تدهور صحة طفلة صغيرة في سجن أورمية المركزي بإيران أثار مخاوف جدية بشأن معاملة السجناء السياسيين وأسرهم تحت النظام الإيراني. تعاني الطفلة آلاء (سولينا) خديرزاده، البالغة من العمر عامين، ابنة السجينة السياسية الكردية سعدا خديرزاده، من مرض منذ أكثر من عشرة أيام. ورغم تدهور حالتها، رفضت سلطات السجن تقديم العلاج الطبي للطفلة، مما زاد من الضغط النفسي على والدتها.
إهمال صحي في سجن أورمية المركزي
تعاني ”آلاء“ من مرض غير معالج منذ أكثر من عشرة أيام، مما أثر بشدة على الحالة النفسية لوالدتها. وقد تعرض سجن أورمية المركزي، الواقع في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران، لانتقادات بسبب إهماله للسجناء وأسرهم. وكشف مصدر مطلع على الوضع أن الأم والطفلة لم يتلقيا أي رعاية طبية، حتى داخل السجن.
تم احتجاز سعدا خديرزاده لأكثر من ثلاث سنوات وشهرين، حيث قضت حتى الآن أكثر من ربع مدة عقوبتها البالغة 12 عامًا. وتشير التقارير إلى أن ابنتها واجهت تحديات صحية في السابق بسبب الظروف الصحية السيئة، ونقص التهوية، والحرارة الشديدة في جناح النساء. وفي سبتمبر 2023، أصيبت آلاء بحالة جلدية نتيجة هذه الظروف، إلا أن مسؤولي السجن منعوا نقلها إلى منشأة طبية خارجية.
خلفية عن سعدا خديرزاده
حُكم على سعدا خديرزاده بالسجن التنفيذي لمدة 12 عامًا وستة أشهر من قبل المحكمة الجنائية الأولى في مهاباد بتهمة مزعومة بالتورط في مقتل عضو في قوات الحرس التابعة لخامنئي وعضويتها في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. وتم إبلاغ عائلتها بالحكم رسميًا في 6 سبتمبر 2022.
تم اعتقالها في 14 أكتوبر 2021 في مدينة بیرانشهر، الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية بالقرب من الحدود العراقية. بعد اعتقالها، نُقلت إلى سجن أورمية المركزي في 8 نوفمبر 2021. وخلال فترة احتجازها، أنجبت بعملية قيصرية في 21 يونيو 2022، لكنها أُعيدت إلى السجن مع مولودها بعد يوم واحد فقط من إجراء العملية، دون استكمال فترة التعافي بعد الولادة.
في 18 مايو 2023، حصلت سعدا على إفراج مؤقت وسافرت إلى منزل أحد أقاربها في بیرانشهر. لكن أعادت دائرة المخابرات اعتقالها في اليوم التالي وأُعيدت إلى السجن خلال 48 ساعة.
انعكاسات أوسع
تُبرز هذه القضية الظروف القاسية التي تواجهها السجينات السياسيات وأسرهن في إيران. وتشير التقارير إلى أن سعدا خديرزاده حاولت الانتحار مرة واحدة على الأقل أثناء فترة احتجازها. يعكس غياب الرعاية الطبية والحقوق الأساسية مشكلات نظامية داخل نظام السجون الإيراني، الذي تعرض لانتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان.
يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك مجموعات حقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن الحقوق، الاستمرار في الضغط على النظام الإيراني لضمان معاملة إنسانية وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لجميع السجناء، وخاصة الأطفال الضعفاء مثل آلاء.