن قرجك ورامين من أسوأ السجون النسائية في إيران، إذ يشهد اكتظاظًا شديدًا، ونقصًا في المرافق الصحية، وإهمالًا طبيًا متعمّدًا. كما أنّ احتجاز السجينات السياسيات إلى جانب متهمات بجرائم عنف، أثار مرارًا إدانات منظمات حقوق الإنسان.
وبينما نُقلت معظم السجينات السياسيات إلى سجن إيفين، فإنّ إبقاء مريم أكبرى منفرد في قرجك وحرمانها من العلاج يمثّلان انتقامًا واضحًا ومضايقة ممنهجة ضدّ واحدة من أبرز رموز الصمود النسائي في السجون الإيرانية.
وتُعتبر هذه السجينة السياسية التي أمضت أكثر من 15 عامًا في السجن، من أقدم السجينات السياسيات في إيران بعد زينب جلاليان المحكومة بالسجن المؤبّد. وتنتمي عائلتها إلى ضحايا حملات القمع الدامية في ثمانينيات القرن الماضي، إذ أُعدم شقيقاها عامي 1981 و1984، وشقيقها الأصغر وأختها في مجزرة صيف 1988.
اعتُقلت مريم أكبرى منفرد عام 2009 بتهم سياسية، وصدر بحقّها حكم بالسجن 15 عامًا انتهى في تشرين الأول/أكتوبر 2024، لكنها تواجه الآن حكمًا جديدًا بالسجن لمدة عامين وعدة قضايا أخرى بتهم مثل «الدعاية ضد النظام» و«إهانة القائد»، بسبب نشاطها في فضح انتهاكات حقوق الإنسان وظروف السجون غير الإنسانية.




















