نساء وأمهات ربع قرن في سجن قرجك اسم مستعار للجحيم
سجن قرجك هو مكان لاحتجاز ما لا يقل عن 2000 سجينة، لكنه لا يشبه مكانًا يعيش فيه البشر.
ووصفت السجينة السياسية كلرخ إيرايي قرجك بالقول: «الحياة لا تسير في سجن قرجك». وهذا كل ما يمكن للمرء أن يقوله عنها. كما كتبت سجينات سياسيات أخريات عن الأوضاع السيئة في هذا السجن سيئ السمعة بعد إطلاق سراحهن.
الحقيقة المرة
معظم النساء اللواتي يقضين فترات سجن طويلة في قرجك هن إما ربات أسر أو لديهن أطفال يعيشون بجانب أزواجهن. إنهن لكسب مبلغ ضئيل من المال، يعملن في ظل ظروف سجن قاسية لا تطاق في ورش العمل. ما يفعلن تشبه العمل الجبري أكثر من كونه وظيفة عادية.
يتم تنفيذ معظم العمل في هذا السجن من قبل السجينات. الظروف الصحية مروعة ومياه الشرب مالحة. لذلك، يجب على السجينات شراء مياه الشرب الخاصة بهن على الرغم من دخلهن القليل.

بعض هؤلاء النساء اللائي يقضين فترات سجن طويلة بعيدان عن مسقط رأسهن ولم يرن أطفالهن لفترة طويلة.
نشرت وكالة أنباء إيلنا الحكومية مؤخرًا تقريرًا يحتوي على مقابلات مع بعض من هؤلاء النساء اللواتي يقبعن ربع قرن في سجن قرجك سيئ السمعة.
الحكم بالسجن لمدة 20 سنة لامرأة لديها طفلان
الحكم بالسجن لمدة 20 عامًا على مريم 20 بسبب ديون كبيرة في وظيفتها ولها مشتكي خاص وتقبع حاليا في السجن. أبناؤها يبلغون من العمر 13 و 23 عامًا. لولا سوء إدارة الحكومة للاقتصاد والسوق، وإذا دعمت الحكومة نساء مثلها في عملهن، لما دخلت السجن أبدًا.

ربع قرن في سجن لميترا المتعلمة تعليما عاليا
تلقت ”ميترا“ حكمًا لمدة 25 عامًا. وتم القبض عليها لنقلها كمية صغيرة من المخدرات من مكان إلى آخر. من المفترض أيضًا أن تدفع 100 مليون تومان نقدًا كغرامة. لقد قضت حتى الآن 9 سنوات من فترة سجنها. وكان قد حُكم عليها في البداية بالإعدام، لكن عقوبتها خُففت فيما بعد إلى 25 عامًا.
هي خريجة العلوم السياسية. في بلد يعاني فيه معظم المتعلمين من البطالة، فلا عجب أنها لجأت إلى تهريب المخدرات من أجل الحصول على بعض الدخل.
ربع قرن في سجن وغرامة مالية قدرها 100 مليون تومان”لـ صديقة“
لجأت صديقة لتهريب المخدرات لتوفير نفقات علاج ابنها. تلقت حكمًا لمدة 25 عامًا وأمرت بدفع غرامة قدرها 100 مليون تومان نقدًا. وبعد مرور سجنها لمدة 8 سنوات في قرجك، قالت صديقة: «سأفعل أي شيء لإنقاذ ابني».
صديقة تنسج السجاد في إحدى ورش السجن. كان ابنها عامل بناء لكنه أصاب عينيه أثناء العمل. باعت صديقة وزوجها أراضيهما وأغنامهما، لكن لم يكن ذلك كافياً لدفع تكلفة العلاج الطبي لابنهما. لذلك، كان عليهم الانتقال إلى طهران حيث شاركوا في حفظ المخدرات لاستخدام الأموال التي يكسبونها من أجل عيون ابنهم.

تم اعتقال صديقة وزوجها. أطلق سراح زوجها بعد ست سنوات. الآن، يعيش مع أبنائهم. في السنوات الثماني الماضية، رأت صديقة أولادها مرة واحدة فقط لأنهم يعيشون في إسفراين التي تبعد مسافة طويلة عن طهران.
يذكر أن مئات النساء الأخريات مثل صديقة ومريم وميترا محتجزات في سجن قرجك سيئ السمعة. إذا كنّ يعشن في بلد ديمقراطي حيث يمكنهن التمتع بالدعم الاجتماعي، فلن يقبعن في السجن أبدًا. لكن هؤلاء النساء يعشن في بلد يحكمه نظام فاسد والمعادي للنساء يفرض عددًا كبيرًا من العاهات الاجتماعية على المجتمع. ويأتي في صدرها الفقرالمنفلت مع كون النساء ضحيته الأولى. بدون دعم اجتماعي، وعلى هؤلاء النساء القيام بأي شيء لإنقاذ أطفالهن ولهذا السبب، يتم إدانتهن وحكم عليهن بالسجن لفترات طويلة.
في وصفها للأوضاع في سجن قرجك، قالت السجينة السياسية والناشطة العمالية السابقة ”عاطفة رنغريز“ التي قضت عدة أشهر هناك: «قرجك اسم مستعار للجحيم».