فُصلت ليلى حسين زاده، الناشطة الطلابية البارزة البالغة من العمر 31 عامًا وخريجة علم الإنسان من جامعة طهران، من الجامعة ومنعت من الوصول إلى سجلاتها الأكاديمية. يأتي هذا القرار في ظل سلسلة من المعارك القانونية والمضايقات المستمرة من قبل النظام الإيراني، مما يسلط الضوء على القمع الذي يطال الحرية الأكاديمية وأصوات المعارضة في إيران.
فصل مفاجئ وقيود أكاديمية
أعلنت حسين زاده عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها مُنعت بشكل غير متوقع من مواصلة دراستها العليا على الرغم من دفاعها عن أطروحتها. كما كشفت أنها فُصلت بأثر رجعي من برنامج البكالوريوس بعد خمس سنوات من إنهائه. جامعة طهران، التي تقع في العاصمة، حظرت وصولها إلى البوابة التعليمية الخاصة بها وجميع وثائقها الأكاديمية، مما وضعها في حالة من الضياع. وصفت حسين زاده تصرفات الجامعة بأنها متناقضة وغير شفافة.
تاريخ من الملاحقة
واجهت ليلى حسين زاده العديد من القضايا القانونية بسبب نشاطها. في نوفمبر 2024، أُعلن عن صدور حكم غيابي ضدها بالسجن من قبل الفرع 26 لمحكمة الثورة في طهران بتهم شملت الظهور في الأماكن العامة دون حجاب و”الدعاية ضد الدولة”.
وفي سبتمبر 2024، أعلنت أن حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات في قضية تعود لعام 2019 قد خُفض إلى غرامة قدرها 100 مليون تومان (حوالي 2000 دولار) بعد تأكيد تقرير الطب الشرعي عدم قدرتها على تحمل السجن لأسباب طبية. أُغلقت القضية رسميًا بعد دفع الغرامة.
اعتقالات وأحكام سابقة
تم اعتقال ليلى حسين زاده لأول مرة خلال الاحتجاجات الوطنية في ديسمبر 2017. احتُجزت لمدة 16 يومًا ثم أُفرج عنها بكفالة في 18 يناير 2018.
وفي عام 2019، حُكم عليها بالسجن لمدة 30 شهرًا بتهمة “التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي” وسنة إضافية بتهمة “الدعاية ضد الدولة” من قبل الفرع 36 لمحكمة استئناف طهران. كما مُنعت من مغادرة البلاد لمدة عامين كجزء من عقوبتها التكميلية.
تم الاستشهاد بمشاركتها في احتفال بعيد ميلاد ”محمد شريفي مقدم“، أحد دراويش غنابادي المسجونين، وغنائها لأغنية احتجاجية كأدلة على الاتهامات الموجهة إليها. بدأت حسين زاده تنفيذ حكمها في يوليو.
تحديات قانونية متجددة وقمع مستمر للناشطة ليلى حسين زاده
في 28 يوليو 2019، بدأت ليلى حسين زاده تنفيذ حكم بالسجن، لكنها أُفرج عنها لاحقًا بقرار قضائي بسبب عدم قدرتها على تحمل ظروف السجن.
اتهامات جديدة وأحكام مشددة
في مارس 2021، وُجهت إليها اتهامات جديدة على خلفية مشاركتها السابقة في الاحتفال بعيد ميلاد محمد شريفي مقدم. قضت محكمة الثورة في طهران (الفرع 28) بسجنها خمس سنوات ومنعها من الأنشطة الإلكترونية لمدة عامين، بتهمة “التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي”. وأُيد الحكم لاحقًا من قبل محكمة الاستئناف (الفرع 36) في ديسمبر 2021.
الاعتقالات المتكررة
- ديسمبر 2021: أُلقي القبض على حسين زاده أثناء زيارتها لمدينة شيراز، ونُقلت إلى سجن عادلآباد المعروف. أُفرج عنها بعد عشرة أيام بكفالة لعدم قدرتها على تحمل ظروف السجن، لكنها استُدعيت مجددًا في يناير 2022 إلى محكمة إيفين لتنفيذ الحكم.
- أغسطس 2022: اعتُقلت مجددًا أمام منزلها في طهران، حيث أُفيد بأنها تعرضت لاعتقال عنيف على يد قوات الأمن. أُفرج عنها بكفالة من سجن إيفين في يناير 2023.
تُبرز قضية ليلى حسين زاده القمع المستمر الذي يمارسه النظام الإيراني ضد النشطاء الطلابيين والمعارضين. فصلها من جامعة طهران وملاحقتها القانونية المتكررة يعكسان جهود النظام لكبت الأصوات المعارضة حتى داخل المؤسسات الأكاديمية.
يدعو المدافعون عن حقوق الإنسان إلى ضرورة تسليط الضوء دوليًا على مثل هذه القضايا لدعم الأفراد الذين يواجهون اضطهادًا منهجيًا لممارستهم حقوقهم في التعبير والتجمع السلمي.
 
			 
    	 
			




















