أيتها الصديقات والأخوات العزيزات،
يسرني يسعدني أن أشاهد في هذا المؤتمر في يوم المرأة العالمي هكذا حشد قوي من منتخبي الشعوب والمفكرين والمناضلين
في حركة المساواة والمدافعين عن حقوق الإنسان. فحضور أخوات من أفغانستان والأردن وفلسطين والمغرب وسوريا وكذلك من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وكندا وأمريكا وفرنسا يثري هذا المؤتمر.. 
 إن اليوم العالمي للمرأة يذكر بنضال وصمود النساء. ولهذا السبب قبل كل شيء يجب أن نهنئ أولئك النساء اللاتي يخضن اليوم وفي هذه الساعة معركة حامية. إذن أهنئ أخواتي العزيزات في مراكز الانتفاضة المضرجة بالدماء للشعب السوري مثل حمص وبابا عمرو ورستن ودرعا حيث تشهد هذه الأيام مشاهد رائعة من المقاومة البطولية ضد الجريمة ضد الإنسانية.  وقد أعلنت الأمم المتحدة يوم المرأة العالمي هذا العام وبحق يوم النساء السوريات. إذن اسمحوا لي أن نقف إجلالا وإكراماً لتضحياتهن وتضحيات جميع النساء في المنطقة وخاصة أولئك النساء اللاتي يسطرن ملاحم في العالم العربي والربيع العربي ونصفق لهن (تصفيق الحضور).
 كما أحيي النساء الباسلات في تونس ومصر وليبيا واليمن والتحية لألف امرأة بطلة في أشرف حيث دحرن في ملحمة 8 نيسان المضرجة بالدماء وبأيد فارغة هجوم العدو.. شهيدات بطلات من أمثال صبا وآسية وشهناز و مرضية وفائزة وفاطمة ومهدية ونسترن.. وكذلك أحيي النساء المنتفضات اللاتي يقاومن ويصمدن في معتقلات وسجون خامنئي في إيران ومنها سجن «إيفين» الرهيب في العاصمة طهران وسجن «كوهردشت» بمدينة كَرَج (غربي العاصمة طهران) وغيرهما من السجون والمعتقلات.. وأحيي بناتي الشابات في عموم إيران اللاتي يستعددن للانتفاضة من أجل الحرية. وأحيي بناتي الشابات في عموم إيران اللاتي يستعددن للانتفاضة من أجل الحرية.
 أيتها الصديقات العزيزات،
 خلال أحد عشر شهراً مضت وبحسب تقرير مصادر دولية استشهدت ما لا يقل عن 300 من النساء البطلات في سوريا وأكثر من 500 طفل برئ. إن النساء والرجال والأطفال السوريين يخوضون معركة حامية ونضالاً دؤوبًا بالأيدي والأظافر ضد جبهة الشر والتحالف الشيطاني، ومحور هذه الجبهة وهذا التحالف هو نظام ”ولاية الفقيه” الديكتاتوري الحاكم في إيران الذي يخاف بشدة من مدّ الثورات خاصة من تحرر الشعب السوري لأن تحرر هذا الشعب سوف يحطم ويمزق جبهة ”ولاية الفقيه” الإقليمية ويخل في ميزان القوى داخل نظام الملالي الحاكم في إيران على حساب خامنئي ومثل تجربة انتفاضة 14 شباط 2011 يمهد أرضية مساعدة لخروج الانتفاضات في طهران والمدن الإيرانية الأخرى . نعم ان سقوط النظام في سوريا يخلق شرخًا وانقسامًا سيمتد  إلى بيت خامنئي العنكبوتي..
 يا صديقاتي العزيزات،
 إن ربيع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دليل على اتجاه شعوب هذه المنطقة نحو الحرية والمساواة. إن هذه الحركات تأتي نتيجة تعارض أساسي. في الحقيقة أن مجتمعات هذه المنطقة ومن أجل تقدمها وتطورها بحاجة إلى علاقات قائمة على الحرية والديمقراطية ولكن الأنظمة الديكتاتورية البالية والمتهرئة التي لا يمكن لها مواصلة الحكم إلا بفعل الكبت والقمع والاحتقان والاغتيال قد سدت الطريق أمام هذه المجتمعات.
 وكما قال مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية: «إن طريق التنمية الصناعية والرأسمالية في هذه  البلدان الثالثة خاصة من دون الحرية السياسية التي تأتي من مستلزمات هذا المسار للتنمية الاقتصادية والاجتماعية قد باتت طريقًا مسدودًا يقبل عليه نظام ”ولاية الفقيه” الأسفل من الرأسمالية أكثر فأكثر… وقرع أجراس الإنذار بسقوط هذا النظام».
 علي أن أؤكد أن هذه الحركات هي حركات مناهضة للتطرف في جوهرها، مع ذلك وبعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية فإنهم يواجهون خطر التطرف الذي يهددهم.. كما إن الملالي الحاكمين في إيران هم الآخرون مترصدون بخدعة إجرامية تسمى بـ «الصحوة الإسلامية» خاصة أن الملالي الحاكمين في إيران وصلوا في داخل إيران إلى الطريق المسدود فلذلك وللحفاظ على سلطتهم يحتاجون إلى أن يرتهنوا مصير الربيع العربي أيضًا.. فلهذا هناك كثيرون يتساءلون وبكل قلق هل سيكون مصير هذه الثورات أيضًا مثل مصير الثورة الإيرانية قبل 33 عامًا وهو سلطة المتطرفين؟ وهل النساء اللواتي شاركن في الثورات بكل هذا الحماس، سيكنّ أول الخاسرين في رهانها؟ ولكن، كلا، ليس الأمر كذلك.. لأن هناك حلا في متناول اليد يقود حركة المجتمع نحو التقدم والتنمية الحقيقية، ألا وهو تحمل المسؤولية والمشاركة النشطة والفعالة من قبل النساء في هذه الثورات وتوليهن قيادتها. فمن الناحية السياسية إن حركة الربيع العربي نحو الحرية والديمقراطية لا تتسنى إلا بفعل رسم حدود حازمة مع الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. نعم يجب توخي الحيطة والحذر واليقظة تجنبًا للوقوع في فخ مؤامرات وأطماع الملالي الحاكمين في إيران.
 أما من الناحية الثقافية والاجتماعية فهناك رد وحل في متناول اليد يهديان حركة المجتمع نحو التقدم والتنمية الحقيقية وهذا الرد إنما هو تحمل المسؤولية والمشاركة النشطة والفعالة وتولي القيادة من قبل النساء.
 أود أن أشير هنا إلى تجربة الثورة الإيرانية بهذا الشأن.. إن خميني سرق الثورة الإيرانية ولكن مقاومة رائعة قد نبتت تجاهه كانت تحمل راية الحرية والديمقراطية لمستقبل إيران ومحورها هو قيادة النساء.
 إن التطرف ولبناء أسس سلطته يبدأ من قمع وازدراء النساء وإذلالهم.
 ولكن في الوقت نفسه يتم دحر التطرف بفعل نضال وانتفاضة هؤلاء النساء المقهورين.
 هذه الحقيقة هي خلاصة تجربة حركتنا للمقاومة. إن هذه التجربة تشهد على أنه كلما يصعب النضال لكسب الحرية والديمقراطية كلما تتعمق مجابهة التطرف الديني وبالتالي تكون من الضرورية أكثر فأكثر مساواة المرأة والرجل ومشاركة النساء في النضال خاصة قيادة النساء.
 فحاليًا أريد هنا أن أوضح تأثيرات ونتائج قيادة النساء.
 هل هذا يعني إقصاء وتهميش الرجال ويجب أن يتم خوض النضال والمقاومة من قبل النساء فقط؟
 هل هذا يعني نقل إدارة الحركات من الرجال إلى النساء؟
 كلاً، الأمر لا يعني ذلك أبدًا.. وإنما هذه الظاهرة لا تهدف إلى استبعاد أو تهميش الآخرين وليس لمنافسة القدوة الراهنة.. وإنما تهدف إلى بناء علاقات تقوم على أساس الحرية والمساواة والديمقراطية.
 ولهذا السبب وبفعل قيادة النساء في حركتنا للمقاومة ليس الرجال لم يتم تهميشهم فحسب وإنما أصبحوا أكثر تحررًا ومسؤولية وأكثر عزمًا وصمودًا في النضال من أجل تحقيق الحرية، لأن تحمل المسؤولية من قبل النساء يعتمد على الانتخاب الحر وعلى التعبير الحر وعلى المشاركة الحقيقية للنساء والرجال.
 حقًا أليس إشراك النساء في كل الشؤون الاقتصادية والسياسية للمجتمع هو أكثر حل لقضية الشبان والشابات إبرامًا وضرورية؟
 إذًا فهناك حاجة إلى بديل يضمن مشاركة حقيقية. إن علاقات قائمة على أساس مشاركة جميع أبناء الشعب والاستماع إليهم وعلاقات قائمة على أساس التسامح والتراحم لن تتحقق إلا بمشاركة النساء في الأمور ومنها في القيادة.
 أجل! إننا دخلنا حقبة تتحمل فيها النساء عبء المسؤولية عن تحرير المجتمع الإنساني من الظلم والاستبداد والطغيان والاستغلال.. إن النساء يستحققن لتحمل هذه المسؤولية ولا شك أنهن سوف ينجزن هذه المسؤولية بأحسن وجه.
 أيتها الصديقات العزيزات!
 إن الدور المحوري للنساء في المقاومة الإيرانية جاء نتيجة نضال شائك وعريق ضد أبشع ديكتاتورية في العالم. 
 إنهن خرجن مرفوعات الرأس من الابتلاءات الجسيمة التي واجهنها كما قدمن انجازات عظيمة للمجتمع البشري. 
 إن أنصع انجاز حققته مقاومتنا هو صمودنا في مدينة أشرف على مدى 10 سنوات وتحت أقصى حد من المضايقات والضغوط التي كانت تمارس من قبل نظام ولاية الفقيه الذي كان يسعى جاهداً على النيل من المجاهدين الأشرفيين. 
 وكان النظام يستفيد ليس فقط من تعاون الحكومة التابعة له في العراق وإنما استقطب في بعض الأحيان 12 دولة مختلفة ليشن حملات على هذه المقاومة. 
 ولكن رغم ذلك اجتاز المجاهدون مجزرتين مروعتين وقعتا في صيف 2009 و ربيع 2011. 
 إنهم أحبطوا مؤامرات نظام الملالي الكبرى لتفكيك مجاهدي خلق . 
 وبقوا صامدين وهم يتحملون أبشع حصار قاس مستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
 هذه هي نتيجة عهدهم مع قضية الحرية..
 وهذه هي نتيجة تعهدهن لدى قائد لقضيتهن وفكرة مناهضة للاستغلال، نعم، هذا هو تعهدهن الذي جعلهن قويات وصادمات كما نراهن وهكذا تمكنّ من بناء علاقات حديثة على أساس المساواة مع تحمل المسؤولية وقيادة النساء وهي علاقات تمكّن الإنسان من التعبير عن شخصيته الإنسانية بفعل تحرره من الظلم والاضطهاد والاستغلال. وهي علاقات قائمة على التفاني ونكران الذات وإيثار مصالح الآخرين على المصالح الذاتية وتلافي حالات ضعف ونقائص الآخرين. وهي علاقات تقوم على أساس العلاقة النشطة مع كل بني نوع الإنسان وترقي الإنسان إلى أرفع وأعلى مملوكه الإنساني، وهذه القوة الإنسانية وهذه الحالة من التحرر قد تمكنتا نساء مقاومتنا من الوقوف بوجه أشد الضغوط والقيود ومن عدم الاستسلام وعدم مراوحة مكانهن أبدًا وعدم تعرضهن للعجز واليأس والإحباط في أصعب وأقسى الحالات والأوضاع، بل وعلى عكس ذلك كلما تزداد الصعوبات فكلما يزداد سعيهن لشق الطريق والتقدم إلى الأمام، وهذا قد متعهن بإيمان جعلهن لا يتطلعن إلى الحظ والصدفة وإرادة هذه القوة والسلطة وتلك.. وإنما وبدلاً عن ذلك يعتمدن على قوتهن وقدرتهن الذاتية وقدرة شعبهن على التضامن ويشددن ويكثفن نضالهن أكثر فأكثر.
 نعم، نعم، إن عدم الاستسلام وعدم الإرهاق والتعب وعدم الانهيار بل المخاطرة وعدم الاقتناع بما هو الموجود والنهوض من الكبوة حتى إذا كانت مئة مرة والحنين والشوق دومًا إلى درب جديد وفكرة جديدة والكشف عن كل ذرة من الحرية وإشعال كل بارقة إنسانية وإيقاد مشعل ونبراس من الطاقات الذاتية، هذه هي مهمة النساء وهذا هو مصدر حالات «من المستطاع» مقابل حالات «يجب».
 ولا تنسين أني بدوري وبمساعدة منكن ومن كل هؤلاء الصديقات والأصدقاء وجميع أخواتنا وإخواننا في كل أرجاء العالم خاصة في أشرف وليبرتي وفي سجون إيران وفي كل أرجاء إيران أستطيع ونستطيع تحمل مسؤوليتنا الأولى وهي إسقاط نظام الملالي الحاكم في إيران.
 وهنا تجدر الإشارة إلى أن التواجد الفعال للنساء في المقاومة الإيرانية في مجال الكشف عن الإسلام الرجعي هو الآخر كان وما يزال له إنجاز كبير. إنهن أظهرن أن الإسلام ليس دين استعباد واسترقاق النساء وأن الإسلام ليس شريعة مقارعة النساء والتمييز وأن الإسلام ليس شريعة الرياء والتفرد واحتكار السلطة والقمع والرجم والجلد والإعدام.. بل وعلى عكس ذلك إن الإسلام هو دين المساواة ودين تحرير النساء وتحملهم المسؤولية وهو الشريعة السمحاء أي دين التسامح وشريعة المحبة والحب ودين الرحمة.
 نعم، الإسلام هو دين «لا إكراه في الدين».
 كما ان نساء المقاومة الإيرانية خلقن حركة بلاحدود قائمة على أساس مستوى عصري من التضامن الإنساني، حركة تضم أناساً شرفاء يشكلون مثالاً للوفاء بالديمقراطية في بلدانهم. أولئك الذين هبوا للدفاع عن المقاومة من أجل حرية الشعب الإيراني متجاوزين الخلافات والمنافع الحزبية والفئوية. ولابد من الإشارة بهذا الصدد إلى تشكّل جبهة عالمية ضد التطرف والديكتاتورية الدينية حيث أنتن أخواتي العزيزات هنا وفي كل مكان لعبتن وتلعبن فيها دوراً متميزاً .
 أنتن النساء اللاتي تواكبن آلاف النساء الرائدات في أشرف وفي كل حركة المقاومة منها في سجون إيران. نعم أنتن تتولين أكثر الأدوار تأثيراً على حركة المساواة.
 نعم، القرن الحادي والعشرون تصنعه النساء وأن المستقبل بأيديكن..
 الواقع أن نضال جميع النساء يرفض سياسة المساومة جملة وتفصيلاً. ولهذا فكان إنجازهن على الصعيد الدولي دحر سياسة المساومة مع الفاشية الدينية. 
 إن المعترك السياسي والحقوقي الذي تمكن خلال الأعوام الأخيرة من كسر مسلسل قوائم الإرهاب يشكل جزءا من هذا النضال. فهذا المعترك قد كرس في الوهلة الأولى حق الشعب الإيراني من أجل المقاومة وتغيير النظام. فحضور نشط ومسؤول للنساء وعلى مختلف المستويات خلال هذه السنين قد صنع من حركة المقاومة هذه قوة سياسة وفاعلة تمكنت من تغيير ميزان القوى لصالح أبناء شعبها على الصعيد الدولي وتحولت لأول مرة قوة أخلاقية إلى قوة سياسية. 
 خلاصة القول:
 في العالم الذي يواجه تحدياً مثل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران،
 وفي العالم الذي استسلم فيه رجال الحكومة الغربيون في الخنوع للديكتاتورية الدينية لاعتبارات جيوبوليتيكية وتجارية، وفي العالم الذي يتم فيه وبكل أسف تخطئة المقاومة والتضحية من أجل الحرية وبالتالي لا يبقى مجالاً لحياة الحركات المستقلة والتحررية،  فان النساء الإيرانيات الرائدات تبنيّن مقاومة أصيلة وخارقة تلبية لحاجة العصر الحديث. وهذا هو رد النساء والشباب من أجل الخلاص والحرية. وهو الذي يفتح الطريق المسدود أمام الحركات والثورات.
 أجل، هذا الانجاز لن يقتصر على النساء الإيرانيات وإنما يتعلق بجميع النساء في العالم ممن ينادين إلى المساواة بين المرأة والرجل والمساواة ويطالبن بمجتمع قائم على المساواة بين الرجل والمرأة وأن تكون فيه الحرية والديمقراطية مضمونتين . التحية لجميع هؤلاء النساء. 
 أيتها الصديقات العزيزات!
 إن نساء ورجال أشرف وبصمودهم ومقاومتهم سطروا صفحة جديدة في تاريخ مقاومتنا خاصة في تاريخ مقاومة وطننا. 
 قبل يومين  توجهت الوجبة الثانية من مجاهدي الحرية من أشرف إلى مخيم ليبرتي. رغم أن العدو قد حوّل مخيم ليبرتي إلى سجن لسكان أشرف إلا أن مجاهدي الحرية يصعدون النضال ضد ديكتاتورية الملالي رغم جميع الصعوبات والنواقص.
 الحكومة العراقية وبدلاً من تلبية المعايير الإنسانية وحقوق الإنسان، قد أملأت ليبرتي بقواتها المسلحة واستخدام كافة أنواع الكاميرات وأجهزة التنصت والتجسس. 
 مخيم يفرض عليه حظر التنقل وحظر الوصول إلى الطبيب والمحامي والعائلة ومخيم يفتقر إلى أبسط ضروريات المعيشة مثل الماء الصالح للشرب والكهرباء وحتى لا يوجد فيه طريق مبلط أو إسمنتي ولو لمتر واحد.
 ورغم ذلك ومن أجل إتاحة الفرصة لإيجاد حلي سلمي وإحباط مؤامرات النظام الإيراني توجهت الوجبة الثانية من سكان أشرف إلى مخيم ليبرتي وذلك بغاية المرونة والتسامح والشعور بالمسؤولية. فقد حان الوقت الآن لأميركا والأمم المتحدة أن تضمنا الحدود الدنيا للتطمينات والضمانات وتمتع السكان بجميع حقوقهم في ليبرتي ، وإلا فإن عدم توقيع وتنفيذ هذه الضمانات والتطمينات من قبل الحكومة العراقية من شأنه سد الطريق أمام انتقال القوافل اللاحقة من سكان مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي. وعليّ أن أضيف أن ضمان الحقوق الأولية يضع حقائق مهمة على طاولة القضاء لاحتكام العالم: منها التزام الأمم المتحدة بمسؤولياتها لدعم ضحايا الجريمة ضد الإنسانية.
 وكذلك التزام أمريكا بالقوانين الدولية وتعهداتها تجاه حماية سكان أشرف واني مطمئنه أن جمعكم الحضور والمعتصمين في جنيف وواشنطن وجميع مناصري أشرف في عموم العالم وبوقفتكم ستحققون ذلك..
 أخواتي العزيزات!
 إن صمود المجاهدين الأشرفيين والمقاومة الإيرانية ما هو إلا انعكاسًا لرغبة شديدة للمجتمع الإيراني في نيل الحرية وإسقاط نظام ولاية الفقيه.
 أجل، إنهم انتفضوا من أجل بناء مجتمع ديمقراطي، جمهوري قائم على أساس فصل الدين عن الدولة واحترام حقوق الإنسان وإلغاء حكم الإعدام وإلغاء قوانين شريعة الملالي والمساواة بين الرجل والمرأة والمشاركة الفاعلة والمتكافئة للنساء في القيادة السياسية ومن أجل توفير جميع الحريات الفردية والاجتماعية منها حق الزواج والطلاق وحضانة الأبناء ورفض العنف والاستغلال وكذلك حق الاختيار الحر في الملبس.
 والآن السؤال الأساسي هو لماذا النساء الإيرانيات ومع سجل نضالي لمئة وخمسين عاماً لنيل الحرية والمساواة، وبثقافة ثرية وحضارية وبدور فريد في المقاومة ضد الفاشية الدينية والمتقدمات في الصفوف الأمامية في الانتفاضات، هؤلاء النساء الواعيات اللاتي يشكلن الجزء الأكبر من صفوف الطلاب الجامعيين في بلدنا لماذا أصبحت حرياتهن وحقوقهن الأساسية مطموسة ومدهوسة من قبل الملالي المقارعين للمرأة؟
 ولماذا يتعرضن على طول حياتهن للعنف والتعامل المذل والمستحقر؟
 ولماذا يعتبرن في العائلة أو في موقع العمل والدراسة إنسانا من الدرجة الثانية؟
 ولماذا حصتهن قليلة في فرص العمل والنشاط الاقتصادي؟
 ولماذا يا ترى يعتبرن في القوانين والسياسات كائنا من الدرجة الثانية؟
 ولماذا تم حظرهن في المشاركة في إدارة شؤون بلدهن؟
 لماذا هذه الحالات من الحظر وهذا الكم من الحرمان وهذا الكم من عدم المساواة ؟ لماذا ولماذا؟
 الحجاب القسري والحياة القسرية والولاية الإجبارية إلى متى؟ إلى متى وإلى أين؟
 ليس وراء كل هذا التعسف والاضطهاد والاستحقار والجرائم إلا نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران. 
 نعم،  يجب أن ينقلب هذا الوضع رأساً على عقب ولا شك أننا سنغير هذا الوضع.
 نعم. المجتمع الإيراني يستحق ويحتاج للحرية والديمقراطية والمساواة بين المرأة والرجل وسيتحقق ذلك. 
 والنساء الإيرانيات يستحققن المشاركة المتساوية في القيادة السياسية في البلاد وإننا سنحقق هذا الاستحقاق لهن..
 وبناء على ذلك، إننا نقول لقادة هذه الولاية المقارعة للنساء: 
 لا تظنوا أنكم تستطيعون الاستمرار في تكبيل وتقييد الربيع الإيراني!
 إن القوة الجبارة المطالبة بالحرية والمساواة تنتظر بفارغ الصبر خلف سد الكبت والاضطهاد.
 ولا شك أن هذا السد سينكسر وأن هذا الجدار سينهار.
 وهؤلاء النساء الواعيات والصامدات سيبنين مجتمعاً حراً وديمقراطياً على أنقاض نظام الملالي المقارع للإنسانية. 
 وفي بلوشستان وخوزستان،
 أقول لأخواتي في كردستان وأذربيجان وكيلان ومازندران،
 وطهران وخراسان وإصفهان وكرمان وعموم إيران: انظرن إلى نساء أشرف وانتفضن من أجل تحمل مسؤولياتكنّ. 
 إن اكتساب الحرية والمساواة والديمقراطية مسؤولية على عاتقكن.
 أنتنّ اللاتي عليكن أن تسقطن فاشية «ولاية الفقيه» وتحققن الحرية لشعبكن وبلدكن. 
 وفي هذه المعركة، النساء الرائدات في تاريخ النضال الإيراني حاضرات وجئن لمساعدتكن..
 نساء من أمثال مرضية أسكويي وأعظم روحي آهنكران ومهرنوش إبراهيمي و فاطمة أميني إلى أشرف رجوي أبرز المرأة الثورية في التاريخ الإيراني المعاصر من عشرات الآلاف البطلات اللاتي تعرضن خلال 33 عاماً مضت للتعذيب والإعدام إلى صديقة ونداء بأجسادهما المشتعلة وبنت الانتفاضات الإيرانية نداء آقا سلطان. 
 نعم، الحرية والمساواة في متناول اليد، المقموعات سينتصرن..
 ونظام «ولاية الفقيه» سيسقط على أيديكن المقتدرة..
 وسيبزغ فجر الحرية في عموم إيران. 
 أشكركم جميعا..
