يجب محاكمة إبراهيم رئيسي على ما ارتكبه من جرائم مناهضة للإنسانية
بمناسبة اليوم العالمي لحماية ضحايا التعذيب، نتقاضى على ضحايا التعذيب والإعدام في إيران
يجب محاكمة إبراهيم رئيسي على ما ارتكبه من جرائم مناهضة للإنسانية
اليوم العالمي لحماية ضحايا التعذيب في 26 يونيو، هو يوم عالمي ترعاه الأمم المتحدة، ويُقام كل عام مناهضةً لجريمة التعذيب وتكريمًا لضحايا التعذيب والناجين من هذه الجريمة البشعة في جميع أنحاء العالم ودعمهم.
وتزامن اليوم العالمي لحماية ضحايا التعذيب هذا العام مع تنصيب السفاح إبراهيم رئيسي، جلاد مجزرة عام 1988 كرئيس لجمهورية الملالي، وهو الشخص الذي تورط في ممارسة أبشع أنواع القمع والتعذيب والقتل وحشيةً على مدى 4 عقود، وارتكب جرائم مناهضة للإنسانية في حق النساء والشباب في إيران.
وكان قد تم تنصيب رئيسي قاضيًا شرعيًا إبان حكم خميني، بعد الثورة ضد الشاه في عام 1978. هذا وكان رئيسي أحد أعضاء فرقة الموت التي قتلت أكثر من 30,000 سجين سياسي خلال مجزرة جماعیة في عام 1988 تلبية لأوامر خميني. علاوة على ذلك اكتمل سجله المشؤوم إبان فترة رئاسته للسلطة القضائية بقتل أكثر من 1500 محتج خلال انتفاضة نوفمبر 2019، واعتقال ما لا يقل عن 12,000 فرد وتعذيبهم في سجون السلطة القضائية.
والحقيقة هي أن الأبحاث الأكاديمية الأخيرة التي أجراها الباحثون الإيرانيون في أمريكا وبريطانيا تشير إلى أن عدد شهداء انتفاضة نوفمبر يزيد عن هذا الرقم بمقدار 3 مرات. إذ أنه بناءً على هذه الأبحاث التي أُجريت بعناية كبيرة، فإن عدد القتلى في نوفمبر 2019 أكثر من 4200 فرد مقارنة بشهر أكتوبر، وأكثر من 4900 فرد مقارنة بشهر ديسمبر. وبالتالي فإن العدد الفعلي للشهداء بناءً على هذا الإحصاء أكثر بمقدار 3 مرات من الـ 1500 فرد الذين أعلنت عنهم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بعد الانتفاضة.
والجدير بالذكر أن المجتمع الإيراني لا يزال جريحًا بسبب المجزرة الكبرى التي حدثت في إيران في صيف عام 1988 ومن مجزرة انتفاضة نوفمبر 2019 التي تعتبر امتدادًا لها.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامارد: “تولى رئيسي منصب رئاسة الجمهورية بدلًا من أن يخضع للتحقيق الجنائي بتهمة ما ارتكبه من جرائم مناهضة للإنسانية، وهذه ظاهرة مأساوية ناجمة عن تقاعس المجتمع الدولي عن إعادة النظر في أزمة الحصانة الهيكلية في إيران”.

تعذيب النساء
تم استخدام أكثر من 45 شكلًا من أشكال تعذيب السجينات السياسيات في إيران تحت وطأة سلطة الملالي الفاشيين.
وحريٌ بنا أن نشير إلى بعض أشكال التعذيب الشائعة في السجون الإيرانية، من قبيل الجلد والضرب والتعليق والحرق، وطعن الجسد بأجسام حادة، وغرز المعادن الساخنة في الجسد، واقتلاع الأظافر، والاغتصاب، وفقء العين، وبتر الأعضاء، والإعدام المصطنع.
ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الضغط والتعذيب على النساء في السجون أكثر شدةً ووحشية. ومن بين هذه الحالات البشعة التي لم يعرفها بشر سوى الملالي المفسدين في الأرض اغتصاب النساء أمام أزواجهن، وتعذيب النساء الحوامل، وإطلاق النار على النساء الحوامل.
أمثلة على حالات بربرية صادمة
• زهرا كاظمي، صحفية كندية إيرانية الأصل – تم اعتقالها في 23 يونيو 2003، أثناء تصويرها لتجمع أسر السجناء أمام سجن إيفين. وتعرضت للتعذيب بعد الاعتقال وفقدت حياتها في 11 يوليو 2003 في مستشفى بقية الله العسكري على إثر معاناتها الشديدة من صنوف التعذيب البربرية المختلفة. واتضح أثناء تتبع القضية أن السيدة كاظمي تعرضت للاغتصاب في السجن.
• طاهرة حبيبي فرد في سجن شيراز – كانت طاهرة في شهرها الرابع من الحمل أثناء اعتقالها. وكانت من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وأثناء جلدها غرز الجلادون بعض المسامير في صدرها. ثم بادر الجلادون ببتر 3 أصابع من أصابعها، وأحرقوا جسدها لدرجة أن بعض الأجزاء من جسدها احترقت بالكامل وتلاشت. وأثناء رميها بالرصاص اخترقت إحدى الرصاصات بطنها وسقط جنينها البالغ من العمر بضعة أشهر على الأرض. كما تم إعدام زوجها في نفس اليوم.
• مريم محمدي بهمن آبادي في سجن إيفين – تم اعتقال مريم في عام 1981، وحُكم عليها بالسجن 15 عامًا. وتمزقت إحدى طبلتي أذنيها نتيجة للتعذيب. وبالإضافة إلى جلدها بالسوط والكابل بادروا بشنقها أكثر من مرة وإنزال جسدها نصف ميتًا. وأصيب عمودها الفقري بإصابات بالغة لدرجة أنها لم تعد قادرة على الإطلاق على القيام بالأعمال المعتادة مرة أخرى. وأعدموا شقيقها محمدرضا أمام عينيها بعد أن تعرض لأشكال متعددة من التعذيب.
• أعظم طاق دره في سجن إيفين – شُنقت أعظم في سجن إيفين في سبتمبر 1988. وبُترت كلا ساقيها قبل الإعدام، وتم نزع جزء من كف قدمها بعد عملية جراحية جراء التعذيب.
• راضية عماري في سجن تبريز – اعتقلت في مشهد عندما كانت في فترة الحمل. وبعد أن تعرضت لصنوف مختلفة من التعذيب نقلوها إلى سجن تبريز. وتعرضت في هذا السجن لأشد أشكال التعذيب. وكتبت زميلتها في العنبر إن كليتيها كانتا تنزفا باستمرار، وكانت بقع محترقة ظاهرة على صدرها بسبب تعذيبها بإطفاء السجائر على صدرها.
• ماه منير مؤدب في سجن تبريز – كتبت زميلتها في العنبر: “عندما رأيتها قالت إنها تلقت أكثر من 160 جلدة. وكانت تعاني من تشنجات وغيبوبة. ونقلتها قوات حرس نظام الملالي بعد بضعة أيام إلى المحكمة، وجلدوها بالكابل 100 جلدة أخرى ولم يتبق منها سوى العروق والجلد والعظام. وقالت إنهم لم يقدموا لنا أي شيء لعدة أيام حتى الماء. وكانت عظام عمودها الفقري متقيِّحة، وكان القيح يندفع من الفتحة التي تكونت تلقائيًا في جسدها، … إلخ.
• إلهه دكنما في سجن عادل آباد في شيراز- تعرضت إلهه لأقسى أنواع التعذيب في سجن عادل آباد. وعندما سلَّموا جثتها المضروبة بالرصاص لأسرتها، رأوا أنه مكتوب على ملابسها أنها تعرضت للاغتصاب 7 مرات قبل إطلاق النار عليها.
بعض حالات التعذيب في السجون والمعتقلات في السنوات الأخيرة
• نكار حائري، محامية ومستشارة قانونية وسجينة سياسية سابقة، تم استدعاؤها إلى محكمة إيفين في 18 مايو 2015. وتعرضت للاستجواب والتعذيب والضغط والتهديد من قبل المحققين لمدة يوم واحد في عنبر النساء في سجن إيفين ولمدة 9 أيام أخرى في أحد عنابر الحبس الانفرادي في هذا السجن.
• واعتقلت زينب جلاليان في مارس 2008 بتهمة التعاون مع حزب المعارضة الكردية. وفي نهاية المطاف، حُكم عليها بالسجن المؤبد. وفقدت هذه السجينة السياسية صحتها بسبب التعذيب والقيود المفروضة عليهن في السجن. وتعرضت للتعذيب والضغوط لإجراء مقابلة متلفزة للإدلاء باعترافات قسرية.
• فريدة خوشنام، البالغة من العمر 32 عامًا، وحاصلة على ليسانس الحقوق. تم اعتقالها في 29 يوليو 2005، وحُكم عليها بالسجن 14 عامًا و 80 جلدة والترحيل إلى سجن كرمان. وتعرضت هذه السجينة السياسية في معتقل المخابرات بمدينة تكاب للاستجواب ومختلف أشكال التعذيب الشديد، ونتيجة لذلك تعرضت لإصابات خطيرة في العين والساق.
• شكوفه يداللهي، من النساء الدراويشيات المسجونات في سجن قرجك. وفقدت حاسة الشم نتيجة للضربات التي تلقتها أثناء اعتقالها وتعرضها للتعذيب أيضًا.
• تعرضت النساء الدراويشيات الكناباديات للضرب بالهراوات والصدمات الكهربائية بأجهزة الصواعق الكهربائية والسب من قبل الحرس الخاص في سجن قرجك بورامين في 13 يونيو 2018.
• تعرضت ماري محمدي، السجينة السياسية المتحولة إلى المسيحية لشتى أنواع التعذيب الجسدي والجنسي أثناء الاستجواب. وأثناء التفتيش، أجبرت عناصر الحرسيات ماري على خلع ملابسها تمامًا والجلوس والنهوض عدة مرات في أوضاع مختلفة دون ملابس. وكانت الضابطات تهددها بخلع ملابسها بالقوة ما لم تقم بنفسها بهذا العمل.
• شهلا محمدياني، البالغة من العمر 28 عامًا، تعرضت للاستجواب والتعذيب لمدة 67 يومًا في الحبس الإنفرادي في زنازين المخابرات في مهاباد. وقال هيمن محمديان، شقيق هذه السجينة إن شقيقته تعرضت للتعذيب لدرجة أن كتفها الأيسر فقد القدرة على الحركة.
• وكتب أفسانة بايزيدي عمَّا تعرضت له من تعذيب وأشكال سوء المعاملة أثناء اعتقالها إنهم استخدموا كافة أدوات التعذيب في تعذيبها لمدة 90 يومًا. وقالت إن التعذيب كان قاسيًا في الأيام الأولى من اعتقالها لدرجة أنها فقدت القدرة على المشي، وأن ساقيها وظهرها اصطبغوا باللون الأسود وأصيبوا بكدمات من شدة التعذيب، حيث أنهم علقوها من يديها وقدميها في السقف مرتين لأكثر من عدة ساعات على الأقل. ولجأوا إلى استخدام شتى الطرق لانتزاع اعتراف قسري منها، حيث هددوها بالاغتصاب، واحتجزوها في دورة مياه معتقل المخابرات لمدة 11 يومًا، وكانوا يقدمون لها الطعام في دورة المياه المذكورة. وكان الضباط يركلونها كل ليلة في الزنزانة حتى لا تشعر بالراحة، وكان كل منهم يناديها بالعاهرة.
• السجينة السياسية، معصومة صنوبري، البالغة من العمر 33 عامًا، وأم لطفل. تم اعتقالها في 24 فبراير 2019، وتعرضت أثناء استجوابها إلى مختلف أشكال التعذيب الوحشي لدرجة أن ساقها كُسرت جراء التعذيب وتهتك كعب قدمها وتلاشى، وتعاني من مشاكل أخرى جراء التعذيب. وتعاني من كتلة سرطانية مؤلمة في صدرها على إثر التعذيب الوحشي.
• أصيبت السجينة السياسية، زهرا صفائي، البالغة من العمر 58 عامًا، بنوبة قلبية في 27 أكتوبر 2020، بعد أن تعرضت للتهديد والمضايقات من قبل مسؤولي السجن.
• بادرت سجينة عادية بتهديد السجينتين السياسيتين، زهرا صفائي وكلرخ إبراهيمي إيرائي بالقتل في 2 نوفمبر 2020. هذا وتلقت السيدة صفائي ضربة شديدة على رأسها أثناء قيام 20 حارس من حراس السجن باقتحام بربري للعنبر 8 في سجن قرجك في 13 ديسمبر 2020.