20 حزيران يوم انطلاقة المقاومة من أجل الحرية للشعب الإيراني ويوم الشهداء والسجناء السياسيين. المرأة الإيرانية هي في طليعة المقاومة من أجل حرية الشعب الإيراني تجاه الدكتاتورية الدينية للملاللي.
هذا جيل المساواة، للمرأة الإيرانية المحررة والداعية للحرية ، لعب دورًا متميزًا في المقاومة من أجل الحرية منذ عهد الشاه. من الشهيدات والأسيرات والمناضلات اللواتي فتحن الطريق أمام المرأة للدخول في النضال في عقد السبعينات، إلى هؤلاء النساء اللواتي لم يستسلمن في عقد الثمانينات بتقديم دمائهن هززن أركان نظام الملالي. وشهد العالم كيف سيمر الجيل القادم من النساء والفتيات الإيرانيات الشجاعات هذا الدرب المؤلم و وملئ بالدماء المراقة في انتفاضات الأعوام 1999 و2009 و2018 و2019 و 2022 و 2023 الطريق الذي سيستمر حتى الإطاحة بنظام الملالي المعادي للنساء وتحقيق الحرية في إيران.
واليوم في20 حزيران يوم انطلاقة المقاومة من أجل الحرية للشعب الإيراني يوم الشهداء والسجناء السياسيين نخلد ذكرى الآلاف من النساء البطلات الرائدات اللواتي قاومن بإلحاح على مطلبهن التحرري واخترن الحرية والصمود والمقاومة مقابل الخزي والعار والاستسلام مهما يكلف الثمن سقين بدمائهن شجرة حرية المرأة الإيرانية وأصبحن رمز شرف المرأة الإيرانية ونجوماً ثاقبة في سماء ليل الوطن المظلم.
مشاركة واسعة النطاق للمرأة في المقاومة من أجل الحرية
بعد أقل من شهر على الإطاحة بديكتاتورية الشاه على أيدي الشعب الإيراني، كانت النساء أول شريحة من سمع صوت الاستبداد وتقييد الحريات الفردية.
استهدف أول فتوى لخميني يوم 7 مارس 1979، حرية المرأة و أعلن فيه الحجاب القسري في الدوائر الحكومية، وفي يوم 8 مارس ، الذي تزامن مع يوم المرأة العالمي، خرجت النساء الإيرانيات إلى الشوارع للاحتجاج على فتوى خميني ونظمن مظاهرة واسعة.


وحسن روحاني رئيس النظام الحالي ، تفاخر بأنه كان أول أحد من منع النساء غير المحجبات من دخول المكاتب العسكرية. خلال عامین و نصف قبل ۲۰ حزیران/یونیو ۱۹۸۱ انضمت النساء والفتيات الی الجماعات المعارضة ولا سيما منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وشاركن بنشاط في المقاومة من أجل الحرية ومنع تقدم الدكتاتورية الجديدة.
قُتلت وجُرحت العشرات من الطالبات المناصرات لحركة مجاهدي خلق جراء هجمات البلطجيين. و كانت ”نسرين رستمي“ وهي طالبة 16عاماً في مدينة شيراز و”مهري صارمي“ في مدينة خرم آباد و”سيما صباغ“ في مدينة رشت و”صنم قريشي“ في مدينة بندر عباس و” فاطمة رحيمي“ و”سمية نقره خواجا“ في مدينة قائمشهر و”فاطمة كريمي“ في مدينة كرج من هؤلاء الطالبات اللاتي قدمن أرواحهن دون استسلام تجاه تهديدات البلطجيين التابعين لخميني آنذاك.

هذا وفي يوم 27 أبريل 1891 نظمت رابطة الأمهات المسلمات من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مظاهرة للاحتجاج على اعتقال أبنائهن و الاعتداء عليهم بالضرب المبرح وشاركت 200 ألف من النساء والأمهات في هذه المظاهرة. وفاجأت الموجة الضخمة من الأمهات والنساء الحرائر المشاركات في هذه المظاهرة الملالي وكان لها تأثير كبر على أحداث تلك الأيام الخطيرة.

في يوم 20 حزيران 1981 وصلت المقاومة من أجل الحرية إلى منعطف، عندما شارك نصف مليون نسمة في طهران في مظاهرة سلمية. في ذلك اليوم ، أطلقت قوات الحرس التابعة لخميني النار على المتظاهرات العزل، واضطرت النساء الرائدات في إيران إلى الاختيار كيفية استمرار هذا الدرب. واخترن بين ”الاستسلام“ و شرف المقاومة من أجل الحرية، واستجابت النساء ضرورة تاريخية بشكل إيجابي.

بداية القمع الدموي وصمود النساء بإعجاب في السجون
بعد قمع المظاهرة السلمية في 20 يونيو ، بدأت عمليات الإعدام بجنون، وكان من المدهش أن المجموعة الأولى من عمليات الإعدام كانت ضد تلميذات تتراوح أعمارهن بين 16 و 17 عامًا وهؤلاء التلميذات لم يقبلن حتى البوح بأسمائهن وهوياتهن
حقا، ما هي رسالة هؤلاء الشابات؟ ولماذا أصدر المدعي العام للنظام الإيراني في اول بيانه بعد 20 حزيران 1982 صور 12 شابة دون 18 عاماً من العمر واللاتي تم إعدامهن لكن غير معلنات أسمائهن؟

لا يوجد في التاريخ أي دكتاتورية أعلنت عن بداية قمعها وإبادتها بنشر قائمة مكونه تمامًا من الفتيات اللاتي تم إعدامهن تحت سن 18 عامًا، دون احراز هوياتهن.
تم استخدام ماكنة القتل ولم يتم التعرف على الحدود. تم إعدام صغار الأطفال والفتيات والنساء الحوامل و الأمهات تبلغ أعمارهن 70 عامًا والعمال والمزارعين ، والأطباء والمهندسين ، والفنانين والرياضيين. و فقدت بعض العائلات جميع أبنائها أو خمسة أو ستة منها خلال مجازرفي عقد الثمانينات.
تحت سلطة الملالي ، كانت حقوق المرأة في كافة مجالات نصف الرجال، باستثناء السجون التي تعرضت فيها النساء للتعذيب المزدوج لأنهن نساء. لم يتحمل الملالي المجرمون وجود النساء اللواتي يعارضن لهم.
ونرى من بين هؤلاء الضحايا ”نفيسة أشرف جهاني“ ، وهي فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات حكم عليها بالإعدام في محكمة ابتدائية وفعلا تم إعدامها. و”مريم أسدي“ ، 11 عامًا، وأفسانة فارابي 12 عامًا، فاطمة مصباح ، شهلا قرباني ، فاطمة ساجدي ، فاطمة جبار زاده أنصاري جميعهن 13 سنة ، ونسرين نوري ماني ، 15 سنة كلها على قائمة الفتيات اللواتي أعدمن في الثمانينات.
وفي الإطار ذاته أعدمت ”طاهرة آقا خان مقدم“ برفقة جنينها البالغ من العمر ثمانية أشهر. ومن بين هؤلاء النساء اللواتي أعدمن على أيدي نظام الملالي نرى أسماء 50 امرأة حامل على الأقل. كما نرى من بين النساء اللواتي تم إعدامهن عشرات الأمهات المسنات مثل ”سكينة محمدي أرحالي (أم ذاكري) ، 70 سنة. لقد خلقت هؤلاء النساء آفاقًا جديدة من المقاومة للمرأة الإيرانية وأصبحن مبعث فخر واعتزاز في تاريخ إيران.
المقاومة النسائية الملهمة وحصة التعذيب المضاعف
وفقاً لمئات السجناء ، فإن مقاومة النساء في السجون وتحت التعذيب كانت دائماً مصدر إلهام للرجال في السجون. ومن هذا المنطلق كان الملالي يدركون هذه الحقيقة أن مقاومة النساء تكون ضربة فادحة على فكرة هذا النظام العائد إلى عصور الظلام فعليه كانوا يضاعفون التعذيب ضد النساء فوق طاقة البشر لكسر معنوياتهن العالية في الصمود والمقاومة. إن فرض الحبس في الزنزانات الانفرادية طويل الأمد في سجن ”جوهر دشت “ بمدينة كرج وإنشاء معتقلات للتعذيب مثل ”وحدة رقم 1“ و”الأقفاص“ والأهم من ذلك، الوحدات السكنية والتي كانت خاصة لممارسة أبشع حالات التعذيب ضد السجينات وكلها ليست سوى أمثلة بسيطة على عدد لا يحصى من أساليب القمع والتعذيب في السجون.

لكن النساء الإيرانيات وصلن لدرجة من النمو والوعي بأنهن، من خلال الفهم الصحيح لموقعهن الكبير ومهمتهن، كن قادرات على تحمل عبء التعذيب والأسر والاستشهاد بشكل بطولي. لم يكن نجومًا مفردة، لكن جيلًا من النساء اللواتي اخترن شرف المقاومة من أجل الحرية وتركن حسرة الاستسلام لأعداء الشعب الإيراني، بغض النظر عن العمر أو الدراسة أو المهنة أو المكانة الطبقية أو الخلفية العرقية أو الاقتصادية.

تصنيف الشهيدات على درب المقاومة من أجل الحرية
على الرغم من الظروف القمعية في إيران، والإعدامات السرية ، وجميع الأخطار التي تنتظر أولئك الذين يكشفون عن هذه المعلومات، تمكنت المقاومة الإيرانية من جمع ونشر أسماء 20.000 شخص تم إعدامهم 5 آلاف منهم النساء المجاهدات. إن إلقاء نظرة على الفئات العمرية والمهنية والتعليمية الأكثر شيوعًا في هذه الأسماء يشهد على حقيقة تاريخية،أي ولادة جيل المساواة من النساء المهجورات اللواتي قررن مصير إيران في المقاومة من أجل الحرية.
۶۸۱ إمرأة استشهدن تحت التعذيب
۶۲ إمرأة كانت حوامل عند الإعدام
۷۸۹ طالبة يافعة في الأعمار بين 11-18عاماً
230 إمرأة كانت دراستهن فوق الجامعات۰
۷۳۴ إمرأة ذات شهادة بكلوريوس
۴۰۱۰ إمرأة بدراسة خريجات الإعدادية
381 إمرأة كانت ضمن الموظفات
۷۳ إمرأة من الفنانين
ويقدر عدد ضحايا الإعدامات السياسية على أيدي نظام الملالي بما لا يقل عن 120،000 ، ثلثهم من النساء. ويجب اعتبار الإحصاءات المذكورة أعلاه جزءًا صغيرًا من الواقع والصورة العامة، والتي سيتم الكشف عنها بالتأكيد بمزيد من التفاصيل في غداة حرية إيران
في ذكرى المنعطف التاريخي ليوم 20 حزيران / يونيو ، نخلد بذكرى جميع الشهداء، وخاصة النساء البطلات، اللواتي في ذروة الشجاعة ودفع ثمن الحرية نفذن مسؤولياتهن ومهمتهن تجاه الشعب والوطن والتاريخ. ستتحدث الأجيال القادمة أكثر عن هؤلاء النساء ومكانتهن ودورهن.