الأرامل الإيرانيات عددهن 6 ملايين محرومات من حقوقهن الإنسانية الأساسية

الأرامل الإيرانيات

إن غالبية الأرامل الإيرانيات من أمهات معذبات يسعين إلى إثبات ذاتهن في ظل أسماء أزواجهن.

ويقول الأمين العام للأمم المتحدة: «في المجتمعات التي لا يُنظر فيها إلى المرأة وتنال احترامها إلا عندما تتزوج، غالبًا ما يتم تجاهل الأرامل أو وصمهن بالعار، ومن ثم تم تحديد يوم 23 يونيو باليوم العالمي للأرامل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة هذا اليوم العالمي في عام 2020 : “إن موت شريك الحياة من شأنه أن يحرم العديد من النساء من حقوقهن في الميراث أو التمكن في أي وقت “.

والجدير بالذكر أن تفشي وباء كورونا عرَّض هذه الفئة من النساء لمزيد من الخطر في إعالة أنفسهن وعائلاتهن. ومن المؤكد أن هذه المشاكل تضاعفت أضعافًا مضاعفة بالنسبة للأرامل الإيرانيات تحت وطأة حكم نظام الملالي المناهض للمرأة.

وتشمل البرامج التي أدرجت ضمن أهداف الأمم المتحدة إنهاء القوانين التمييزية التي تحرم المرأة من المساواة في الحقوق مع الرجل، وضمان توفير الحماية الاجتماعية حتى لا تعاني المرأة من اللامساواة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضمان اعتبار الأرامل وحمايتهن لم ولن يدرج على الإطلاق في خطط نظام الملالي المناهض للمرأة.

البطالة مشكلة كبيرة للأرامل الإيرانيات

يقول بعض الخبراء، إن أحد أهم أسباب مشاكل الأرامل وأبرزها هو عدم استقلالهن ماليًا وعدم كفاية أجورهن ورواتبهن لإدارة شؤون حياتهن. ويعتبر عدم الحصول على الوظيفة المناسبة من أكبر المشاكل التي تواجه هؤلاء النساء. وتُجبر الأرامل تحت وطأة هذه الظروف على العمل بأجور أقل من أجورهن الحقيقية أو العمل كعبيد في الورش. ولا يُحلن هؤلاء النساء شكواهن إلى أي جهة خوفًا من تسريحهن من العمل. وعلاوة على ذلك، لا فرق في أن يراجعن أي جهة من عدمه، نظرًا لأن النساء من حيث المبدأ محرومات من حقوقهن الأساسية تحت وطأة حكم نظام ولاية الفقيه المناهض للمرأة.

والجدير بالذكر أن المطلقات يعانين من أضرار كثيرة مقارنة بالرجال، لدرجة أنهن لا يمكنهن العمل بأريحية وسهولة في بيئة كما اعتدن عليه في فترة الزواج. فعلى سبيل المثال، يعرض عليهن بعض الأفراد الذين يعرفونهن الصداقة أو الزواج المؤقت بهدف سوء استخدام هؤلاء النساء.      

إحصاءات غير شفافة حول عدد الأرامل الإيرانيات

يفيد تقرير مركز الإحصاء الإيراني أن هناك حوالي 5,100,000 أرملة أو مطلقة في إيران. (صحيفة “جهان صنعت” الحكومية، 21 سبتمبر 2020).

وذكرت صحيفة “شرق” الحكومية، في وقت سابق، وتحديدًا في 4 يوليو 2011 أن هذا العدد يصل إلى 6 ملايين امرأة. 

ويفتقر هذا الإحصاء المتناقض إلى الشفافية، مثله في ذلك مثل غيره من الإحصاءات المتعلقة بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في إيران. مما يعني أن العدد الدقيق للأرامل في إيران لم يحدد بعد.

وعلى الرغم من ذلك، تشير الإحصاءات المتناثرة المنشورة في وسائل إعلام نظام الملالي إلى كارثة أكبر.

وأشارت معصومة آقابورعليشاهي، إحدى النساء العضوات في مجلس شوري الملالي، في يونيو 2018 إلى أن هناك 24,000 طفلة أرملة دون سن الـ 18. (وكالة “ركنا” الحكومية للأنباء، 28 مايو 2018).

كما كشفت شهربانو إمامي، عضوة مجلس مدينة طهران، في عام 2017 عن أن عدد الفتيات الأرامل دون سن الـ 15 يصل إلى 15,000 أرملة. (وكالة “إيلنا” الحكومية للأنباء، 8 مارس 2018).

مشاكل الأرامل الإيرانيات

تعاني الأرامل الإيرانيات من العديد من الأمراض الجسدية والنفسية بسبب تحملهن متعاعب الحياة، ومن بينها اضطرابات القلب ومرض السكري والصداع المزمن الناتج عن التوتر الحاد، وما إلى ذلك.

 والجدير بالذكر أننا نشهد من ناحية أخرى، زيادة في الأضرار الاجتماعية مثل العمل بالبسطية والتسول، وما إلى ذلك، وتحديدًا بين هذه الفئة من النساء، أي الأرامل الإيرانيات، وذلك نتيجة لارتفاع معدل الطلاق وانخفاض سن الطلاق بين النساء في إيران، فضلًا عن ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف المعيشة ومشاكل البطالة. (موقع “عصر إيران” الحكومي، 22 يونيو 2020).

والحقيقة المؤكدة هي أن توفير التسهيلات لتوظيف المرأة وإزالة العوائق في طريق مشاركتها اجتماعيًا وسياسيًا لم ولن يكن هدفًا لهذا النظام الفاشي على الإطلاق، بل إنه يروج في دعايته غير المسؤولة إلى سياسة الزواج المبكر والإنجاب.

والجدير بالذكر أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأرامل الإيرانيات هي إزالة جوهر القضية من بلادنا الحبيبة إيران المترامية الأطراف ذات الثقافة العريقة، ألا وهو نظام الملالي المناهض للمرأة. 

Exit mobile version