إصدار النظام الإيراني حكمًا بالسجن على اثنتين من الأمهات المطالبات بالعدالة
حكم النظام الإيراني على اثنتين من الأمهات المفجوعات، ”محبوبه رمضاني“ و”رحيمة يوسف زاده“، بالسجن لمدة عام ونصف لكل منهما. تُعرف هاتان السيدتان باسم “أمهات آبان” – تعني الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في انتفاضة نوفمبر- وهن يدافعن عن العدالة لأبنائهن الذين قُتلوا خلال انتفاضة نوفمبر 2019 في إيران.
خلفية القضية
محبوبه رمضاني، والدة بيجمان قلي بور، ورحيمة يوسفي زاده، والدة نويد بهبودي، أُدينتا بتهم “الدعاية ضد النظام”، و”الانتماء إلى مجموعة أمهات آبان“، و”إهانة علي خامنئي”، المرشد الأعلى للنظام. الأحكام، التي أصدرتها محكمة الثورة فرع 2 في مدينة شهريار، تم تأييدها من قبل محكمة استئناف طهران فرع 36، مما أغلق باب الطعن أمامهما.

من نويد بهبودي وبيجمان قلي بور؟
نويد بهبودي، شاب واعد يبلغ من العمر 24 عامًا وطالب في الهندسة الميكانيكية، وُلد في سبتمبر 1996 في طهران. كان متفوقًا خلال سنوات دراسته، لكنه قُتل في 17 نوفمبر 2019 في منطقة قلعه حسن خان قرب طهران برصاص مباشر من قوات الأمن.
بيجمان قلي بور، وُلد في 29 أغسطس 2001، وتخرج حديثًا من المدرسة الثانوية. قُتل خلال الانتفاضة بعد أن أطلقت قوات الأمن عليه خمس رصاصات.
انتفاضة نوفمبر 2019
اندلعت الانتفاضة 2019 بسبب الزيادة المفاجئة في أسعار الوقود، وشملت حوالي 200 مدينة وبلدة في إيران، حيث تم تنظيم نحو 900 مظاهرة. شاركت النساء والشباب بكثافة في هذه الانتفاضة، واستهدفت الاحتجاجات رموز السلطة في النظام، مثل محطات الوقود والبنوك والحوزات والمكاتب الحكومية.
رد النظام بوحشية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1500 متظاهر خلال 48 ساعة فقط، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان. وشهدت مدن مثل طهران وشيراز وكرج وبهبهان وكرمانشاه وماهشهر مجازر جماعية، حيث استخدمت قوات الأمن الأسلحة النارية والأسلحة الثقيلة وحتى الدبابات. بالإضافة إلى ذلك، تم اعتقال 12 ألف متظاهر وإصابة 4 آلاف آخرين.
أمهات الشهداء في انتفاضة (أبان) نوفمبر
أمهات آبان، بما في ذلك رمضاني ويوسف زاده، هن مجموعة من النساء يطالبن بمحاسبة المسؤولين عن مقتل أبنائهن خلال حملة القمع في نوفمبر 2019. ورغم تعرضهن للاعتقالات والاستجوابات والمضايقات القضائية، واصلن الدفاع عن العدالة ورفض انتهاكات النظام لحقوق الإنسان.
دلالات الأحكام
إن الحكم على محبوبه رمضاني ورحيمة يوسف زاده يبرز القمع المستمر من النظام الإيراني ضد المعارضين وسعيه لإسكات الأصوات التي تطالب بالعدالة لأولئك الذين قُتلوا خلال انتفاضة نوفمبر 2019. إن إصرار هاتين السيدتين على طلب العدالة يمثل تذكيرًا مؤلمًا بالثمن الباهظ الذي يدفعه من يتحدون الاستبداد في إيران.