التقرير الشهري – نوفمبر 2022 – العنف الممنهج ضد المرأة في الانتفاضة الإيرانية
العنف الممنهج ضد المرأة أثناء الانتفاضة الإيرانية
بعد مرور أكثر من 80 يومًا على اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة، يواصل الشباب والنساء الإيرانيون نضالهم من أجل تغيير النظام في إيران. كما انضمت إليهم الطبقات الاجتماعية الأخرى.
يختص التقرير الشهري للجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خلال 16 يومًا من الوحدة والنشاط في جميع أنحاء العالم بالمحتجَّات الإيرانيات اللواتي يقاتلن من أجل نيل الحرية وتحقيق المساواة، على الرغم من إفراط الحكومة في التعامل معهن بوحشية؛ لوضع حد للعنف ضد النساء والفتيات.

مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعقد جلسة خاصة بشأن إيران
دفع الإفراط في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران خلال الاحتجاجات؛ الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان في 24 نوفمبر 2022، في جنيف. وأشار فولكر تورك، المفوَّض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتّحدة، في كلمته الافتتاحية في الاجتماع الخاص؛ إلى “الأزمة الكبيرة لحقوق الإنسان في إيران”.
وأشار السيد تورك إلى أن “النساء والشباب والرجال من جميع أنحاء المجتمع، والطلاب والعاملين في مختلف القطاعات، والرياضيين والفنانين يصرخون بشجاعة لا تصدق من أجل التغيير”.
وأعرب قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقه العميق مما يتعلق بادعاءات انتهاك حقوق الإنسان على نطاق واسع في جمهورية إيران الإسلامية، متضمنًا التقارير المتعلقة بالاعتقالات التعسفية للنساء والفتيات، والضرب والسب، والتحرش الجنسي؛ بسبب استخدامهن لحقوقهن الإنسانية وحرياتهن الأساسية”.
والجدير بالذكر أن هذا المجلس صدَّق في قرار تاريخي على قرار لتشكيل “لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق” من أجل “إجراء تحقيق كامل ومستقل في حالات انتهاك حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية؛ يتعلق بالاحتجاجات التي بدأت اعتبارًا من 16 سبتمبر 2022 حتى الآن، بما في ذلك أبعادها المتعلقة بالتمييز بين النوعين الاجتماعيين“.
ويطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة النظام الإيراني بـ “التعاون الكامل مع اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، والسماح لها بدخول البلاد بلا عوائق وبدون أي تأخير، وبتزويد أعضاء لجنة تقصي الحقائق بجميع المعلومات اللازمة لتنفيذ مهمتهم بشكل صحيح”.
دفع ثمن الإصرار على الدفاع عن الحق
لقد شاع العنف الحكومي ضد المرأة بالفعل في إيران. ومع ذلك، ازداد هذا العنف بشكل كبير خلال الـ 80 يومًا الماضية إبّان الانتفاضة، وتسبَّب في تكبيد المواطنين خسائر وأضرار فادحة لا يمكن تعويضها.
وتعرضت النساء الإيرانيات المحتجات لأذى شديد على يد قوات الأمن ووحشيتها، نظرًا لأنهن تجرأن على الدفاع عن حقوقهن وحقوق شعبهن المؤكدة. ويركز هذا التقرير على شتى أشكال العنف ضد المتظاهرات في إيران.
القتل بتوجيه ضربات متعددة على الرأس
إن توجيه ضربات قوية على الرؤوس من الأساليب اللاإنسانية التي تنتهجها قوات الأمن الإيرانية في التعامل مع المتظاهرين.
يظهر في هذا الفيديو أحد رجال الشبيحة وهو يهجم على شابة تمشي في الشارع دون أن تغطي شعرها. والغريب في الأمر هو أنه لا يقوم بضربها على ظهرها أو جنبها، بل يضربها على رأسها مباشرة. ولحسن الحظ، تدخَّل المواطنون وأنقذوا الفتاة. ومع ذلك، يُعتبر هذا الفيديو دليلًا واضحًا على كيفية لجوء نظام الملالي لهذه الطريقة بشكل ممنهج لقمع الاحتجاجات. وبهذا الأسلوب اللاإنساني قتلت قوات الأمن عددًا كبيرًا من المتظاهرات. وفيما يلي قائمة بأسماء النساء والفتيات اللواتي قُتلن بهذه الطريقة:

- دخلت مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا؛ في غيبوبة لمدة 3 أيام جراء تعرضها للسب والضرب بالهراوة على رأسها ووجهها، وتُوفيت في 16 سبتمبر 2022، في مستشفى بطهران.
- قُتلت سارينا إسماعيل زاده، البالغة من العمر 16 عامًا، في 21 سبتمبر 2022، على إثر تعرضها لضربات متعددة بالهراوة على رأسها.
- تحطمت في طهران جمجمة نيكا شاكرمي، البالغة من العمر 17 عامًا ووجهها وأنفها، على إثر تعرضها للضرب بأداة ثقيلة.
- قُتلت نكين صالحي، البالغة من العمر 26 عامًا، في 8 أكتوبر 2022، نتيجة لتعرضها للضرب بالهراوة على رأسها، وتوفيت قبل وصولها إلى المستشفى.
- دخلت أرنيكا قائم مقامي، البالغة من العمر 17 عامًا، في غيبوبة بعد تعرضها للضرب على رأسها، وتوفيت بعد 10 أيام من الاستشفاء في أحد مستشفيات طهران، وتحديدًا في 22 أكتوبر 2022.
- قُتلت نكين عبدالملكي، البالغة من العمر 21 عامًا، في 12 أكتوبر 2022، نتيجة لتعرضها للضرب بالهراوة على رأسها، وتوفيت في المهجع.
- أُصيبت صدف موحدي، البالغة من العمر 17 عامًا، بالموت الدماغي؛ جراء تعرضها للضرب بالهراوة على رأسها، وتوفيت في 24 أكتوبر 2022.
- توفيت سارينا ساعدي، البالغة من العمر 16 عامًا، في 26 أكتوبر 2022، في مستشفى في سنندج. والقصة وما فيها هي أن قوات الأمن أطلقت النار عليها مستخدمة البنادق ذات الرصاصات الكروية، ثم قاموا بحصارها وضربوها في رأسها.
- تعرَّضت مرضية دشمن زياري، البالغة من العمر 22 عامًا؛ للضرب بالهراوة خلال الاحتجاجات في شيراز، وتوفيت في 24 أكتوبر 2022.
- قُتلت المواطنة الأفغانية ستاره تاجيك، البالغة من العمر 17 عامًا، في 22 سبتمبر 2022، في طهران، على إثر تعرضها للضرب بالهراوة على رأسها.
- قُتلت فرزانة كاظمي، في قزوين، في 12 أكتوبر 2022، على إثر تعرضها للضرب بالهراوة على رأسها.
- دخلت نسرين قادري، البالغة من العمر 35 عامًا، وهي من أهالي مدينة مريوان؛ في غيبوبة بعد تعرضها للضرب بالهراوة، وتوفيت في 24 نوفمبر 2022، في مستشفى بطهران.
- قُتلت مائدة (ماهك) هاشمي، البالغة من العمر 16 عامًا، في شيراز، في 24 نوفمبر 2022؛ نتيجة لتعرضها للضرب بالهراوة على رأسها.
- قُتلت بكاة غواصية، البالغة من العمر 21 عامًا، في شيراز، في 5 نوفمبر 2022، جراء تعرضها للضرب بالهراوة على رأسها.
- قُتلت ماريا غواصيه، البالغة من العمر 22 عامًا، في شيراز، في 5 نوفمبر 2022؛ نتيجة لتعرضها للضرب بالهراوة على رأسها.
الاعتداء على الطالبات في المدارس الثانوية بالضرب والسب
تفيد عشرات التقارير بأن طالبات المدارس الثانوية يتعرضن للعنف والضرب والسب في المدارس. وتم تناول هذه القضية بالتفصيل في التقرير الشهري لشهر أكتوبر. ونورد فيما يلي أسماء الفتيات اللواتي فقدن حياتهن، ومَن هن ما زلن يعشن في غيبوبة.

- تعرَّضت إسرا بناهي، البالغة من العمر 15 عامًا، للضرب والسب بطريقة وحشية، في المدرسة، في 13 أكتوبر 2022، وتوفيت في وقت لاحق في مستشفى في أردبيل؛ بسبب إصابتها بنزيف داخلي.
- تعرضت بارميس همنوا، البالغة من العمر 14 عامًا للضرب والسب على أيدي قوات الأمن، في الفصل الدراسي أمام زميلاتها؛ بسبب قيامها بتمزيق صورة خميني من كتابها المدرسي، وتوفيت في 25 أكتوبر 2022؛ متأثرة بإصابتها بنزيف داخلي.
- لا تزال الطالبة الكردية هستي حسين بناهي، البالغة من العمر 16 عامًا، وهي من أهالي دهكلان؛ تعيش في غيبوبة منذ 10 نوفمبر 2022، وترقد في مستشفى كوثر في سنندج للاستشفاء.
والجدير بالذكر أنه تم استدعاء هستي إلى إدارة التربية والتعليم ؛ بسبب قيامها بتمزيق صورة خميني من كتابها المدرسي، وتعرضت في الإدارة المذكورة إلى السب والضرب بالهراوة حتى الموت. ثم قاموا بإخراج جسدها الخائر القوى شبه الميت بالحافلة من إدارة التربية والتعليم، وألقوا به في الشارع. وتدَّعي السلطات أنها كانت تنوي الانتحار. حيث أنهم يقولون إنها ألقت بنفسها من الحافلة، على الرغم من محاولات السائق وأصدقائه لمنعها من القيام بذلك.
وفي تطور يتعلق بهذا الأمر، توفيت في كرمان مديرة مدرسة تُدعى الدكتورة زهرا لري، في شهر نوفمبر. وكانت طالبات الدكتورة لري قد اعتصمن الشهر الماضي، في مدرسة رضواني نجاد الثانوية. بيد أن الدكتورة لري حذفت أشرطة كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة الخاصة بالمراقبة، ورفضت تقديم أسماء الطالبات المحتجات لعناصر إدارة المخابرات. لذا، قاموا باستدعائها في وقت لاحق، وفصلوها من وظيفتها. وللأسف توفيت الدكتورة لري بعد فترة قصيرة من استدعائها.

فيما تفيد بعض التقارير الواردة من إيرانشهر بأنه تم اعتقال 9 طالبات في مدرسةٍ للبنات في هذه المدينة بالتعاون مع مديرة المدرسة واقتيادهن إلى مكان مجهول.
النساء الحوامل أيضًا لسن بمنأى عن التعرض للعنف
هذا وانهال رجال الأمن في مدينة مشهد بالضرب والسب على امرأة حامل تُدعى مهشيد كاشاني نجاد، خلال الاحتجاجات، واعتقلوها. والجدير بالذكر أن السيدة كاشاني نجاد فقدت جنينها نتيجة لتعرضها للضرب والسب من قِبل الضباط، وأصيبت بكسر في كتفها، وهي محرومة من الحصول على الخدمات الطبية المناسبة في الحجر الصحي بسجن مشهد المركزي.
التسبُّب في إصابة المواطنين بالعمى وقتلهم بالإطلاق العشوائي للرصاص
تسبَّب رجال الأمن في بندرعباس في إصابة الشابة غزل رنجكش بالعمى، على إثر إصابتها في عينها بالرصاص، في 15 نوفمبر 2022، بينما كانت في طريق عودتها إلى المنزل بمعية والدتها. ودمرت الرصاصات الكروية مقلة عينها وجفنها وجزء من وجهها.

كتبت السيدة رنجكش في قصة على إنستغرام: “تم إخراج الرصاصات الكروية من عيني بعد عملية جراحية استمرت 3 ساعات، وتم إصلاح جفني بجراحة تجميلية، ويوجد حوالي 52 غرزة على عيني اليمنى. ولم يعد لدي القدرة على الرؤية بها، نظرًا لأن الشبكية تضررت تمامًا، وليس هناك إمكانية لزرع قرنية”.
أفادت وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء الموافق 30 نوفمبر 2022، بأن بيتا كياني، الصبية البالغة من العمر 6 سنوات؛ أُصيبت بالرصاصات الكروية التي أطلقها عليها رجال الأمن عندما كانت تلعب في شرفة منزلها في ملك شهر بأصفهان، وفقدت عينها اليمنى.
وأصيبت القابلة نيلوفر آقائي في عينها الشهر الماضي أثناء احتجاج الأطباء أمام مبنى النظام الطبي في طهران.
كتبت مجموعة مكوَّنة من 140 طبيب عيون في إيران رسالة إلى الرئيس العام للنظام الطبي، يوم الجمعة، 25 نوفمبر 2022، يحذرون فيها من أن العديد من الأشخاص الذين يخضعون للعلاج في المراكز الطبية قد فقدوا الرؤية يإحدى أو بكلتا العينين؛ بسبب إصابتهم في أعينهم بالرصاص وكرات الطلاء.
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في 19 نوفمبر 2022، استنادًا إلى اعترافات الأطباء والمراكز الطبية؛ أن قوات الأمن تسبَّبت في معاناة مئات الضحايا من إصابات خطيرة في العين، منذ منتصف سبتمبر حتى الآن.
والجدير بالذكر أن إطلاق النار العشوائي تسبَّب أيضًا في موت المواطنين. هذا وأطلقت قوات الأمن في إيذة النار على سيارة عابرة، في 16 نوفمبر 2022، واستهدفت الصبي كيان بيرفلك، البالغ من العمر 10 سنوات وقتلته.
كما قتل رجال الأمن في وقت سابق امرأتين (أُمَّين) بإطلاق النار العشوائي على منازل المواطنين وسياراتهم.
إذ تم إطلاق النار على فرشتة أحمدي، البالغة من العمر 32 عامًا، وأم لطفلين قاصرين، في 27 أكتوبر 2022، عندما كانت واقفة في شرفة منزلها، مما أسفر عن مفارقتها للحياة.
كما أصيبت شيرين علي زاده، وهي أم لصبي يبلغ من العمر 7 سنوات؛ بالرصاص في رأسها، في 22 سبتمبر 2022، عندما كانت تعبر الشارع مستقلة سيارة، وفارقت الحياة. والجدير بالذكر أنها كانت منهمكة في تصوير مقطع فيديو لوحشية رجال الأمن وهم ينهالون بالضرب والسب على شابة.

تعذيب المحتجات في السجون
فقدت ندا بيات حياتها تحت التعذيب في زنجان، في 26 نوفمبر 2022، حيث اغتصبوها وحطموا جمجمتها. كانت ندا بيات شابة شجاعة، حيث صعدت فوق سطح سيارة للشرطة، في الأيام الأولى للانتفاضة، للتعبير عن احتجاجها.
وقامت شرطة الأخلاق (دورية الإرشاد) بإجبارها بالقوة على النزول من فوق السيارة، وبعد ذلك اختفت ندا بيات.
تم الإفراج عن مينا يعقوبي بكفالة، في الساعة الـ 3 من صباح يوم الخميس، 1 ديسمبر 2022. وتدل الكدمات حول عينيها على أنها تعرضت للتعذيب بطريقة شنيعة خلال فترة الاعتقال.
تم اعتقال مينا يعقوبي، البالغة من العمر 33 عامًا، أثناء احتجاجات 1 نوفمبر 2022، في أراك؛ بسبب قيامها بإلقاء الحجارة على مقبرة المدينة. ولديها ابن يبلغ من العمر 12 عامًا، وتعمل مدربة لياقة بدنية. والجدير بالذكر أن قوات الأمن اختطفتها من أمام نادي اللياقة البدنية حيث تعمل.
أعلنت وزارة العدل في المحافظة الوسطى أن مينا يعقوبي أقدمت على الانتحار مرتين. فعلى سبيل المثال، زعموا بأنها قامت ذات مرة بإلقاء نفسها من الطابق الثاني في السجن، وهو ادعاء نفته السيدة يعقوبي جملةً وتفصيلا. ويقال إن الكدمات حول عينيها كانت بسبب الضربات الشديدة على رأسها وجبهتها.
تم القبض على يلدا آقافضلي، البالغة من العمر 19 عامًا، في طهران، في 26 أكتوبر 2022. وقضت 4 أيام في سجن إيفين، ثم نُقلت إلى سجن قرجك المخيف، وقضت فيه 11 يومًا آخرين، وأضربت عن الطعام بعد اعتقالها.
وقالت لصديقتها في اتصال هاتفي من سجن قرجك: “أودُّ أن أحيطك علمًا بأنني لم أتعرض للضرب خلال الـ 19 عامًا من عمري بقدر ما تعرضت له في هذه الـ 12-13 يومًا. وعلى فكرة، أود أن أقول إنني لا أستطيع الكلام، حيث أنني صرخت كثيرًا، بيد أنني لم أندم على ذلك حتى اللحظة الأخيرة”.
وقالت لصديقتها: “مكتوب في ملفي أن المتهم لم يبدي ندما”. قلت: “هذا صحيح. ولن أبدي ندمًا”. لقد أخذت على عاتقي تحمل المسؤولية عن كل ما فعلته حتى اللحظة الأخيرة. قلت: “نعم لقد شاركت في الاضطرابات. نعم شاركت. ولم أبكي، وصرخت فقط، ولهذا السبب بُحَّ صوتي”. ثم أقول لك، على فكرة، لقد ضربوني كثيرًا لدرجة لا يمكنك أن تتخيلينها. والآن لا يمكنني التحدث كثيرًا في الهاتف. وا أسفاه، إنني مضطرة للخروج (وا أسفاه، ظهري يؤلمني)، يجب أن أخرج لأتحدث معك وجهًا لوجه، وسأخبرك بكل شيء”.
ونجدها سعيدة جدًا في مقطع صوتي مختلف على ما يبدو ؛ لأنهم لم يتمكنوا في السجن من النيل منها. وتقول لصديقتها: “لم أعبِّر عن أي ندم على الإطلاق حتى اللحظة الأخيرة. لقد كتب في ملفي أن المتهم لم يبدي ندمًا. وكنت كذلك.
تم الإفراج عن يلدا آقافضلي بكفالة، في 9 نوفمبر 2022، وكانت سعيدة بانتشار خبر اعتقالها وبنشر تغريدات وقصص عنها، وشكرت كل الناس على التعاطف معها.
وتم الإبلاغ بعد يومين، وتحديدًا في 11 نوفمبر 2022، عن أنها انتحرت. قالوا في البداية إنها ألقت بنفسها من مبنى مرتفع، ثم أعلنت وسائل الإعلام الحكومية أنها توفيت؛ بسبب تناول جرعة زائدة من الميثامفيتامين. (وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء – 14 نوفمبر 2022).
والجدير بالذكر أن ظروف وفاتها مثيرة للريبة. ويبدو أن نظام الملالي أطلق سراحها لقتلها خارج السجن.

الاغتصاب في السجون
أبلغنا في الشهر الماضي عن أن رجال الأمن المتنكرون في ملابس مدنية يتحرشون جنسيًا بالمتظاهرات في الشوارع. وتوجد تقارير وأدلة في هذا الشهر عن التحرش الجنسي في السجون.
إن الاغتصاب والتحرش الجنسي بالسجناء نساءً ورجالا يُعد من أساليب نظام الملالي لسحق السجناء المقاومين؛ اعتبارًا من عقد الثمانينيات حتى الآن. ويقوم الملالي في الوقت الراهن بممارسة هذا العمل القبيح مع الشبان والشابات الذين يحتجون في الشوارع اعتبارًا من شهر سبتمبر حتى الآن. وتجدر الإشارة إلى أن اللجوء إلى الاغتصاب والتحرش الجنسي بالمحتجَّات السجينات على وجه الخصوص انتشر على نطاق واسع لدرجة أن وسائل الإعلام الأجنبية أيضًا تثير هذه القضية.
فعلى سبيل المثال، أكدت قناة “سي إن إن” المتلفزة عدة تقارير عن العنف الجنسي ضد المتظاهرين. وتسبَّبت إحدى هذه الحالات على أقل تقدير عن إحداث إصابة خطيرة، وتتمثل الحالة الأخرى في اغتصاب صبي قاصر. وقالت المصادر التي تحدثت مع الضحايا؛ لقناة” سي إن إن” المتلفزة أنه يتم في بعض الحالات تصوير مقاطع فيديو للاغتصاب الجنسي، ويستغلونها في إجبار المحتجين على التزام الصمت.
وتجدر الإشارة إلى أن آرميتا عباسي، البالغة من العمر 20 عامًا؛ تعرضت في السجن للاغتصاب الجماعي عدة مرات، ونُقلت إلى المستشفى، في 17 أكتوبر 2022. وحُلق شعرها وكانت ترتجف بشدة. وكان الطاقم الطبي يظن أنها مصابة بالسرطان، بيد أنه اكتُشف لاحقًا أنها كانت تنزف من شرجها؛ بسبب الاغتصاب المتكرر.
وأبلغ الطاقم الطبي في المستشفى عن حالة أرميتا. وأمر رجال الأمن المتنكرون في ملابس مدنية الطبيب بأن يكتب تقريرًا يفيد بأنها تعرضت للاغتصاب قبل اعتقالها. وأكد ما لا يقل عن 4 أو 5 أطباء أنها تعرضت للاغتصاب في المعتقل. ومنعت الشرطة الموظفين من التحدث مع أرميتا. وأخرجت قوات الأمن آرميتا عباسي من المستشفى عبر الباب الخلفي، قبل وصول عائلتها لزيارتها.
المعركة مستمرة
يناضل الشباب والشابات الإيرانيون ضد نظام الملالي المتعطش للدماء؛ بأكبر قدر ممكن من الشجاعة، على الرغم من كل هذه الجرائم. إذ أنهم يقاتلون بيقظة، ويعلمون جيدًا حجم المخاطر التي سيتعرضون لها في الشوارع والسجون. ومع ذلك، نجدهم قد عقدوا العزم على دفع الثمن والإطاحة بنظام الملالي المجرم مهما كان الثمن.
إنهم يعلمون علم اليقين أن التضحية بالنفس والوحدة والتنظيم هم مفتاح انتصارهم ونيل حريتهم. ويتطلع الشباب والنساء الإيرانيون إلى أن يقف العالم بجانبهم، ويمتنع عن تقديم المساعدات للنظام الحاكم في إيران. إنهم يريدون أن يعترف العالم رسميًا بحقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد مثل هذا النظام الوحشي، وأن يرهن كل العلاقات مع الملالي بالكف عن انتهاكات حقوق الإنسان.
اطردوا نظام الملالي من مؤسسات الأمم المتحدة
إن نظام الملالي لا يمثل الشعب الإيراني. حيث أن النظام القاتل للأطفال الذي يتعامل مع النساء والأطفال والشباب بهذه الدرجة من الوحشية غير مؤهل ليكون عضوًا في مؤسسات الأمم المتحدة. لذا، ينبغي على الفور إنهاء عضوية نظام الملالي في لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة.
والجدير بالذكر أن لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اعترضت في 23 أبريل 2021، على عضوية نظام الملالي في لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة، ووصفتها بأنها إجراء يتنافى وحقوق المرأة وحقوق الإنسان.
وقالت لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: “إن عضوية هذا النظام الفاشي في لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة تُعتبر إهانة للمرأة الإيرانية التي تصارع هذا النظام القروسطي لأكثر من 4 عقود للحصول على حقوقها المشروعة”.
وطالبت السيدة مريم رجوي؛ رئيسة الجمهورية المنتخبة من قِبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الأمم المتحدة مرة أخرى، في 1 ديسمبر 2022، بطرد نظام الملالي المناهض للمرأة؛ بسبب كثرة جرائمه ضد المرأة اعتبارًا من عام 1979 حتى الانتفاضة الوطنية التي اندلعت في إيران خلال الأشهر الأخيرة.
وأكدت السيدة رجوي مرة أخرى أن نظام الملالي عدو للمرأة الإيرانية وعدو للإنسانية، ويجب أن يُطرد من كل مقعد ومنصب دولي يشغله باسم إيران.