الحق في ممارسة النشاط السياسي والاجتماعي بحرية، والتنقل والسفر دون الحاجة إلى إذن الآخر
نظرة مختصرة على المادة الثالثة من خطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشأن حقوق وحريات النساء
الحق في النشاط السياسي والاجتماعي بحرية والتنقل والسفر دون الحاجة إلى إذن الآخر هو المنصوص عليه في المادة الثالثة من خطة حقوق وحريات النساء في إيران الغد الحرة، وقد تمت المصادقة على هذه الخطة بالإجماع في المجلس الوطني للمقاومة عام 1987.
قد يكون من غير المفهوم بالنسبة للنساء والفتيات في أمريكا والدول الأوروبية ما هي الحواجز والعقبات التي تم وضعها بشكل متعمد باسم الدين، وقد تم وضع الإسلام في طريق تقدم وتطور النساء والفتيات بشكل منهجي من خلال القوانين المدنية كنتيجة لسلطة حكم نظام الملالي المعادي للنساء على مدار 40 عاماً.
إن الحقوق والحريات التي تعتبر أمراً طبيعياً في العديد من البلدان هي حُلماً بالنسبة للنساء والفتيات في إيران، وإن تحقيق هذا الحلم ونيل حقوق وحريات النساء أمراً وضعه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من بين أهم مهامه بعد إسقاط نظام الملالي.
حقوق المرأة فيما يتعلق بالأنشطة السياسية
لم يُبقي نظام الملالي المعادي للنساء مكاناً للنساء على صعيد النشاط السياسي، وأي إمرأة إيرانية لديها رأي سياسي مخالف لهذا النظام لن مكانها السجن فقط كما هو حال النشطاء الذكور، بل مصيرهن أيضا كمصير قاصرة تبلغ من العمر 16 عاما مثل نيكا شاكرمي، وترانه موسوي، وآلاف الشابات الأخريات اللائي تعرضن بقسوة لأبشع وأقبح التعديات والانتهاكات على يد عناصر النظام وجلاديه، وهدف النظام من هذه القبائح والرذائل هو أن تقبع بقية النساء خوفاً من هكذا مصير بأركان المنزل وأن يغلقن أفواههن.
إن عدد 120 ألف شهيد للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي وحتى اليوم، وقد جزءاً كبيراً من هؤلاء الشهداء من النساء والفتيات، وهو توثيقٌ لا يمكن إنكاره، ويُمنع أي نشاط سياسي للنساء والفتيات في إيران.
نظرة على القوانين المدنية المتعلقة بحق المرأة في الأنشطة الاجتماعية
يستخدم نظام الملالي كافة الأدوات القانونية والحكومية لتهميش المرأة.
وعلى سبيل المثال هنا فقد جاء في المادة 1105 من القانون المدني: فيما يتعلق بـ العلاقات الزوجية تكون رئاسة الأسرة من اختصاصات الزوج، ووفقاً للمادة 1117 من القانون المدني لنظام الملالي يمكن للزوج أن يمنع زوجته من ممارسة أي مهنة أو صنعة تتعارض مع المصلحة الأسرية أو مع كرامة الرجل أو المرأة.
كذلك فإن الفقرة 3 من المادة 18 من قانون جوازات السفر توكِل صراحة عملية إصدار جوازات السفر للنساء المتزوجات بموافقة كتابية من الزوج، أما قبل الزواج فيعود إذن المرأة بالخروج إلى الأب أو الجد من جهة الأب.
واستناداً إلى المادة 19 من نفس القانون فإنه حتى بعد إعلان الموافقة الكتابية في حالة ما إذا ندم الزوج فإنه بإمكانه العدول عن هذه الموافقة الكتابية ومنع المرأة من مغادرة البلاد. (موقع ايسنا الحكومي – 12 مايو 2022)
ويشترط على النساء المتزوجات الراغبات في المشاركة في امتحان معاون طبيب الأسنان الحصول على موافقة الزوج، واستناداً إلى تعهد الزوج هذا يوافق الزوج على أن تخدم زوجته في أي مكان تحدده وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي بعد انتهاء الدورة التدريبية. (صحيفة اعتماد الحكومية – 11 مايو 2020)
قصص عن منع الزوج للزوجة من الخروج والعمل
انعكست أيضاً بعض تلك الحالات المريرة للغاية لهذه الآلية في وسائل الإعلام الحكومية.
بقرار من محكمة استئناف محافظة طهران في أكتوبر 2020، وفي ذروة جائحة كورونا مُنِعت طبيبة طوارئ من ممارسة الطب في مستشفى الإمام الحسين وبقية الله في طهران بسبب شكوى زوجها، وقد كانت هذه الطبيب تفحص يومياً من 180 إلى 200 مريضاً مصاباً بكورونا. (موقع خبر فوري الحكومي – 12 أكتوبر 2020)
وفي شتاء عام 2021 مُنِعت سميرا زركري المدير الفني للمنتخب الوطني للتزلج من مغادرة البلاد بسبب ممانعة زوجها، ولم تتمكن من الذهاب إلى إيطاليا برفقة فريقها للمشاركة في المنافسة. (صحيفة شرق الحكومية – 17 فبراير 2021)
في سبتمبر 2015 منع زوج نيلوفر أردلان لاعبة كرة القدم بالمنتخب الوطني الإيراني للسيدات تجديد جواز سفر هذه الرياضية الوطنية حيث كانت تنوي الحضور للمشاركة بكأس أمم آسيا 2015 في ماليزيا.
وبعد مرور عامين على هذه الواقعة مُنِعت زهرا نعمتي حاملة علم أولمبياد ريو 2016 وبطلة أولمبياد ريو للمعاقين في مجال الرماية من الخروج من قبل زوجها.
منع المرأة في مجال الموسيقى والفن
ومن هذه الممنوعات الأخرى هنا منع المشاركة في مجال الموسيقى والفن، ففي عام 2019 في فتوى جديدة له أكد علي خامنئي ولي فقيه الملالي على حظر غناء النساء.
في 16 يناير 2021 تم استدعاء واعتقال واستجواب مغنيتين من فرقة موسيقية نسائية في كرمانشاه تدعى ”كلاريس“ من قبل أمن قوات الشرطة بسبب المشاركة في إنتاج مقطع إعلاني لأحد متاجر الأثاث. (وكالة الأنباء الحكومية خبراونلاين – 17 يناير 2021)
هذا وقد قالت مهديس إبراهيميان وهي عازفةٌ شابة متفرد بالعزف المنفرد على الوترين بهذا الشأن إنه تم التنسيق معها من قبل عدة مرات لأداء برنامج وأمضت عدة أيام في التدريبات لكنه تم إبلاغها قبل الحفل بإلغاء حفلها ولكونها فتاة لن يُسمح لها بتنفيذ البرنامج.(وكالة أنباء ايلنا الحكومية – 4 يوليو 2020)
أما ما تم التعبير عنه في هذا الميثاق ليس سوى جزء صغير من القيود التي تعاني منها نساء وفتيات إيران الشجعان بسبب قوانين ولوائح نظام الملالي المعادية للنساء، ولقد وضع هؤلاء النساء والفتيات نصب أعينهن شعار “المرأة، المقاومة، الحرية” هدفا لهن في النضال من أجل إسقاط نظام الملالي القمعي، وها هن يُثبِتن دورهن الريادي المتساوي على طريق تحرير المجتمع ممهدات الطريق الوصول إلى حقوقهن وحرياتهن.