في اليوم العالمي للوقاية من الانتحار، نلقي الضوء على أزمة الانتحار في إيران والمشاكل التي تواجهها النساء والفتيات تحت حكم نظام الملالي المعادي للنساء. في كثير من الأحيان، لا تجد النساء والفتيات في إيران بديلاً سوى الانتحار بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.
ينتحر أكثر من 13 شخصًا يوميًا في إيران، وتحدث معظم حالات الانتحار بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا. ووفقًا لوزارة الصحة، في عام 2018 ميلادي، انتحر 100,000 شخص. في المتوسط، يحاول 125 شخصا من كل 100,000 إيراني الانتحار، ومن بينهم يفقد 6 أشخاص حياتهم.
للأسف، هذا العام، بالإضافة إلى انتحار الشباب والنساء والفتيات، واجهنا ظاهرة مروعة تُعرف بـ “انتحار مساعدي الأطباء” أو طلاب الطب والممرضين والأطباء.
أزمة انتحار طلاب الطب
أنهت الطبيبة ”نور فروغي نسب“، طالبة طب في قسم الأطفال بمستشفى ”صدوقي“ في يزد وأم لطفل صغير، حياتها. هذه الطبيبة كانت تمضي فترة تدريبها في يزد. (موقع ”عصرإيران“ الحكومي – 14 يوليو 2024)
وأصبحت أزمة انتحار طلاب الطب في إيران مشكلة خطيرة. تشير الإحصائيات المتاحة إلى أن تسعة أشخاص من السكان انتحروا في الأربعة أشهر الأولى من مارس إلى يونيو 2024. (موقع ”عصرإيران“ الحكومي – 15-14يوليو 2024)
وتنشر الأخبار عن هذه الحالة دائمًا متأخرة. سياسة وزارة الصحة والعلاج تقوم دائمًا على عدم الشفافية. تحاول وزارة الصحة والعلاج التقليل من مستوى الفوضى في هذا المجال من خلال السرية، ولكن الضغوط الشديدة والإجهاد الشديد والرواتب الزهيدة تدفع هؤلاء الطلاب الطبيين إلى حافة الانتحار.
ومن مارس 2023 إلى مارس 2024، انتحر 16 طالبًا طبيًا شابًا خلال أقل من عام. (موقع ”عصرإيران“ الحكومي – 17 يناير 2024) هذه فقط إحصائيات حالات الانتحار التي أدت إلى الوفاة، والتي تنعكس في وسائل الإعلام الحكومية، في حين أن العديد من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها للعامة وتظل صامتة.

استغلال طلاب الطب في المستشفيات وزيادة الانتحار بينهم
دورة العمل في المستشفيات الإيرانية، التي تعتمد على استغلال طلاب الطب، تفرض ضغوطًا إضافية على طلاب الطب. غياب الأطباء المتخصصين وتحميل طلاب الطب المسؤوليات الثقيلة يدفعهم إلى حافة اليأس.
واعترف رضا لاريپور، المتحدث باسم منظمة نظام الأطباء في إيران، بـ “يأس” طلاب الطب بشأن مستقبلهم المهني، قائلاً: “ما يرونه حاليًا يختلف عن توقعاتهم قبل دخولهم مجال الطب.”
ويقر هذا المسؤول الحكومي بأن “مساعدي الطبيب لا يستطيع وحده استئجار منزل في مدينة طهران وتوفير تكاليف الحياة الأخرى مثل الاحتياجات اليومية.” ( وكالة الأنباء ”ايلنا“ الحكومية – 29 أبريل 2024)
عندما تتحدث إلى طلاب الطب أي مساعدي الأطباء والأطباء والأشخاص المطلعين في هذا المجال، غالبًا ما يشيرون إلى ثلاثة جوانب لمثلث مؤسف: الضغط الشديد في العمل، الأجور المنخفضة، والسلوك السيئ من الأقدمين تجاههم مع طلب الضامن أو الكفالات الثقيلة كشرط لمواصلة التعليم وإنهاء فترة الدراسة.
يتعين عليهم أن يكونوا في المناوبة لمدة 15 ليلة في الشهر. ليس لديهم الحق في العمل بشكل مستقل ويجب عليهم في الوقت نفسه الدراسة لتمرير الامتحانات الصعبة في هذا المجال. كما أنهم محرومون من أي دعم مالي. علاوة على ذلك، وضعت الحكومة تكاليف باهظة للانسحاب من هذه التخصصات وأغلقت طريق انسحابهم. هذه الدورة الاستغلالية تدفع هؤلاء الشباب نحو الانتحار. (موقع ”عصرإيران“ الحكومي – 17 يناير 2024)

أزمة الانتحار بين الأطباء: انتشار الموت بين الذين ينقذون حياة الناس
تصف وسائل الإعلام الحكومية في إيران أزمة الانتحار بين الأطباء بأنها “استمرار لدومينو الانتحار بين الأطباء!”
و كتب موقع خبرآنلاين الحكومي: “ارتفعت نسبة الانتحار في المجتمع الطبي بين ثلاثة وعشرة أعشار إلى خمسة أضعاف.” (6 يونيو 2024) .
انتحار الطبيبات في إيران ازداد بنسبة 130%. انخفاض مستوى الرفاهية، الدخل، الأمان الوظيفي، والمكانة الاجتماعية هي من بين العوامل التي تدفع الأطباء إلى الانتحار. هذه الأزمة لا تهدد الصحة العقلية للأطباء فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى انهيار النظام الصحي الإيراني. (موقع ”دنياي اقتصاد“ الحكومي – 28 أبريل 2024)
- في 23 مارس 2024، انتحرت ”برستو بخشي“، طبيبة متخصصة في القلب، ولدت في عام 1989، في مدينة دلفان بمحافظة لرستان. •
- في 25 أبريل 2024 أيضًا، انتحرت ”سميرا آل سعيدي“، أخصائية في الروماتولوجيا، من المواهب والنخب في جامعة طهران للعلوم الطبية، ولديها طفل، بسبب الضغوط الوظيفية.
- في 30 أبريل 2024، انتحرت ”زهرا ملكي قرباني“، طبيبة تبلغ من العمر 28 عامًا، تعيش في مدينة جاسك من محافظة هرمزكان. •
- وفقًا لأخبار مستخدمي الشبكات الاجتماعية، انتحرت الطبيبة ”ليلا مدرس أنشايي“ أيضًا في أبريل 2024، لكن لا توجد تفاصيل متاحة حولها أو سبب الانتحار. •
- في نوفمبر2023، انتهت ”ميترا آسوده،“ طبيبة متخصصة في الجراحة العامة، حياتها بتناول الحبوب. تعرضت في أبريل للضرب والإهانة من قبل أسرة مريض مصاب بتسمم الدم في وحدة العناية المركزة بمستشفى بوعلي في مدينة مريوان، لكنها لم تقدم شكوى. بعد إدانتها في المحكمة التي نظرت في شكوى أسرة المريض المتوفى، قررت إنهاء حياتها.
انتحار الممرضات: إحصاء يجب أن يظل سريًا
الأوضاع التي يواجهها الممرضون أشد صعوبة. يضطرون للعمل تحت ظروف صعبة مثل 120 ساعة عمل إضافي بأجر ساعي 20,000 تومان فقط. في مثل هذه الظروف، كلما احتجوا، يتم نفيهم. في العديد من المدن، يُهدد الممرضون. الممرضون أيضًا ينتظرون منذ 17 عامًا تنفيذ قانون تسعير خدمات التمريض.
اعترف شريفي مقدم، الأمين العام لدارالتمريض، بأن “معدل انتحار الممرضين أعلى بكثير من معدل انتحار الأطباء، لكن لا يمكن الحديث عن التفاصيل! وفقًا لدراسة أُجريت في العقد الأول من ألفين تبين أن 35٪ من الممرضين تعرضوا للعنف الجسدي و90٪ منهم تعرضوا للعنف اللفظي خلال أقل من ستة أشهر، وهذه النسبة قد زادت بالتأكيد في السنوات الأخيرة.” وأضاف: “الإحصاءات في مجال التمريض بما في ذلك الانتحار، الهجرة، وما إلى ذلك غير قابلة للنشر.” (موقع الحكومي اقتصاد 24- 24 يوليو 2024)

الفقر والعنف: أزمة انتحار النساء والفتيات الشابات
الأمثلة المريرة على انتحار النساء والفتيات الشابات في إيران لا تقتصر على طبقة معينة. القمع والتمييز الحكومي في جميع المجالات من التعليم والعمل إلى القوانين المعادية للنساء والفقر المتزايد والضغوط العائلية تحت نظام ذكوري والعنف المنزلي والجنسي كلها عوامل تدفع النساء الإيرانيات إلى الطريق المسدود.
- أقدمت ”بيري مصطفى زاده“، امرأة من أهالي مدينة مهاباد، على الانتحار بالحرق في 8 يوليو 2024. هذه المرأة الكردية التي كانت تعول نفسها وكانت تعمل في مسجد، لم تتحمل ظروف الحياة الصعبة بعد فصلها من العمل. بيري مصطفى زاده كانت امرأة صماء وعاشت حياة صعبة في عزلة.
- في 9 يوليو2024 ، انتحرت ”نارين حسيني“ في سقز بطريقة الشنق بسبب خلافات عائلية مع زوجها.
- في 20 يوليو 2024 ، انتحرت ”سوما فیروزی“ ، فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا في مدينة سقز بألقاء نفسها من ارتفاع.
- النا وإليسا، فتاتان تبلغان من العمر 13 و14 عامًا على التوالي، انتحرتا في نفس الوقت في الساعات الأولى من يوم 20 يونيو 2024. كانت الأختان تسكنان في الطابق التاسع من أحد أبراج بلدة بهشتي في حكيمية وألقتا أنفسهما من الطابق التاسع عشر.
- في نفس الشهر، إنهت ”سايان توانكري“، البالغة من العمر 18 عامًا، حياتها بسبب “عدم القدرة المالية على تغطية نفقات الجامعة. (موقع ”تجارت نیوز “ الحكومي- 14 يونيو 2024).
- في يوم 21 يونيو 2024 ، انتحرت فتاة تبلغ من العمر 25 عامًا بألقاء نفسها من فوق جسر المشاة في شارع ”نواب صفوي“ في طهران. (موقع ”عرشه“ الحكومي– 22 يونيو 2024) .
- يوم الثلاثاء 23 يونيو 2024 انتحرت امرأة شابة تدعى ”ديانا رحماني“ ، في مدينة ”ثلاث بابا جاني“ بسبب الإجبار على الزواج من رجل أكبر سنًا بكثير.
- الأحد 25 أغسطس 2024، انتحرت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا في مدينة دلكان بتناول الحبوب.
- شيما رامشك، فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا وضحية لزواج الأطفال، انتهت حياتها يوم الأربعاء 28 أغسطس في قرية مرجانآباد، بمدينة مياندوآب في محافظة آذربيحان الغربية.
هذه أمثلة قليلة من آلاف الحالات التي يحدث فيها الانتحار في إيران. كتبت صحيفة ”جام جم“ الحكومية في 10 يناير 2024: الانتحار هو السبب الخامس لوفاة المراهقين والشباب، 52٪ منهم فتيات. أعلنت صحيفة ”هم ميهن“ الحكومية في 29 أغسطس 2023 عن انتحار 7,000 شخص في عام 2023. بناءً على هذه الإحصائيات، هناك 20 ضعف هذا العدد من الأشخاص الذين حاولوا الانتحار.




















