نصرت رمضاني من ألمع شخصيات نساء مجاهدي خلق
يصادف يوم الثاني من مايو الذكرى السنوية الإستشهاد الجماعي لأبرز أعضاء وكوادر منظمة مجاهدي خلق في طهران عام 1982، فقد شهدت طهران في هذا اليوم قيام معارك وملاحم عظيمة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى أجزاء من وسط المدينة، وفي سلسلة عمليات متزامنة هاجمت قوات حرس النظام عشرات المنازل التي كان يتمركز فيها أعضاء مجاهدي خلق، واستمرت الاشتباكات حتى منتصف الليل، وكانت قوات الحرس تقصف منازل مجاهدي خلق من الأرض والجو بشكل هستيري باستخدام الأسلحة المتوسطة وحتى بالأسلحة الثقيلة وطائرات مروحية، وغرقت طهران في هالة من الإنفجار والنيران والدخان.
وقاوم أكثر من 60 شخصا من النساء والرجال أعضاء مجاهدي خلق المعارضة مستبسلين حتى النهاية ونالوا الشهادة في النهاية، وكانت نصرت رمضاني من أبرز القادة والنساء من أعضاء مجاهدي خلق الذين استشهدوا خلال هذه الهجمات.
وولدت نصرت رمضاني في 6 أبريل 1956 في عائلة من الطبقة المتوسطة في طهران، وكان لديها أربع شقيقات وأربعة أشقاء وكان ترتيبها المولود الخامس في الأسرة.
وكانت فتاة مفعمة بالحيوية والنشاط، مليئة بحماسة الشباب وذات روابط وصلات إجتماعية وثيقة للغاية، وكانت معروفة بذات الخصال في أوساط الأسرة، وكانت مهتمة كثيرا بالموسيقى، ومصدر الهام ودعم معنوي للجميع.
ودرست نصرت رمضاني حتى الصف التاسع في مدرسة ”حكمت“ الثانوية بشارع ”كركان“، ومن الصف العاشر واصلت دراستها في فرع الرياضيات في مدرسة ”مرجان“ الثانوية وكانت مهتمة كثيرا بالهندسة، وتم قبولها في جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا بقسم علم الميكانيك في عام 1973 والتحقت بالجامعة.
وكان لـ نصرت رمضاني شعبية وقبول كبيرين في الجامعة وكانت محبوبة من قبل الجميع لأنها كانت تمضي وقتها في مساعدة الطلاب الآخرين ومساعدة الجميع، وأعجب الجميع ببساطتها وتواضعها، لكنها فتحت عينيها على ظروف فقر الناس، وبدأت تفكر في هموم المحرومين وتوجهت إلى عالم النضال والسياسة، وأخذت هواياتها وأنشطتها وأعمالها شكلا وطابعا آخرا ، وبدأت تذهب إلى الجبل، وكانت تحب الذهاب إلى الجبل بشكل جماعي.
وكانت على اطلاع بالمنظمات المناهضة المقاومة لسلطة الشاه منذ عام 1971، وتعرفت على منظمة مجاهدي خلق، وفي عام 1976 تمكن من إقامة علاقة مباشرة ونشطة مع المنظمة في الجامعة وقامت بتعزيز تنظيم وروابط المنظمة في البيئة الطلابية ودفعها للإمام، كما كانت أحد النشطاء في المظاهرات ضد ديكتاتورية الشاه ولم تعرف التردد في القيام بإنجاز مسؤولياتها.
نصرت رمضاني من ألمع شخصيات نساء مجاهدي خلق
بعد انتصار الثورة عام 1979 تولت نصرت رمضاني مسئولية بقسم شؤون طلاب منظمة مجاهدي خلق وسرعان ما أثبت جدارتها، وأصبحت في موقع أحد مسؤولي التنظيم الطلابي في أواخر عام 1980.
وبعد تاريخ 20 يونيو 1982 عندما أمر خميني بإطلاق النار على مظاهرات الناس وأنصار مجاهدي خلق السلمية وبدأت المقاومة العادلة للشعب الإيراني في مواجهة نظام الملالي أخذت نصرت رمضاني على عاتقها بكل حماس وتشجيع حمل مسؤوليات ثقيلة وأدت واجباتها بإرادة وعزم ومثابرة وصبر لا مثيل لها، ولم يتغير وجهها الودود المبتسم أبدا في الشدائد والمصاعب وكانت مصدر إلهامٍ وتحفيزٍ دائمٍ لرفاقها.
وكانت نصرت رمضاني واحدة من أرفع كوادر مجاهدي خلق المسؤولة، وإحدى الشخصيات اللامعة المشرقة في صفحات نساء مجاهدي خلق، وقاومت حرس النظام بشجاعة خلال إحدى معارك 2 مايو 1982 وهي في سن السادسة والعشرين من عمرها وتركت انطباعا مثيرا للغاية لدى سكان المنطقة التي كان مقرها فيها، وأصبح أهل المنطقة يتذكرون بطولة وشجاعة “إبنة مجاهدي خلق” لفترة طويلة.. يتذكرونها”عندما كانت تتحرك في كل لحظة من هذا الجانب إلى الجانب الآخر، وتنقل الأشخاص من مكان إلى مكان وهي تقود المشهد.”
وقاتلت نصرت رمضاني في هذه المعركة الملحمية غير المتكافئة مع زوجها البطل “القائد الكبير محمد ضابطي” والمجاهدين الآخرين حتى آخر رصاصة ضد الحرس وبدلا من أن يقعوا في الأسر الذي أراده خميني وجنوده استشهدوا بفخر واستبسال وشجاعة وهم في أوج بطولاتهم وغرسوا مرارة الذل والإنكسار والظلام في قلب خميني وقوات حرسه.
وبمضاعفة بطولات وملاحم نساء مجاهدي خلق الأبطال الصناديد والبطلة الخالدة نصرت رمضاني باسلة مجاهدي خلق في معارك وملاحم نساء وحدات المقاومة البطولية في كل مكان في أرجاء الوطن ستنكسر وتنجلي ظلمة استبداد وظلام ليل الملالي سفاكي الدماء أعداء الحرية وسيتم التحرر منهم، وفي الغد عندما تشرق شمس الحرية بتضحياتنا وآلامنا وبطولاتنا ستتاح لنا الفرصة أكثر ولعموم شعبنا للتعرف على المزيد من سيرة البطلة شهيدة الحق الخالدة نصرت رمضاني رفيعة الشأن.