قوانين نظام الملالي المناهضة للمرأة تؤدي إلى الزيادة الكارثية لجرائم الشرف في إيران

قوانين نظام الملالي المناهضة للمرأة تؤدي إلى الزيادة الكارثية لجرائم الشرف في إيران

لا يمر أسبوع واحد دون أن نسمع خبرًا عن ارتكاب جريمة قتل للنساء والفتيات دفاعًا عن الشرف. وعدم تجريم هذا النوع من جرائم القتل هو السبب الرئيسي في الزيادة الكارثية لجرائم الشرف في إيران.

ويعتبر العنف ضد المرأة من أكثر أوجه انتهاكات حقوق الإنسان في العالم بروزًا.

وأفادت صحيفة “شرق” الحكومية، في تقريرها، في عام 2019، أن جرائم الشرف تتراوح سنويًا في إيران ما بين 375 إلى 450 جريمة. وتزداد جرائم الشرف في بعض المحافظات، من قبيل خوزستان، وكردستان، وإيلام وسيستان وبلوشستان مقارنة بالمحافظات الأخرى.

والغريب في الأمر هو أن قوانين النظام الإيراني المتعلقة بمعاقبة القتلة تعتبر قوانين ضعيفة، ونظرًا لأن هذه القوانين المتخلفة تعتبر الأب صاحب دم نجله، فإنها لا تصدر العقوبة المناسبة على الآباء القتلة، في كثير من الحالات. وبهذه الطريقة، فإن هذه القوانين تسمح للآباء بقتل الأبناء، كما شهدنا في قتل رومينا أشرفي في يونيو 2020.

كما أن الشرطة والجهات القضائية في إيران يتقاعسون عن أداء واجبهم، ويُكتفى بإيقاف ضباط الشرطة أمام باب المنزل دون أن يحركوا ساكنًا. حيث أنه لا يُسمح لضباط الشرطة بدخول المنزل عندما يتم الإبلاغ عن حالة من حالات العنف المنزلي، وذلك استنادًا إلى ما تنص عليه قوانين نظام الملالي.

وفيما يلي بعض الأمثلة المروعة لجرائم الشرف التي تم تصويرها خلال السنوات الأخيرة.

الزيادة الكارثية لجرائم الشرف تحت ذريعة “الخلافات العائلية”

يعتقد بعض نشطاء حقوق المرأة في إيران أنه يتم تبرير جرائم الشرف في إيران رسميًا بعبارة “الخلافات العائلية“.

وشكك ”رضوان مقدم“، الذي انهمك في توثيق جرائم الشرف في إيران على مدى السنوت الـ 10 الماضية؛ في صحة هذا التبرير، حيث قال: إن الجرائم التي تُرتكب تحت مسمى “الخلافات العائلية “هي غطاء لـ “جرائم الشرف”. لأن الهدف هو التستر … إلخ. إذ أنه ما هو وجه الاختلاف العائلي الذي يمكن أن يكون بين أب وفتاة تبلغ من العمر 13 عامًا؟ أو بين أخ وفتاة تبلغ من العر ما يتراواح بين 13 إلى 14 عامًا، أو بين أخ يبلغ من العمر 20 عامًا وأخت تبلغ من العمر 27 عامًا؟ بينما نرى وراء كواليس هذه الجرائم سبب آخر خفي.

فعلى سبيل المثال، نجد أن بعض العائلات تعتبر طلب الطلاق وصمة عار، وتتجه نحو القتل للحفاظ على الهيبة. فقد صادفنا العديد من الحالات التي تقدمت فيها المرأة بطلب الطلاق، وعندما عادت إلى منزل والدها، قُتلت على أيدي شقيقها ووالدها، ويُقال إن السبب يرجع إلى “خلافات عائلية” … إلخ.

أو عندما يقتل شخص خطيبته بسبب رفضها لأمرٍ ما؛ نظرًا لأن القاتل يعتبر نفسه مالكًا لجسد المرأة، وليس لديه استعداد لقبول الرفض من جانبها، ويعتبر رفضها إهانة له وانتقاصًا لسمعته. حيث أن جذور جرائم الشرف تعود إلى إحساس الرجل بتملك جسد المرأة وحياتها. وأرى أن أي جريمة قتل من هذا النوع نابعة من هذا الشعور بالتملك مرتبطة بجرائم الشرف”.

إن السبب الرئيسي لهذا الإحصاء المروع لجرائم الشرف في إيران يعود إلى مناهضة المرأة والثقافة الذكورية المؤسسة في القوانين والمجتمع الإيراني.

وعلى الرغم من نوعية آلة القتل التي يستخدمها الأب أو الأخ أو الزوج سواء كانت سكينًا أو منجلًا أو أية آلة أخرى، إلا أن هذا النوع من جرائم القتل متجذر في وجهة النظر القروسطية للحاكم في إيران، والتي تعتبر المرأة في جميع القوانين مواطنة من الدرجة الثانية وكائنًا مملوكًا للرجل.

الزيادة الكارثية لجرائم الشرف في إيران

Exit mobile version