وضع حال زينب جلاليان: نضال إمرأة من أجل الحرية والعدالة
زينب جلاليان، مناضلة كردية قضت 16 سنةً في السجون الإيرانية، وتدخل الآن عامها السابع عشر في السجن، وهي السجينة السياسية الأقدم والوحيدة بالسجن المؤبد في إيران، وقد تعرضت للتعذيب في السجن وحُرِمت من حقها في إجازة حتى من العلاج، كما تنقلت بشكل غير قانوني وعنيف بين مختلف السجون، ويقدم هذا التقرير عرضا للأوضاع الحالية لزينب جلاليان في سجن يزد.
التنقل إلى سجون مختلفة
اُعتُقِلت زينب جلاليان في كرمانشاه في 26 فبراير 2008، وهي حبيسة الآن في سجن يزد، وقد تنقلت هذه المرأة الكردية بشكل غير قانوني وعنيف بين مختلف السجون المختلفة.
قبل حوالي ستة أشهر من نقلها إلى سجن يزد قامت العناصر الأمنية بنقلها فجأة ودون أي سبب من سجن خوي إلى سجن قرجك، وقد نُقِلت زينب جلاليان إلى سجن كرمان عندما كانت تعاني من مرض كوفيد -19، وقد أضربت عن الطعام للعودة إلى سجن خوي، ثم نُقلت بعد ذلك إلى سجن كرمانشاه على الرغم من رفض سلطات سجن النساء في كرمانشاه قبولها في سجن كرمانشاه بسبب الحالة الصحية المتردية للسيدة جلاليان.
الحالة الصحية
أصيبت جلاليان بـ كوفيد 19 للمرة الثانية في سجن يزد، وأُصيبت بالربو ومشاكل بالرئة في فترة تعافيها بسبب عدم الرعاية الطبية، تدهورت حالتها الجسدية والصحية بسبب أمراض سابقة مثل مشاكل الكلى والجهاز الهضمي، والقلاع الفموي، و الظفرة في العين وضعف الرؤية، وإلتهاب الأسنان، …، وعلى الرغم من حالتها البدنية المتدهورة تم حبس زينب جلاليان لمدة طويلة في غرفة عامة مع مدمني المخدرات وفي ظروف غير صحية للغاية دون الرعاية الطبية اللازمة.

الزيارات العائلية والمكالمات
لم تتمكن السيدة جلاليان من مقابلة أسرتها خلال العامين ونصف العام الماضيين بسبب القيود التي تفرضها المؤسسات الأمنية، وبعد مدينة يزد عن محل سُكنى عائلتها في ماكو، أما المكالمات الهاتفية فقد تم حصرها أيضاً بوالديها فقط ولمرة واحدة في الأسبوع، والتقى عناصر إدارة المخابرات بزينب جلاليان في سجن يزد وحذروها من أنه في حال تسربت معلومات عنها وعن أسرتها لوسائل الإعلام فإنهم سيشددون الضغط عليها وسينقلونها إلى سجن آخر.
الوضع القانوني
وفقاً لقول محامو جلاليان، ووفقاً لقانون العقوبات الإسلامي الجديد الذي تمت المصادقة عليه سنة 2013 فإن استمرار حبسها كان مخالفاً للقانون، ويجب الإفراج عنها.
القبض على أفراد الأسرة
ألقت العناصر الأمنية في ماكو القبض على والدة جلاليان ووالدها وأشقائها الثلاثة وهم (باشا وإبراهيم ويوسف) في شهر مارس الماضي ردا على رسالة فيديو لـ ”كوزل حاجي زاده“ والدة زينب جلاليان حول أوضاع إبنتها.
وعلى الرغم من الإفراج عن أفراد الأسرة بعد ليل وناهار إلا أن إدارة المخابرات حذرتهم من تسريب أي معلومات ومقابلات مع منظمات حقوقية ووسائل إعلام حول أوضاع السيدة جلاليان، كما طلب رجال الأمن من عائلة زينب جلاليان التحدث في مقابلة بالفيديو ضد أنشطة زينب وأحزاب المعارضة الكردية الأمر الذي قوبل برفض ورد فعل قويين.

دعوة من أجل الإفراج عن زينب جلاليان
يُعد مكوث السيدة جلاليان في السجن لـ العيد السابع عشر على التوالي من أعياد نوروز بمثابة تذكير باستمرار سجنها وانتهاك حقوقها الإنسانية، وعلى الرغم من تدهور حالتها الصحية فقد حُرِمت من الرعاية الطبية اللازمة والزيارات العائلية وحقوق الاتصال، كما تعرض أفراد عائلتها للتهديد والمضايقة من قبل العناصر الأمنية.
يجب على السلطات الإيرانية الإفراج الفوري عن زينب جلاليان ومراعاة كرامتها وحقوقها الإنسانية.