اعتقال 600 امرأة في طهران وحدها، في ذكرى الانتفاضة الإيرانية
صادف شهر سبتمبر الذكرى السنوية للانتفاضة الإيرانية التي اندلعت شرارتها في 16 سبتمبر 2022 جراء قتل مهسا أميني (جينا) الجائر. تبلغ مهسا أميني 22 عامًا من العمر، وهي من أهالي سقز، وتعرضت لمعاملة وحشية من قِبل دورية الإرشاد (أو شرطة الأخلاق) في طهران؛ بسبب عدم اتباعها للقواعد الحكومية الصارمة فيما يتعلق بالملبس.
منذ بضعة أشهر، بدأ نظام الملالي، الذي أضعفته انتفاضة العام الماضي بشدة؛ موجة من الاعتقالات، وإعادة اعتقال نشطاء حقوق الإنسان، والنشطاء من الطلاب، والسجناء السياسيين السابقين، وعائلات شهداء الاحتجاجات.
كما قام نظام الملالي بحملة تطهير في جميع أنحاء البلاد للجامعات وحتى للمدارس من الأساتذة والمعلمين الذين كانوا يدعمون احتجاجات الطلاب والتلاميذ، ولا يزال هذا التطهير مستمر في شهر سبتمبر.
وتم في هذه الأثناء منع النشطاء من الطلاب مؤقتًا من مواصلة الدراسة أو طردهم من الجامعة. كما تم القبض على العديد منهم والزج بهم في السجون.
وحشد نظام الملالي قواته القمعية على نطاق واسع لمنع تنظيم أي نوع من الاحتجاجات في 16 سبتمبر، بيد أن أبناء الشعب الإيراني نساءً وشباباً العاقدين العزم على تحقيق هدفهم، خرجوا في مسيرة للتعبير عن احتجاجهم، واشتبكوا مع قوات حرس نظام الملالي في بعض المدن.
تزامناً مع تصاعد الإجراءات القمعية في شهر سبتمبر، وافق مجلس شورى الملالي على مشروع قانون الحجاب والعفة الجديد، ونفذه لفترة تجريبية مدتها 3 سنوات. وتمنح هذه الخطوة قوات الأمن مساحة أكبر للقمع، وخاصة قمع الفتيات اللواتی قدن الاحتجاجات العام الماضي في الجامعات والمدارس الثانوية.
وأخيراً انتهى شهر سبتمبر بالمظاهرة الشجاعة للشعب البلوشي في الذكرى السنوية للجمعة الدموية في زاهدان، في 30 سبتمبر 2022.
سيتناول تقرير هذا الشهر الصادر عن لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؛ التطورات المذكورة أعلاه.
تهديد أسر الشهداء واعتقال المعارضين
بعد شهور عديدة من اتخاذ إجراءات ترمي إلى الترويع وانعدام الأمن في المجتمع، طل علينا قائد قوات الشرطة على شاشة التلفزيون، في 12 سبتمبر 2023، وهدد الشباب. وقال أحمدرضا رادان إن أولئك الذين يجرؤون على الإخلال بنظام المجتمع واستقراره سيواجهون أوقاتًا عصيبة، وسيتم التعامل معهم وفقًا للقانون.

وفي الوقت نفسه، استمر مسلسل الاعتقالات حتى يوم الذكرى السنوية للانتفاضة، مما أسفر عن اعتقال عدد كبير من النشطاء السياسيين، والسجناء السياسيين السابقين الذين أعيد اعتقالهم أو استدعائهم. كما ينطوي هذا الإجراء على اعتقال عدد كبير من مناصرات المعارضة الرئيسية الإيرانية، أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ومن بينهن زهرا صفائي، وبرستو معينى، وفروغ تقى بور، ومرضية فارسى، ومعصومة ياورى.
واصل نظام الملالي ترهيب عائلات شهداء الانتفاضة الوطنية التي شهدتها البلاد العام الماضي والضغط عليهم واعتقالهم. كما قام نظام الملالي بقمع معارضية في الأماكن المقدسة والآمنة، وأغلق الطرق المؤدية إلى مقابر الشهداء، من أمثال مهسا أمينى، بوضع الحواجز، وتم القبض على والدها.
وشنت القوات القمعية هجوماً وحشياً على منزل جواد حيدرى، في قزوين، في يوم الخميس 3 سبتمبر 2023، مستخدمةً الغاز المسيل للدموع، لدرجة أنهم انهالوا على الأطفال بالضرب المبرح والسب. واعتقلت السلطات شقيقة وشقيقي الشاب جواد حيدرى الذي كان خريجاً من كلية الزراعة وقُتل برصاص قوات الأمن في 22 سبتمبر 2022.
هذا وتعرضت عائلات كل من نيكا شاكرمى، وحنانة كيا، وغزالة جلابى، وعرفان رضائى أيضاً للترويع، وأجبرتهم السلطات على إلغاء مراسم تأبين أحبائهم. والجدير بالذكر أن والديّ حنانة كيا وخطيبها محتجزون حالياً في المعتقل.

وتجدر الإشارة إلى أن السيدة فرزانة برزه كار، والدة عرفان رضائى، محبوسة الآن في سجن قائمشهر اعتباراً من يوم 3 سبتمبر 2023. وقتلت قوات الأمن عرفان رضائى عن عمر يناهز الـ 21 عامًا، في آمل، في 21 سبتمبر 2022.
وتشير التقارير حتى يوم 23 سبتمبر 2023 إلى أن سلطات سجن كركان، استدعت السيدة فرشتة مهدوى لتسليم ملابس لنجلها محمدرضا شوقى البالغ من العمر 23 عاماً، بيد أن قوات الأمن الحكومية ألقت القبض عليها فور وصولها إلى المكان وزجت بها في السجن.
والخبر الآخر هو أن قوات الأمن ألقت القبض على سولماز حسن زاده، يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2023، في نقطة التفتيش الواقعة بين بوكان وسقز. وقتلت قوات نظام الملالي القمعية سولماز حسن زاده البالغة من العمر 29 عامًا، وهي شقيقة محمد حسن زاده البالغ من العمر 28 عامًا من أهالي بوكان؛ في 16 نوفمبر 2022، خلال الاحتجاجات الوطنية.
اعتقال الطالبات الناشطات
ألقى عملاء مخابرات قوات حرس نظام الملالي في يزد القبض على مهسا سعيدى، في 11 سبتمبر 2023، واقتادوها إلى مكان مجهول. ولم يتم نشر أي معلومات حول مصيرها. مهسا سعيدى، من أهالي كرمان، وأكملت دراستها في جامعة يزد، وحصلت على الدكتوراه في الاقتصاد.
وألقت قوات الأمن القبض على سمانة أصغرى، في محل إقامتها في طهران، في 14 سبتمبر 2023، ونقلوها إلى العنبر الـ 209 التابع لوزارة المخابرات في سجن إيفين. سمانة أصغرى طالبة في قسم الهندسة الصناعية بجامعة خوارزمى في طهران، وهي ناشطة في مجال حقوق الطفل. تم القبض عليها في أكتوبر 2022 أثناء الانتفاضة الوطنية. وحكم عليها الفرع الـ 15 لمحكمة الثورة في طهران بالسجن التنفيذي لمدة 18 عامًا و 3 أشهر، إلا أنه تم إطلاق سراحها من سجن قرجك في أبريل بموجب أمر العفو الاستعراضي الذي أصدره خامنئي.

لا تزال مهرناز خرمى مسجونة حالياً في أحد معتقلات مخابرات قوات حرس نظام الملالي في سارى. وتم اعتقالها في 22 سبتمبر 2023، في محل إقامة عائلتها في نوشهر.
كما واصل نظام الملالي اعتقال الطالبات الناشطات حتى مع بداية العام الدراسي الجديد. ففي اليوم الأول من العام الدراسي الجديد اعقتلت قوات الأمن الناشطة الطلابية، سحر صالحيان، في سقز. سحر صالحيان طالبة في قسم التمريض بجامعة كردستان للعلوم الطبية. وتم القبض عليها في محل إقامتها في سقز، في يوم السبت 23 سبتمبر 2023، واقتيدت إلى مكان مجهول.
اعتقلت قوات الأمن الناشطة الطلابية، آرميتا باوير، التي تدرس في قسم البيولوجيا الخلوية والجزيئية بجامعة أذربيجان، في 21 سبتمبر 2023، وتم نقلها إلى عنبر النساء في سجن تبريز المركزي. وللأسف، لا توجد لدينا تفاصيل حول التهم الموجهة إليها. أُلقي القبض على آرميتا باوير في 14 أكتوبر 2022، خلال احتجاجات عام 2022، ولكن أطلق سراحها بكفالة في 8 ديسمبر 2023.
الاستعداد لقمع أي نوع من المعارضة
حشد نظام الملالي المرعوب للغاية من الشعب الغاضب المستعد للانفجار مثل البركان؛ في طهران وحدها قوة قوامها حوالي 44,000 تضم عملاء المخابرات، وقوات حرس نظام الملالي، ومرتزقة الباسيج، ورجال الأمن المتنكرون في ملابس مدنية، ليتمكنوا من القضاء على أي احتجاج في مهده. وتمنع قوات الأمن حتى تجمع 3 أشخاص، في بعض مناطق طهران.
وأغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية إلى ساحة الثورة وسط طهران. وحلَّقت طائرات الهليكوبتر فوق المدينة، وأطلقت قوات الأمن النار على أبناء الوطن مستخدمةً البنادق الخردقية.
و أظهر الإيرانيون مرة أخرى تصميمهم على الإطاحة بنظام الملالي، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة والقيود المفروضة على الإنترنت. واندلعت الاحتجاجات والاشتباكات الليلية مع قوات الأمن في مختلف المدن، بما في ذلك طهران وكرمنشاه ومشهد وسنندج وجونقان وأراك وهمدان ورشت وكرج وسبزوار ولاهيجان ودهدشت، يوم السبت 16 سبتمبر 2023، على الرغم من أن العسكريين في نظام الملالي والميليشيات كانوا في حالة تأهب قصوى لعدة أسابيع.
القبض على ما لا يقل عن 600 امرأة في طهران وحدها
تم القبض على ما لا يقل عن 600 امرأة في طهران، في الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني (جينا) وبداية الانتفاضة الوطنية عام 2022 في إيران. واستناداً إلى هذا التقرير، فإن 130 امرأة محتجزة الآن في عنبر الحجر الصحي بسجن قرجك. وفبركت السلطات قضايا قانونية ضد هؤلاء النساء. (موقع “بهارنيوز” الحكومي – 21 سبتمبر 2023).
وتشير التقارير الأولية إلى أنه تم القبض في طهران على 360 امرأة، خلال احتجاجات 16 سبتمبر 2023، وتم نقلهن إلى سجن قرجك. والجدير بالذكر أن يكتا دودانكه البالغة من العمر 14 عاماً من بين المعتقلات في ذلك اليوم.

أغلق أصحاب الأعمال والتجار في عشرات المدن في كردستان إيران محلاتهم وأسواقهم وأضربوا عن العمل كشكل من أشكال الاحتجاج والضغط بمناسبة الذكرى السنوية للانتفاضة الإيرانية ومقتل مهسا أميني.
وانتشرت سيارات مكافحة الشغب بأعداد كبيرة في شوارع مشهد. وكان مرتزقة الباسيج ورجال الأمن المتنكرون في ملابس مدنية يتحركون بسرعة في الشوارع بالدراجات النارية لخلق جو من الرعب. ومع ذلك، خرج العديد من النساء والشباب إلى الشوارع ورددوا هتافات مناهضة لنظام الملالي.
كما وردت أنباء عن وقوع اشتباك عنيف في كرمانشاه بين الشباب المحتجين وقوات الأمن؛ بدأ من الغسق واستمر حتى نهاية الليل، وأُجبرت القوات القمعية على الانسحاب.
أفادت وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء في 16 سبتمبر 2023 أن بعض مثيري الشغب الذين غطوا وجوههم بالأقنعة قاموا بأعمال شغب في بعض مناطق طهران، بدءًا من شارع الثورة حتى شارع فردوسي. وقد نظموا أنفسهم في مجموعات مكونة من 3 إلى 7 أشخاص، وحاولوا ترديد هتافات مناهضة لنظام الملالي في وسط المدينة بالقرب من جامعة طهران، وتقاطع ولي عصر وساحة الثورة. وحاولت مجموعات أخرى التجمع في شوارع شريعتي وستارخان وصادقية، وبعض المناطق في شرق وشمال طهران. وكتبت وكالة “ايرنا” الرسمية للأنباء: “استخدممت قوة الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المتظاهرين”. (وكالة “ايرنا” الرسمية للأنباء – 16 سبتمبر 2023).
تظهر الصور أدناه مدى وحشية قوات الأمن في التعامل مع مَن تجرأوا على النزول في الشوارع.

الاعتداء الوحشي على السجينات في سجن قرجك
شن مرتزقة خامنئي ظهر يوم السبت 16 سبتمبر 2023، هجوماً وحشياً على النساء العزل المسجونات في سجن قرجك، وفتحوا النار عليهن. وأسفر هذا الحادث المفجع عن إصابة ما لا يقل عن 20 سجينة.
وكانت هؤلاء السجينات قد تجمعن لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل مهسا أميني وللاحتجاج على الظروف اللاإنسانية السائدة في السجن. وللأسف، قوبلت مطالبهم السلمية بهجوم وحشي وغير مبرر من قبل حراس السجن، حيث أطلق الحراس النار بلا رحمة على النساء المتظاهرات، وأصابوا ما لا يقل عن 20 سجينة. وفي الوقت نفسه، أصيب عدد كبير من السجينات؛ جراء الضربات التي وجهها إليهن الحراس.
وفي أعقاب هذا الهجوم المروع، تعرض عدد كبير من السجينات للضرب المبرح والسب، وتم إخراجهن قسراً من العنبر العام ووضعهن في الحبس الانفرادي. ووصل الوضع سوءًا إلى حد اشتعال النيران في بعض أجزاء من السجن وامتدت إلى عدة عنابر أخرى.
وأفاد شهود عيان أن الدخان تصاعد من دائرة السجن مصحوباً بصدى إطلاق النار داخل السجن. وأدى قطع خطوط الهاتف إلى تعقيد الوضع، وظل الجمهور لا يعلم شيئاً عن تفاصيل هذه الحوادث المثيرة للقلق.
وحُرمت السجينات في سجن قرجك من الماء الساخن والطعام والدواء، ويواجه العديد منهن قضايا جديدة ملفقة. وتواجد القاضي سيئ السمعة، محمدرضا عموزاد؛ في سجن قرجك للإسراع في إصدار الأحكام على النساء المسجونات في هذا السجن.
واندلعت يوم الأحد 17 سبتمبر 2023 اشتباكات ضخمة بين نساء وشباب همدان من جهة وقوات الأمن وقوات حرس خامنئي من جهة أخرى، مرددات هتافات “الموت لخامنئي” و”الموت لجمهورية الإعدام“.

رددت النساء والشباب الهمداني أمام قوات الأمن هتاف “سأقتل، سأقتل، كل مَن قتل أختي“. وجرت هذه الاحتجاجات في المنطقة الـ 13 بمدينة همدان.
وفي مشهد صادم، حاصرت العشرات من قوات الأمن شابة وحيدة في الشارع للقبض عليها.
لقطات مصورة من مدينة همدان تظهر اشتباكات بالأيدي بين الشباب وقوات الأمن، وكذلك أصوات إطلاق النار.
ونزلت النساء الشجاعات في الشوارع في كل من رشت ومشهد، وردَّدن في وضح النهار هتافات مناهضة للولي الفقيه.
ونظَّم الشباب في لاهيجان مظاهرة شجاعة، في يوم السبت 16 سبتمبر 2023.
وطالب أبناء الوطن، في يوم الأحد 17 سبتمبر 2023، في مختلف مناطق طهران وأرومية وكرج، وغيرهما من المدن، من فوق أسطح منازلهم؛ بالإطاحة بنظام الملالي، مرددين هتافات مناهضة لنظام الملالي، من قبيل “قاتل الأطفال” و”خامنئي السفاح”.
دولة محتلة
لقد وصلت الإجراءات الأمنية المشددة وأجواء الترويع إلى حد جعل حتى الأعضاء السابقين في المؤسسات الحكومية أو العسكرية والموالين لنظام الملالي وما زالوا أعضاء في المؤسسات الحكومية أو العسكرية يشعرون بالحاجة إلى التحدث.
نشرت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، في 17 سبتمبر 2023، مقالاً بقلم رحيم قميشي، المتقاعد من قوات حرس نظام الملالي، والأسير السابق في الحرب الإيرانية – العراقية. حيث كتب في هذا المقال: “ما رأيته بأم عيني اليوم في شوارع مدينة طهران؛ ولا أبالغ في القول بأنه لو احتلت دولة أجنبية طهران وإيران عسكرياً، لما استطاعت أن ترسل هذا العدد الكبير من القوات إلى الشوارع لتثبت لأبناء الوطن أن بلادهم محتلة، وأن المقاومة لا جدوى منها! ولا يمكن للمحتل أن يتنقل في المدينة بمثل هذا العدد المهول من دراجات تريل النارية السوداء والرمادية اللون…إلخ.
وقد تكون سيارات نقل السجناء التي أحضروها قادرة على نقل عشرات الآلاف من الأشخاص… إلخ. والمعدات التي رأيتها اليوم يمكن أن تبرر استهلاك نصف عائدات النفط!
واختتم الحرسي السابق المذكور مقاله، قائلاً: “لقد نسيت أن أكتب عن الفتيات الشجاعات اللواتي كن يسرن في مجموعات. بعضهن يرتدي وشاحًا، والبعض الآخر بدون وشاح، والبعض مع أمهاتهن، والبعض مع آبائهن، والبعض مع أصدقائهن، مفعمات بالحيوية ويتمتعن بمعنويات عالية جداً، وخاليات من الهموم. كنت أرتجف من الخوف، حيث كن يضحكن بصوت عالٍ أمام الضباط. أتمنى لو كان بإمكاني التقاط صور أو مقاطع فيديو لهذا المشهد”.
وحدات المقاومة تحافظ على شعلة المقاومة مشتعلة رغم المخاطر الكثيرة
أعلنت مخابرات حرس نظام الملالي، ووزارة المخابرات، والشرطة عن اعتقال 357 شخصًا في مدن طهران، وكرج، ومرودشت، وبوئين زهرا، وأذربيجان الغربية، وكهكيلويه و بويرأحمد، وكردستان، وهو ما انعكس في مختلف وسائل الإعلام يوم 17 سبتمبر 2023.
كما أعلنوا عن اعتقال عشرات الأشخاص المحسوبون على المعارضة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
ومع ذلك، نفذت وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، خلال يومين فقط في ذروة القمع؛ 414 عملية ضد القمع في طهران و40 مدينة أخرى.
الموافقة على مشروع قانون الحجاب الجديد لقمع التلميذات والطالبات
صدَّق مجلس شورى الملالي، عشية العام الدراسي الجديد، على مشروع قانون الحجاب والعفة المثير للجدل والقمعي في جلسة عامة عُقدت في 20 سبتمبر 2023.
نشرت مواقع التواصل الاجتماعي، في يوم الاثنين 25 سبتمبر 2023، صوراً لسيارات مموهة وهي تقوم بعرض عسكري داخل جامعة طهران وتعزف أناشيد تعود إلى فترة الحرب الإيرانية – العراقية.

كما قامت بعض المجالس الطلابية الحكومية بوضع لافتات في الجامعة توضح اللوائح الجديدة المتعلقة بكيفية ارتداء الطلاب للملبس في الجامعة. كما أرسلت المجالس المذكورة رسائل نصية للطلاب تتعلق باللوائح الجديدة.
وتتفقد الضابطات ملابس الطالبات عند مدخل الجامعة. ويحذرن الطالبات، ولا يسمحن لهن بدخول الجامعة إلا إذا كن يرتدين الحجاب. كما يُطلب من الطالبات ارتداء معاطف طويلة تحت الركبة.
كما تقوم دوريات الحجاب بدوريات في الحرم الجامعي المركزي وتنصح الطالبات بضرورة ارتداء الحجاب.

تم نشر تقارير مماثلة من جامعات أميركبير، والزهرا، والعلامة طباطبائى، وخوارزمى في طهران، وجامعة أصفهان للفنون.

كما قامت كلية الطب في كرمان بتثبيت لافتة لوائح ملبس طالباتها.

كما تم في جامعة شيراز تركيب تقنية التعرف على الوجه في مطاعم الجامعة لوضع المزيد من القيود على الطالبات. وأنفقت إدارة جامعة شيراز 700,000,000 تومان لتثبيت هذه التقنية وتحديد الطالبات المخالفات لقواعد الحجاب.
وحتى المقاهي المحيطة بالجامعات أيضاً ليست في مأمن من هذه الإجراءات الأمنية المشددة.
حيث أصدر رئيس جامعة طهران أمراً بإغلاق المقاهي المحيطة بهذه الجامعة. وبحسب علي موبيني دهكردي، أكد مدير مدينة المعرفة بجامعة طهران، وكلية العلوم الطبية في 29 سبتمبر 2023؛ على أن هذا الإجراء جزء من خطة تنظيم الحرم المركزي لجامعة طهران وكلية العلوم الطبية.
كان هناك 150 مقهى حول جامعة طهران في سبتمبر 2022. كتب أحد المواقع الإلكترونية التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، في يوم 29 سبتمبر 2023 أن “المقاهي تتزايد بسرعة وبأعداد كبيرة” وتصبح مكانًا وعشاً للأعمال المخالفة للأمن والشريعة عندما لا يكون هناك رقابة على كيفية أداء نشاطها أو تكون هذه الرقابة ضعيفة.
وتشير جميع الأدلة إلى أن خامنئي يشعر بالقلق إزاء الاحتجاجات المحتملة في المدارس. ولا يدل توسيع نطاق خطة التطهير في الجامعات وتنفيذها في المدارس تحت مسمى “التغيير” إلا على رعب نظام الملالي من اندلاع انتفاضة وشيكة.
انتفاضة زاهدان – اعتقال أكثر من 50 شخصاً
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لجمعة زاهدان الدامية؛ نظَّم المواطنون البلوش مظاهرة مناهضة لنظام الملالي، في كافة مدن محافظة سيستان وبلوشستان، يوم الجمعة، 29 سبتمبر 2023. وجاءت هذه المظاهرة على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة من قِبل نظام الملالي والتواجد المكثف لقوات الأمن في هذه المدن، وخاصة في مدينة زاهدان، حيث بادر هذا النظام الفاشي بإرسال قوات مكافحة الشغب مدججة بالأسلحة الثقيلة لمنع أي احتجاجات.

تجمعت في زاهدان حشود كبيرة حول مسجد مكي، وخلدوا ذكرى ضحايا هذه المجزرة البشعة بترديد هتافات مناهضة للولي الفقيه. وشاركت النساء البلوشيات الشجاعات في انتفاضة زاهدان وردَّدن هتافات “الموت لخامنئي الظالم” و”الموت للديكتاتور”.
كما اندلعت احتجاجات، في الوقت نفسه، في مدن أخرى، من بينها مدن خاش، وسوران، وتفتان. وتجمع حشد كبير من المواطنين في مدينة خاش وردَّدوا هتافات “الموت لخامنئي” و”يا قوات حرس الملالي والباسيجيين أنتم مَن قتلونا”. وردَّ نظام الملالي على المحتجين بالقمع. ويفيد تقرير نت بلكس، وهي منظمة غير ربحية تشرف على الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت، وتتعقب الاتصال بالإنترنت في جميع أنحاء العالم؛ بأن نظام الملالي يقيد الوصول إلى الإنترنت في زاهدان وغيرها من مدن محافظة سيستان وبلوشستان.
وهاجمت قوات الأمن المتظاهرين في زاهدان وأطلقت النار عليهم، واستخدمت الغاز المسيل للدموع. وتظهر عدة مقاطع فيديو من زاهدان قوات الأمن وهي تطلق النار على المتظاهرين.
بيد أن أهالي زاهدان الشجعان قاوموا وهم عزّل، وأجبروا قوات الأمن على التراجع. وتفيد التقارير الأولية أن قوات الأمن أصابت عشرات الأشخاص، من بينهم عدة أطفال. وتم اعتقال أكثر من 50 شخصاً خلال هذه الانتفاضة.
بمناسبة الذكرة السنوية للجمعة الدامية في زاهدان، أضرب رجال الأعمال في زاهدان، وجابهار، وسراوان، ودشتيارى، وسفيداب نيمروز، وغيرها من المدن، في يوم السبت 30 سبتمبر 2023. وتم إغلاق سوق زاهدان الكبير تماماً. وفي الوقت نفسه، أبقى الشباب البلوش الشجعان الشوارع مضاءة بالنار طوال الليل، وقاموا بتكريم ذكرى شهداء 30 سبتمبر في العام الماضي، بوضع المتاريس في الطرق في مختلف مناطق زاهدان.
واحتفلت مجموعة من الشابات الإيرانيات، في 30 سبتمبر، في إحدى المدارس الثانوية بمدينة تبريز؛ بالذكرى السنوية لقمع المصلين الدموي في زاهدان، وأحيين ذكرى الشهداء.
وجلست الفتيات الصغيرات على الأرض في لفتة رمزية تذكرنا بشهيد احتجاجات زاهدان المحبوب، خدانور لجئي. كما قامت شابات أخريات بأعمال مماثلة في مدن أخرى.



ولقي ما لا يقل عن 113 شخصاً، بينهم العشرات من الأطفال، وامرأتان مسنتان، حتفهم في يوم الجمعة الدامية في زاهدان.

كتبت منظمة العفو الدولية في إيران في تغريدة: “لم تتم محاسبة أي مسؤول عن القتل غير القانوني لعشرات الرجال والنساء والأطفال من الأقلية البلوشية المضطهدة في إيران، في 30 سبتمبر 2022. نتذكر الضحايا والمتضررين في الذكرى السنوية للجمعة الدامية. دعونا نقف معاً من أجل العدالة.
يجب على الحكومات في جميع أنحاء العالم أن تسعى إلى إيجاد سبل لتحقيق العدالة على المستوى الدولي لوضع حد للإفلات المنهجي من العقاب على الجرائم العديدة التي ارتكبتها السلطات الإيرانية استناداً إلى القانون الدولي لقمع انتفاضة المرأة وحقها في الحياة وغيره من الحقوق الشرعية.

سوف تندلع انتفاضة أخرى في إيران عاجلاً أم آجلاً، وكل يوم يتبين أكثر فأكثر أن إجراءات نظام الملالي لمنعها غير مجدية.