الظروف الكارثية المفجعة للسجينات في سجن قرجك
سجن قرجك المرعب هو سجن النساء الوحيد في إيران ومكان احتجاز لما لا يقل عن 2000 امرأة.
كان هذا السجن عبارة عن مزرعة دجاج بالسابق، ويفتقد منذ البداية إلى المعايير اللازمة للسجن، وفي الواقع هذا السجن عبارة عن قاعة كبيرة ذات سقف مرتفع لا تحتوي على زنازين، وتعيش فيه ألفي امرأة في البرد والحرارة دون أدنى إمكانية صحية أو أدنى ما يلزم لحياة السجين حتى وفق القوانين المحلية، أو لا قدر الله وفق القوانين والأعراف الدولية فستكون معجزة لو حدث ذلك .
يستخدم هذا السجن لترحيل السجينات السياسيات.

لا يوجد فصل بين الجرائم في هذا السجن ويتم الاحتفاظ بالسجينات السياسيات بين المجرمات العاديات والمجرمات ذوي الجرائم الخطيرة، والعديد من النساء اللواتي تم اعتقالهن خلال انتفاضتي نوفمبر وديسمبر 2019 يقبعن في هذا السجن ولم يُسمح لأي منهن بالخروج في إجازة.
يضم هذا السجن 10 عنابر ومحجر واحد، وتحتوي العنابر على نوافذ للتهوية، ويتم الاحتفاظ بعدد كبير من الأطفال دون سن الثانية والأمهات المرضعات في أحد العنابر السماة بعنبر الأمهات.
عدد السجناء في القاعات والزنازين كبير مما يسبب في حدوث حالة خطيرة في السجن في حال إصابة أحدهم وذلك بسبب الكثافة العددية، وينام بعض السجناء على أرضية السجن، ولا يتم فصل مدمني المخدرات والسجناء المصابين بالإيدز والتهاب الكبد عن السجناء الآخرين.
أدى الافتقار إلى مرافق الرعاية الأساسية، ومشاكل نظام الصرف الصحي، والمياه المالحة، والانقطاع المستمر للمياه في موسم الصيف الحار، وكذلك الافتقار إلى المرافق الطبية والصحية، وارتفاع الكثافة العددية للسجناء أدى كل ذلك إلى تدهور الأوضاع الصحية في هذا السجن.
النساء المسجونات في قرجك محرومات بشكل منهجي من العناصر الحيوية الثلاثة التي يحتاجها كل إنسان، وهي الماء والهواء والغذاء الصحي، وقد جعلت صغرى خدادادي رئيسة سجن قرجك من هذا السجن إلى مكانٍ لتعذيب النساء.
تُحرم النساء المسجونات في سجن قرجك من أبسط حقوقهن الإنسانية ويواجهن مشاكل جديدة كل يوم، ولم يمضي أسبوع طوال شهر يونيو دون أن تُنشر فيه أخبار سجن قرجك على وسائل التواصل الاجتماعي.
إرتفاع مياه الصرف الصحي بسجن قرجك
ارتفعت مجاري سجن قرجك عن أرضية فناء ساحة التهوي في 7 يونيو 2022، وغطت تدريجيا جميع أرضيات أفنية الساحات التي يخرج اليها السجناء للتهوية أرضيات أفنية العنابر 5 و 6 و 7 و 8 حتى لم يعد بإمكان النساء الذهاب للتهوي في تلك الأفنية، ومُلِئت أجواء السجن بالرائحة الكريهة ولا سيما في الليل حيث تفسد الرائحة الكريهة الحالة النفسية للسجناء، وتسبب تدفق مياه الصرف الصحي على أرضيات القاعات في غزو الحشرات، كما تسبب تلوث السجن بغاز الأمونيا أيضا في إيجاد مشاكل في التنفس للسجينا المحبوسات بهذه العنابر.
تقع أكشاك الهاتف الخاصة بالسجناء في أفنية التهوي، ويتعين على السجناء المرور عبر مياه الصرف لاستخدام الهاتف،
وبسبب حرارة الهواء وعدم وجود نظام تهوية تسبب تدفق مياه الصرف الصحي في غزو الحشرات وخلق مشاكل في التنفس للسجينات الحبيسات بهذه العنابر، وعلى الرغم من إحتجاجات السجناء لم يتخذ مسؤلو السجن بأي إجراء إجراء لحل هذه المشكلة.

الوضع الصحي في سجن قرجك
فتحت الحالة الصحية المتردية أيضا في سجن قرجك طريقها الطريق إلى وسائل الإعلام الحكومية، حيث لا يتم مراعاة وإحترام أدنى القضايا الصحية الأساسية في هذا السجن.
المواد الصحية نادرة جدا وغالية الثمن في هذا السجن، ففي قاعة كبيرة تتسع لـ 120 سجينا توجد كمية قليلة جدا من سائل غسيل الأواني، وهي لا تكفي لهذا الجمع.
السجن مليء بالحشرات الضارة، وإرتفاع الحرارة وقلة المكافحة فاقمت من هذه المشكلة، وهناك أنواع عديدة من الحيوانات مثل الجرذان، والسمندل، والسحالي، وحراقات، والزنابير، وحتى رتيلاء السامة.
لم تتوفر لسجينات سجن قرجك لمكافحة القمل المتفشي بين السجناء ولم يكن أمامهم خيار سوى حلق رؤسهن وغسلها بمادة الكلور السامة.
بسبب عدم وجود أمبولات حقن كافية للسجينات المصابات بالسكري بات من الشائع استخدام أمبولات الحقن المشتركة لحقن الأنسولين في المستشفى.
انتشار مرض السل وعدم عزل السجينات المصابات به
وواجهنا خلال هذا الشهر تأكيد خبر إصابة السجناء بمرض السل في سجن قرجك، الأمر الذي أثار قلق عائلات هؤلاء السجينات ذلك لأن السجينات المصابات بهذا المرض المعدي يتم إبقائهن مع السجينات الأخريات.
في الأسابيع الأولى من شهر يونيو أكد مستشفى السجن إصابة إحدى السجينات بمرض السل، وبعد أسبوعين تم وضع السجينة المريضة في الحجر الصحي لمدة ثلاثة أيام فقط ثم تم نقلها إلى العنبر مرة أخرى، وأصيبت بعد ذلك 4 سجينات أخريات، وتم وضع واحدة منهن فقط في الحجر الصحي لمدة ثلاثة أيام.
وقال مصدر مطلع إن نحو 40 سجينة في سجن قرجك لديهن أعراض الإشتباه بالإصابة بمرض السل وقد خضعن للإختبار، هذا في حين لم تتخذ أية إجراءات بهذا الخصوص ومن بين تلك أبسط تلك الإجراءات هي عزل النساء المشتبه في إصابتهن بالسل.
وبدلا من اتخاذ إجراءات عملية ردا على احتجاج السجينات قال مسؤولو السجن إنه “إذا أُصبتن بهذا المرض فإن جهاز أجسادكن المناعي سيحارب المرض”، بينما يُعرف عن مرض السل في جميع أنحاء العالم بأنه مرض مميت.
في مكان مثل سجن قرجك، ومع هذا الحجم من السجينات في العنابر وعدم وجود أنظمة للتهوية يمكن الإستنتاج وبسهولة إلى أي مدىً خطرٍ يمكن لهذا المرض أن ينتشر ويهدد صحة جميع النساء.

تلوث المياه وزيادة أعداد المرضى في أوساط السجينات
مياه سجن قرجك مالحة جدا وذات مذاق ورائحة كريهتين، وبحسب قول مصادر مطلعة من داخل السجن أن جودة مياه الشرب قد تدهورت في سجن قرشك منذ الأسبوع الأول من شهر يونيو أكثير مما كانت عليه في الماضي.
وفي خبر آخر أنه أنه تم قطع أنبوب مياه شرب السجن والتي لا تصبح صالحة للشرب إلا بعد التطهير أو الغليان بالتزامن مع الوقت الذي ارتفعت فيه مياه الصرف الصحي في 7 يونيو2022.
هذا وقد ورد بهذا الصدد أيضا أن “نظام تنقية المياه في السجن معطل ومتوقف عن الخدمة”، ويتعين على النساء شراء كل قارورة مياه معدنية بسعر 4 آلاف تومان، ولا يملك العديد من السجينات القدرة على توفير المياه.
وبالإضافة إلى ذلك يقوم مسؤولو السجن بإيقاف تشغيل أجهزة التبريد في العنابر والقاعات بحجة الانقطاع المتكرر للمياه ما يجعل تحمل حالة الجفاف في حرارة الصيف أكثر صعوبة.
وبالرغم من أن رئيسة سجن قرجك صغري خدادادي على إطلاع تام بهذه القضية إلا أنها لم تتخذ إجراءا بهذا الصدد.
وقال سجينة كانت في إجازة بهذا الصدد إن خدادادي تعلم أن السجناء المعدمون لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء المياه المعدنية وعليهم استخدام مياه قرجك الملوثة.
وأضافت هذه السجينة: “أدى إطفاء أجهزة التبريد من قبل المسؤولين بالتوازي في الوقت ذاته مع ظهور حرارة مفرطة أكثر من المتوقع في البيئة المحيطة بالسجن، وإلى جانب واحد من عشرات الإنتهاكات الواقعة بحق السجينات وهو الحق في الحصول على مياه صالحة للشرب أدى إلى زيادة في توترات نفسية على السجينات، وباتت أصغر الخلافات بين نزلاء العنبر الواحد تنتهي بنزاعات عنيفة بينهم.” وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 85٪ من السجينات في قرجك يتناولون أدوية الأعصاب.
حالة التغذية ووفرة المواد المخدرة في سجن قرجك
السجينات في مركز تعذيب قرجك دائما ما يكن جائعات ومتوترات حيث لا يصل البروتين الى السجينات.
لا تستطيع السجينات في سجن قرجك بورامين حتى توفير البيض من متجر السجن بشكل أسبوعي فالمواد التي يبيعها متجر السجينات غالية الثمن ومحدودة وذات نوعية رديئة، ولا يتم بيع المواد الخام المطلقة في هذا المتجر.
يوجد دفيئة في أفنية العنابر لتسخين وطهي الطعام، ولكن بسبب إنخفاض سقفها أُغلِق باب هذا المكان مغلق ولم بإمكان السجينات استخدام الدفيئة لتسخين وطهي الطعام، وبات هذا المكان مكانا للقطط.
وبحسب أنظمة السجون يجب تسليم مشتقات الألبان والفواكه والخضروات مجانا ضمن الوجبة الغذائية للسجين، لكن هذه الميزانية تمت سرقتها من قبل مسؤولي السجن، ولا تُعطى هذه المواد للسجناء بالمجان.
هناك نساء في هذا السجن يمضين احكاما بالحبس لأكثر من عشر سنوات ويتحسرن لسنين على حبة من الفاكهة أو طعام جيد، حتى عندما يُرسل المحسنون الطعام والفواكه كمساعدة للسجينات فإن هذه المساعدات لا تُقدم لهن.
يُحظر الجزر والموز و 90٪ من الأطعمة في قرجك، وبدلا من ذلك تتوافر المواد المخدرة وتصل للسجينات بكميات وفيرة وعلى نطاق واسع للسجناء، ويتم جلب المواد المخدرة عمدا بكميات كبيرة من قبل موظفي أمن السجون وقوات حرس خامنئي وبيعها للسجناء.

وضع الأمهات والأطفال الصغار في السجن
مبردات هواء عنبر الأمهات تالفة، وتعرض العديد من الأطفال الصغار خلال الأيام الأولى من فصل الصيف للإصابة بالحمى.
بسبب انقطاع الكهرباء يتم إطفاء مبردات الهواء داخل العنابر معظم ساعات الليل والنهار، وفي حالة عدم انقطاع الكهرباء يتم إطفاء مبردات الهواء بحجة انقطاع المياه.
ويمنع حراس السجن ورئيسة السجن وصول مساعدات المحسنين كالملابس والأطعمة للأمهات السجينات وأطفالهن.
طعام السجن غير كاف للأمهات اللائي يرضعن أطفالهن، والطعام الذي يرسله أهل الخير لهؤلاء الأمهات أساسا لا يُعطى إليهن.
الأمهات الحوامل اللواتي لم تُحسم أوضاعه لمدة طويلة لا يعطين السجينات الحوامل المعدمات ملابس، ولا توجد أية أدوات أو مرافق للأطفال في عنبر الأمهات.
رئيسة سجن قرجك هي العنصرة الأساسية في تعذيب النساء
تسببت رئيسة سجن قرجك صغرى خدادادي بالتواطؤ مع عملاء آخرين في منظمة السجون وسلطة النظام القضائية في خلق أجواء لا تطاق ضد النساء في هذا السجن.
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في يوم 7 ديسمبر 2021 إخضاع وشمول صغرى خدادادي لعقوبات على خلفية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وإجراءات قمعية استهدفت مواطنين أبرياء ومعارضين سياسيين ومتظاهرين سلميين.
وبحسب بيان صحفي صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية فإن “صغري خودادادي قد أُدرِجت في قائمة وزارة الخارجية، وتمت تسميتها من قبل مكتب مراقبة رؤوس الأموال الأجنبية، وتم تحديد سجن قرجك علنا كسجن مسؤول عن بعض أفظع انتهاكات حقوق الإنسان في عامي 2018 ، 2019”.
نشير ها هنا إلى زاوية من الأعمال اللاإنسانية التي قام بها صغرى خدادادي مؤخرا.
خلال الأسابيع التي تدفقت فيها مياه الصرف الصحي إلى العنابر الأمر الذي أدى إلى مئات المشاكل الصحية أنفة الذكر، وفي معرض ردها على احتجاج السجينات على وجود حشرات ضارة وسامة قالت خدادادي: “من الطبيعي أن توجد مثل هذه الأشياء في السجن!”
وردا على احتجاج النساء على الأوضاع الكارثية لسجن قرجك قالت صغري خدادادي وباقي مسؤولي السجن: “هذا سجن! ويجب أن يكون هكذا!”
وأحد الأمثلة على هؤلاء الأفراد الجلادين في سجن قرجك هي المدعوة” فرزانه كريمي روزبهاني” وهي إحدى سجانات السجن اللواتي يقمن بإيذاء وإضطهاد السجينات ويقللن من احترامهن ويقمن بسبهن، ولا يرى مسؤلو السجن عيبا فيما تفعله يداها مشرعتان لما تشاء فعله.
ومن بعض الحراس والسجانين الآخرين بالسجن والذين هم من ذوي السلوك السيء والعصبي، أفرادا يُدعون: سحر كرم صالح، وميرزائي، ورستمي، وقره كوزلو، ونهاوندي.
من الواضح أن هؤلاء الأفراد مدعومون من قبل رئيسة السجن، ولا يصل صوت احتجاج السجينات من أجل استبدال هؤلاء الأفراد.
أوضاع السجينات السياسيات في سجن قرجك
سجن قرجك هو أحد الأماكن التي يُنقل إليها السجينات السياسيات للنفي والعقاب، والعنبر الثامن هو محل احتجاز السجينات السياسيات، ويبقى باب القاعة رقم ثمانية مغلق على الدوام.
كما لا يوجد سجان بشكل ثابت عند الباب الأمامي لفتح الباب إذا لزم الأمر، وإذا حدث أمر ما للسجينات المريضات ووقعت حالة طارئة فإن عليهن الانتظار مطولا خلف الباب، ويعد هذا الموضوع أمرا بالغ الخطورة، ويهدد حياة السجينات السياسيات.
كما أن جميع أجهرة الإتصالات الداخلية داخل قاعات السجن معطلة، وعليه فإن الإتصال بين السجينات ومكتب ضباط حراسة السجن مقطوع.
الزيارات الحضورية للسجينات مرة واحدة كل شهرين ولا يستغرق وقت الزيارة سوى عشرون دقيقة، أما بالنسبة للسجينات السياسيات فهي أقل من ذلك ويجب موافقة رئيسة السجن على الزيارة وتكون زيارات السجينات السياسيات من خلال كابينة وتبلغ مدة اللقاء في الكابينة في حدود 15-20 دقيقة، بينما تنص لوائح منظمة السجون أيضا على أن تكون مدة لقاء الزيارة 25 دقيقة.

دعوة إلى المجتمع الدولي لزيارة سجون إيران
وبحسب آخر الوثائق التي نُشِرت من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فإن لدى سلطة النظام القضائية 325 سجنا ومركز اعتقال ومعسكرا ومراكز تسمة بمراكز الإصلاح والتأهيل، ولا يشمل هذا الرقم أكثر من 300 مركز احتجاز أخرين تابعين لقوات الشرطة ووزارة المخابرات.
ظروف هذه السجون مشابهة لظروف سجن قرجك، وكانت المقاومة الإيرانية قد طلبت مرارا من الأمين العام والمفوضة السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إرسال وفد دولي لزيارة سجون نظام الملالي والتحدث مع السجناء وخاصة النساء السجينات.
وتطلب لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مرة أخرى من مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق المرأة للقيام بمعالجة عاجلة لوضع سجن قرجك والنساء المسجونات فيه.