لقد أدى الحجر الصحي المنزلي في فترة تفشي فيروس كورونا إلى تصاعد العنف المنزلي ضد المرأة، وهذه مشكلة عالمية، ولكن الوضع في إيران متدهور بسبب غياب دعم الحكومة للأسر المحدودة الدخل ماليًا والأسر الفقيرة وعدم وجود جهة للتحقيق في قضايا المرأة التي تتعرض للعنف المنزلي.
والسيدة ”مليحة“ من بين النساء اللائي تعرضن للعنف المنزلي بشكل غير مسبوق في أعقاب تفشي فيروس كورونا.
إذ كانت السيدة ”مليحة“ تعمل في ورشة إنتاج وبعد إغلاق الورشة بسبب تفشي فيروس كورونا التزمت بالبقاء في منزلها في حي ”شوش“ جنوب طهران. ومنذ اليوم الأول من الحجر الصحي المنزلي وهي تتعرض للضرب كل يوم. كما أن زوجها يسيء معاملة أطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 8 و 12 سنة. وكان زوجها يعمل كعامل في مجال المعمار في وقت سابق ولكنه تخلى عن جميع مسؤولياته تجاه الأسرة منذ عدة سنوات بسبب الإدمان. وتقوم مليحة بتسيير شؤون أسرتها اعتمادًا على وظيفتها، ولكنها الآن عاطلة عن العمل وتتعرض للضرب يوميًا في المنزل من قبل زوجها المدمن. (موقع “دنياي اقتصاد” الحكومي ، 1 أبريل 2020)
إن معاناة الجميع من نقص الدخل وعدم وجود ما يكفي من المدخرات وغياب إمكانية العمل عن بعد تؤدي إلى خلق التوتر في الأسر وانتشار سوء معاملة الأطفال بالإضافة إلى تزايد العنف المنزلي ضد المرأة.
وأكد المدير العام لمكتب الأضرار الاجتماعية التابع لمنظمة الرعاية الاجتماعية، ”محمود علي كو“، على تزايد إساءة معاملة الأطفال والزوجة في ظل ظروف أزمة كورونا، قائلًا: ” لقد التزمت الطبقة المتوسطة في إيران بالحجر الصحي بجدية أكبر، ومن المرجح أن يزداد معدل العنف في هذه الطبقة”. (وكالة “شهروند” الحكومية للأنباء ، 2 أبريل 2020)
وفي وقت سابق أيضًا، أشار ”بهزاد وحيدنيا“، المدير العام للاستشارات والشؤون النفسية في منظمة الرعاية الاجتماعية، إلى زيادة الاتصالات الهاتفية المتعلقة بالنزاعات الأسرية خلال فترة الحجر الصحي بعد تفشي فيروس كورونا بمقدار ثلاثة أضعاف. وقال وحيدنيا إن حوالي 60 في المائة من الاتصالات الهاتفية تتعلق بالمشاكل الأسرية. (وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء ، 31 مارس 2020)
وفي ظل هذه الظروف، لا تتمتع النساء بأي غطاء أو دعم حكومي ولا توجد أي هيئة تلجأ المرأة إليها بسبب العنف المنزلي. وقالت ناشطة في مجال حقوق المرأة : لا توجد في إيران القوانين والآلية اللازمة لحماية المرأة التي تتعرض للعنف المنزلي حتى في الوضع العادي. فالخوف من الإصابة بوباء كورونا والضغوط الاقتصادية وعواقب الإقامة طويلة الأمد في بيئة مغلقة تعرض المرأة والأطفال إلى العنف بشكل غير مسبوق. (موقع “سلامت نيوز” الحكومي، 2 أبريل 2020)
هذا وأعرب عدد من نشطاء حقوق الطفل عن قلقهم من تعرض الأطفال العاملين للعنف من قبل والديهم بسبب تراجع الدخل في أعقاب تفشي فيروس كورونا. وقالت ”ياسمن دادور“، العاملة الاجتماعية المختصة في شؤون الطفل: “هناك بعض المنازل صغيرة للغاية ويعيش الأب والأم مع أربعة أبناء في منزل لا تزيد مساحته عن 60 مترًا ، لذا فإن المناخ الفيزيائي قليل. وفي الواقع، ربما يحتاج المراهق إلى أن يعيش وحيدًا لمدة ساعة، ولكنه يفتقر إلى هذا المناخ، وكل ذلك يؤدي إلى العنف”. (وكالة “شهروند” الحكومية للأنباء ، 2 أبريل 2020)
وبالإضافة إلى تزايد العنف المنزلي، فإن القضية الأخرى التي تسبب القلق لنشطاء حقوق المرأة هي تراكم المهام الثقيلة لجميع أفراد الأسرة على عاتق الأم خلال فترة الحجر الصحي المنزلي. حيث تقوم الأم بدور الخادمة على مدار الساعة منهمكة في الطهي والنظافة في المنزل.




















