الوضع المتردي للممرضات الإيرانيات –80٪من الممرضات على وشك الموت محرومات من اللقاح
يتم تقدير ما تقوم به فئة الممرضات الكادحة والرحيمة والودودة والمخلصة في الـ 12 من شهر مايو من كل عام في جميع أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرضات. والجدير بالذكر أن أوضاع الممرضات في جميع أرجاء العالم كانت سيئة للغاية منذ تفشي وباء كورونا، بيد أنه بفضل التطعيم في العديد من البلدان، تمكنَّ من مواصلة عملهن المحفوف بالآلام والمخاطر المتمثل في رعاية مرضى وباء كورونا في ظل تقليص المخاطر نتيجة لتطعيمهن باللقاح. غير أن نظام الملالي أبقى الممرضات في ظروف حرجة وخطيرة للغاية من حيث الصحة الجسدية والنفسية بالتمادي في استغلالهن بشكل مضاعف، ومن أمثلة ذلك، التوقيع على عقود عمل لمدة 89 يومًا. وفي هذا المقال، سنتطرق إلى إلقاء الضوء على الوضع المتردي للمرضات الإيرانيات، على الرغم من قصر المقال ونشير إلى النقاط التالية:
عدم استلام الرواتب والتمتع بالمزايا والاتجاه التصاعدي للممرضات نحو الهجرة
اتخذ معدل هجرة الممرضات اتجاهًا تصاعديًا مقارنة بالسنوات السابقة بسبب سياسات نظام الملالي المناهضة للشعب.
وكتبت صحيفة “جهان صنعت” الحكومية، في 5 مايو 2021، على لسان محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار التمريض، قوله : ” يهاجر من البلاد في الآونة الأخيرة ما يتراوح بين 100 و 150 ممرضة شهريًا بسبب تفشي وباء كورونا وشعورهن بالملل من الوضع القائم. والجدير بالذكر أن الممرضات في البلدان الأوربية يحصلن على رواتب مرتفعة ويتمتعن بمزايا جيدة، وتحديدًا في أيام تفشي وباء كورونا.
وأعلن الدكتور آرمين زراعيان، رئيس مجلس إدارة منظومة التمريض، في 11 أبريل 2021، عن هجرة 500 ممرضة شهريًا إلى البلدان الأمريكية والأوروبية. (وكالة”دانشجو” الحكومية للأنباء، 11 أبريل 2021).

وضع تطعيم الممرضات
تفيد أحدث الإحصاءات العالمية، الصادرة في 7 مايو 2021، أنه تم في إيران تحت وطأة حكم الملالي تطعيم 1,47 في المائة فقط من المواطنين. كما يفيد هذا التقرير أن أفغانستان هي الدولة الوحيدة التي يقل فيها التطعيم عن إيراني بحوالي 0,6 في المائة. وفيما يتعلق بدول الشرق الأوسط، فإنه تم تطعيم 25 في المائة في المتوسط من سكان هذه المنطقة. بيد أنه لم يتم في إيران تطعيم سوى ما يقرب من 1,5 في المائة من سكان البلاد، على الرغم من مرور أكثر من 5 أشهر. وإذا كان نظام الملالي ينوي مواصلة التطعيم بهذه الوتيرة البطيئة، فإن هذا الأمر سيستمر لسنوات عديدة. واعترف مسؤول حكومي بأنه لم يتم تطعيم 80 في المائة من الممرضات الموظفات في المستشفيات العامة حتى الآن. (وكالة “إيلنا” الحكومية للأنباء، 8 أبريل 2021).
الوضع المتردي للممرضات وعدم توظيف ممرضات جدد
قال رئيس منظومة التمريض، محمد ميرزا بيكي، فيما يتعلق بالنقص الحاد في عدد الممرضات، على الرغم من أن جميع المدن الإيرانية دخلت في الوضع الخطر: “إن عبء عمل الممرضات قد ازداد بشكل حاد من ناحية، وتعاني الممرضات من أجواء صعبة للغاية جراء إصابة أكثر من 100,000 ممرضة بوباء كورونا ووفاة ما لا يقل عن 130 ممرضة، من ناحية أخرى. ووصف هذا المسؤول الرسمي نقص عدد المرضات بأنه “حاد ومزمن”. (موقع “سلامت نيوز” الحكومي، 11 مايو 2021 – وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء، 5 يناير 2021).

هذا ولم يبادر نظام الملالي باتخاذ أي إجراء لتوظيف ممرضات جدد بسب الوضع المتردي للمرضات، في حين أنه في البلدان ذات المؤشرات الأسوأ من إيران، هناك أكثر من 3 ممرضات لكل سرير أو لكل ألف شخص. واعترف ميرزا بيكي بأنه لم يتم تعيين ممرضات جدد في المستشفيات خلال السنوات الـ 3 أو الـ 4 الماضية. ويفيد إحصاؤه أن حوالي 16,000 فرد من منظومة التمريض تقاعدوا دون توفير البديل؛ خلال السنوات الـ 3 الماضية، أي اعتبارًا من عام 2017 حتى عام 2020. مما يعني أن معيار الممرضات للسرير وعدد السكان يتراجع بشكل مستمر، من ناحية، ويزداد عدد ساعات العمل الإضافي للمرضات بالإكراه من ناحية أخرى. والحقيقة هي أن الممرضة مضطرة إلى أن تحمل على عاتقها عبء ما لا يقل عن 4 ممرضات أخريات. وأكد ميرزا بيكي على ضرورة الجدية والإسراع في توظيف ما لا يقل عن 40,000 فرد في كادر التمريض حتى تعود إيران إلى الظروف التي كانت عليها قبل بضع سنوات فقط، أي الحفاظ على نسبة 9 أعشار إلى فرد واحد لكل سرير أو لكل 1000 شخص.

والحقيقة المؤكدة هي أن سياسات نظام الملالي أدت ألى أن تكون إيران واحدة من “الدول المتخلفة من حيث نقص الكادر التمريضي. وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى زيادة عبء العمل والإرهاق البدني المفرط للممرضات ويتسبب في وفاتهن واكتئابهن أيضًا”. (ميرزا بيكي، رئيس هيئة منظومة التمريض – موقع “سلامت نيوز” الحكومي، 5 ميايو 2021).
واستنادًا إلى تصريحات محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار التمريض في هذا الصدد، توفيت 10 ممرضات فجأة في عام 2016 فقط. وهذه هي متلازمة الموت الناجم عن العمل أو ظاهرة الموت بسبب العمل. (موقع “سلامت نيوز” الحكومي، 5 مايو 2021).
إن العمل بالتمريض عمل محفوف بالمخاطر وضار، حيث تتعرض الممرضات طوال فترة العمل إلى عوامل تسبب لهن الكثير من الضغوط والأمراض النفسية والجسدية بسبب المناوبات غير المألوفة، والعدوى بمسببات الأمراض وبعض الفيروسات، من قبيل فيروس كورونا والتهاب الكبد الوبائي والإيدز، والتعرض للإشعاع والمواد المسرطنة. وتختلف طبيعة عملهن عن طبيعة عمل موظف جالس على مكتبه اختلافًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يتمكنَّ من التقاعد بعد 20 عامًا من الخدمة، حيث تنص قوانين نظام الملالي على حصول الممرضات على راتب 25 يومًا بدلًا من شهر عند التقاعد بعد مرور 25 سنة من الخدمة. والجدير بالذكر أن قانون التقاعد المذكور يعتبر من أسباب احتجاجات هذه الطبقة الكادحة، فضلًا عن عدم دفع رواتبهن وتمتعهن بالمزايا، وتحديدًا في مرحلة تفشي وباء كورونا.