نهاية مفجعة لحالات حياة مزرية
حكومة الملالي، المتهم الأول بقتل النساء في إيران
إن العنف إلى حد قتل النساء هو بالطبع قضية تعاني منها جميع النساء في العالم إلى حد ما. الأمر المختلف في إيران هو القانون والنظام، اللذين، في مواجهة الالتزامات الدولية، يبنيان سلطتهما على كراهية النساء ويشجعان ويدعمان أكثر الآراء والثقافات تخلفًا عن العنف ضد المرأة.
24 جريمة قتل وآلاف القصص التي لا توصف لنساء إيرانيات

في عام 1989، قال مجتبى برهاني، المحقق في شعبة جرائم القتل الخاص بمدينة الأهواز: «العديد من جرائم الشرف تستند إلى الشك وليس لها دليل». (موقع ”تابناك “ الحكومي- 26 مايو 2010)
”كوثركل سوغاتلو“ 15 عامًا من أهالي مدينة بيرانشهر أضرم زوجها النار في جسمها مما أدى إلى فقدت حياتها يوم 19 فبراير 2020. وهي تزوجت في الرابعة والعشرين من عمرها. (هه نگاو – 23 فبراير 2020)
وفي الإطار ذاته تعرضت حديث، 11 عاما، من خوي، للخنق بحزام من قبل والدها في 18 مارس 2020. كان القاتل قد حقق في عقوبة قتل ابنته قبل الجريمة، وكان يعلم أن القانون لم يفرض عقوبة شديدة على والد القاتل. كما هدد مرارًا وتكرارًا بقتل والدة حديث. (موقع ”اعتماد“ الحكومي – 18 مارس 2020)
كما قتلت هاجرة حسين بار، 20 عاما، من أهالي سيستان وبلوجستان، على يد زوجها في 24 أبريل 2020. وأُجبرت على الزواج في سن 16 عامًا وأنجبت ابنًا يبلغ من العمر عامين. تعرضت هاجرة للضرب المتكرر من قبل زوجها أو حرقها بسلك ساخن، لكن لم ينتبه أحد لشكواها. (إيران كلوبال – 10 مايو 2020)
وفي سياق متصل تم قطع رأس رومينا أشرفي، 13 عامًا، من أهالي مدينة طالش، على يد والدها بمنجل في 21 مايو 2020، بينما كانت نائمة. وكانت قد هربت مع رجل كانت تنوي للزواج معه حيث تم القبض عليها. أعادتها القاضي إلى المنزل رغم إصرارها على تعرضها للإيذاء من قبل والدها. (موقع ”ديدار نيوز“ الحكومي -23 مايو 2020)
وفي السياق نفسه فاطمة برحي، 19 عاما، قطعت رأسها على يد زوجها في 14 يونيو 2020 بمدينة آبادان. وهي تزوجت من ابن عمها في زواج قسري عام 2019. وللهروب من هذه الحياة القسرية، فرت فاطمة إلى مدينة مشهد وعاشت في منزل صديقتها وجدها زوجها وأعيدها إلى آبادان، وقتلها هناك. (وكالة أنباء ”ركنا“ الحكومية – 16 يونيو 2020 وموقع ”خبر فوري“ الحكومي – 20 يونيو 2020)
في نفس اليوم (14 يونيو 2020) قتلت امرأة أخرى تدعى ”مينا“ على يد زوجها السابق. (موقع ”همشهري“ الحكومي – 24 يونيو 2020)
وفي السياق نفسه قتلت ”ريحانة عامري“، 22 عاما، من كرمان، على يد والدها بفأس في 15 يونيو 2020. حاول والد ريحانة قتل ابنته منذ 3 سنوات بعد أن كسر ذراعيها ورجليها، لكن شقيقاتها منعته من ذلك. ووصف المدعي العام في كرمان جريمة القتل بأنها ”غير متعمدة“. (وكالة أنباء ”ركنا“ الحكومية – 16 يونيو 2020 وموقع خبرفوري الحكومي- 20 يونيو 2020)
كما في يونيو، قتلت فتاة أخرى على يد شقيقها بمدينة آبادان. (موقع إ”خبرفوري“ الحكومي – 20 يونيو 2020)
وفي سياق موازٍ قتلت سمية فتحي، 18 عامًا، من أهالي كردستان، على يد والدها وشقيقها في 18 يونيو 2020، أثناء تناولهما حبوب فوسفيد الألومنيوم. سمية كانت متزوجة وحامل. لم يتم القبض على أي من قاتليها أو استجوابهما. (موقع ”همشهري“ الحكومي – 24 يونيو 2020)
وفي سياق ذي صلة في العقد الثاني من يونيو2020، قُتلت امرأة من أهالي مدينة زرند بشكل رهيب على يد زوجها المدمن. تم نشر مقطع فيديو تعذيب هذه المرأة على موقع وكالة أنباء ”ركنا“ الحكومية في 20 يونيو 2020.
وأما في مدينة مراغة فقد توفيت شابة، أضرمها زوجها النيران قبل أربعة أيام في 23 يونيو، في مستشفى تبريز في 27 يونيو 2020. تقدمت المرأة بطلب الطلاق عدة مرات، لكن السلطات القضائية للنظام لم تهتم بذلك. (وكالة أنباء ”ركنا“ الحكومية – 27 يونيو 2020).
وفي حالة أخرى دخلت فتاة تبلغ من العمر 20 عامًا من أهالي مدينة كوهدشت في غيبوبة في 14 يوليو 2020، بعد أن ضربها والدها بمطرقة كبيرة. في هذه الجريمة، انتحر الأب، الذي قتل زوجته أيضًا. (وكالة أنباء ”ركنا“ الحكومية – 14 يوليو 2020).
وفي خبر آخر عثر على جثة ”فاطمة مرادي“ 15 عاما، من أهالي قرية ”كلاه كبود“ بمدينة روانسر، في 17 يوليو 2020 في ”سراب جابري“. (موقع ”إيلنا“ الحكومي – 17 يوليو 2020)
واستمرارًا لحالات القتل المروعة قتلت ”برنك قاضي“، من أهالي مهاباد، في 19 يوليو 2020، بعد أن ضربها زوجها. وهي حصلت على درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية. (موقع ”ركنا“ الحكومي – 23 يوليو 2020)
كما فاطمة قضاتي، 16 سنة، ألقيت من الطابق 11 من منزلها أمام عيون والدتها من قبل عمها غيرالشقيق في 23 يوليو 2020، وفقدت حياتها. وعلى الرغم من شكوى والدة فاطمة ووالدها غيرالشقيق ، تم الإفراج عن القاتل بكفالة وتهديد الأسرة باستمرار. ووصف جهاز القضاء بان عملية القتل كانت انتحارية. (موقع ” بهار“ الحكومي – 14 يونيو 2020)
وفي الإطار ذاته قتلت ”فاطمة كبريايي ، 28 عاماً، على يد زوجها في 15 أغسطس 2020. وكانت نيتها للطلاق منذ العام الماضي وكانت تعيش في منزل والدها لمدة 50 يومًا قبل قتلها بسبب عنف زوجها. قام الزوج، بذريعة الحديث بجر فاطمة إلى المنزل وفي نهاية مشاجرة عنيفة، قام بضرب رأس فاطمة على الحائط حتى تحطمت جمجمتها وتوفيت بعد أيام قليلة في غيبوبة. تخرجت فاطمة في الهندسة المعمارية. (إيران واير – 15 أغسطس 2020)
وفي عملية جائرة أخرى قتلت ليلى، من سكان قرية ”سبيدار بوير أحمد“ بإطلاق رصاص زوجها عليها في العقد الثالث من أغسطس. وتم القبض على القاتل، الذي حاول قتل ليلى بفأس سابقًا، وسجنه. وأطلق سراحه من السجن قبل دقائق من الحادث لأخذ الاجازه من السجن بسبب ظروف تفشي كورونا. ! (وكالة أنباء ”إيلنا“ الحكومية – 27 أغسطس 2020)
وفي سياق متصل توفيت سيدة حامل تعيش في اسفراين في 28 أغسطس 2020، متأثرة بجروح نجمت عن ضرب زوجها وإصاباته بعد دخولها المستشفى لعدة أيام مع جنينها. (موقع ”همشهري“ الحكومي – 28 أغسطس 2020)
وفي سياق موازٍ تعرضت امرأة من قرى مدينة شازند للطعن بعد مشاجرة مع زوجها في 31 أغسطس، وفقدت حياتها بعد نقلها إلى المستشفى. (صحيفة ”إيران“ الحكومية – 31 أغسطس 2020)
وفي السياق نفسه قتلت ”فاطمة هواسي“، 16 عاما، من قلعة شاهين، بمدينة سربل ذهاب، بإطلاق رصاص عليها من قبل شقيقها في 22 أيلول / سبتمبر. (موقع ”هه نگاو“- 7 سبتمبر 2020)
وفي الإطار ذي صله توفيت ”مريم اطماني“، من أهالي أورمية، التي أضرمها زوجها النار في جسمها قبل أسبوع، متأثرة بحروق في 19 سبتمبر2020. وهي كانت أم لطفلين صغيرين. (وكالة أنباء إيلنا الحكومية – 20 سبتمبر 2020)
وفي التاريخ نفسه قتلت امرأة أخرى على يد زوجها بمدينة زنجان. (وكالة أنباء ”إرنا“ الرسمية – 19سبتمبر 2020).
كما قتلت ”سارينا غفوري“، 25 عاما، على يد شقيقها في مايو 2020. و كانت تكسب رزقها من مهنة الخياطة وتعيش برفقة ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات. وفي النهاية قتلها شقيقها، الذي ضربها عدة مرات لمنع الزواج مرة أخرى. (موقع بي بي سي – 28 مايو 2020)
إن إلقاء نظرة سريعة على هذه القصص يظهر بوضوح أن خلفية مقتل العديد من الضحيات كان الزواج القسري والمبكر وقوانين رسمية أخرى في البلاد. ورفض مجلس شورى الملالي مرارًا رفع السن القانوني لزواج الفتاة من 13 إلى 16 عامًا.
قتل نساء في إيران في ضوء قوانين نظام الملالي
في كثير من الحالات، تُجبر المرأة التي تعرضت للضرب أو الطعن على العودة إلى المعاشرة مع الجاني نفسه، حتى بعد تقديم شكوى إلى السلطات القانونية.
وقال مصطفى إقليما، رئيس جمعية الرعاية الاجتماعية العلمية الإيرانية: «للأسف، لا وجود في حالات الطوارئ الاجتماعية والبيوت الآمنة والمتخصصين في هذا المجال، وغياب المتخصصين الاجتماعيين يدفع القاضي إلى تسليم رومينا لوالدها ومئات الفتيات الأخريات دون حماية ومتابعة مشاكلهن يجب أن يعدن إلى بيوتهن ويقتلهن على أيدي آبائهن وأزواجهن وأشقائهن» (موقع ”خبرفوري“ الحكومي – 20 يونيو 2020)
وأشار المحامي علي باقري إلى الحصانة القانونية للأب والجد لأب من القصاص، قائلاً: «لا تنسجم بين الجريمة وفترة العقوبة المفروضة على والد رومينا. وكان في ظن والد رومينا أشرفي أنه صاحب هذة الفتاة وأنه يمكن أن يقتلها بمنجل. عندما سأل القاضي والد رومينا لماذا لم تذهب إلى ”بهمن خاوري“ لقتلة والذي هربت معه رومينا قال: «لو كنت قد قتلت بهمن خاوري، لكنت انتقمت مني ؛ لكن هذا لم يحدث لابنتي».
وأضاف: «عدم تخصيص عقوبات إضافية لوالد رومينا تسبب في خيبة أمل الأسرة في متابعة قضايا مماثلة، مثل مقتل ريحانة التي قتلها والدها في كرمان». (موقع ”إنصاف“ الحكومية – 11 سبتمبر 2020)
وأكد المحامي: «الأحكام ليست رادعة، ومثل هذه القضايا تجعلنا نرى المزيد من قتل الفتيات. وعدم وجود قوانين للحماية يهيئ الجاني والضحية لمضاعفة الخوف». (موقع ”إنصاف“ الحكومية – 11 سبتمبر 2020)
قتل النساء في إيران – آفاق مستقبلية

تقدر وكالة أنباء ”إيسنا“ الرسمية أن متوسط عدد جرائم الشرف في إيران يتراوح بين 375 و 450 جريمة في السنة. تشكل جرائم الشرف حوالي 20 في المائة من جميع جرائم القتل و 50 في المائة من جميع جرائم القتل العائلي. (وكالة أنباء ”إيسنا“ الحكومية – 7 ديسمبر 2019)
لا تتوفر إحصاءات عن جرائم قتل النساء في إيران في عام 2020، لكن من خلال مراجعة الحالات المذكورة وزيادة الاضطرابات النفسية بسبب انتشار كورونا والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، يمكن الاستنتاج أن المجتمع قد دخل مرحلة جديدة من العنف والإصابات. كما أنه زاد وسيظل يؤدي إلى قتل النساء في إيران.
يقول مصطفى إقليما: «جرائم الشرف في تصاعد غريب في الآونة الأخيرة». (موقع ”خبر فوري“ الحكومي – 20 يونيو 2020)