النظام الإيراني هو السبب الرئيسي في ارتفاع معدل حالات الانتحار بين النساء والشباب

النظام الإيراني هو السبب الرئيسي في ارتفاع معدل حالات الانتحار بين النساء والشباب

السبب الرئيسي في انتحار الفتيات في إيران هو الزواج القسري

نحن نواجه ارتفاع معدل حالات الانتحار في إيران الرازحة تحت حكم الملالي، وحصار الأزمات الاقتصادية والسياسية، والانتحار هنا ظاهرة اجتماعية متفشية. والجدير بالذكر أن المواطنين يلجأون إلى الانتحار عندما تنقطع كل علاقاتهم الاجتماعية بالمجتمع. فقطع العلاقة والتضامن مع المجتمع هو سبب الانتحار. لذلك، فإن جميع المواطنين، وتحديدًا النساء عندما يقبلون على الانتحار، فإن هذا يعني أن المجتمع لم يعد به أي أمل لمواصلة الحياة. فالأفراد في هذا المجتمع يشعرون بالوحدة والتشرد. وتتزايد الأسباب التي تؤدي إلى انقطاع الأفراد عن المجتمع واللجوء إلى الانتحار؛ يومًا بعد يوم.

انعدام الثقة في المسؤولين هو السبب الرئيسي للانتحار

اعتبر أمان الله قرابي مقدم، عالم الاجتماع والأستاذ الجامعي، في مقابلة حول ارتفاع معدل حالات الانتحار في إيران؛ أن أحد الأسباب الرئيسية للانتحار في المجتمع هو انعدام ثقة المواطنين في المسؤولين، وقال: ” إن المناخ فی المجتمع يدفع المواطنين إلى الانتحار. فالحزن يخيم بظلاله على كل مكان في البلاد، وفي الملبس والموسيقي التي يبثونها. والمجتمع يواجه مشاكل جمَّه فهي ليست مشكلة واحدة أو اثنين. والبطالة وما أدراك ما البطالة، حيث نجد 30 في المائة من الخريجين في البلاد عاطلين عن العمل، كما أن الخريجين لا يعملون في تخصصاتهم، وغابت السعادة والأمل من المجتمع”. 

ووجه قرابي في جزء آخر كلمة للسلطات الحاكمة، قال فيها: ” يشجعون المواطنين على الإنجاب، ولسنوات عديدة نطالب الفتيات بتغطية شعرهن، فهل أصبحن متدينات؟ إن الهيكل الاجتماعي في إيران هيكل مريض. فعندما تريدون العودة بالمجتمع إلى ما كان عليه منذ 100 عام، يكون تحقيق هذا الأمر من رابع المستحيلات. فالشاب اليوم يرى ويسمع ويقرأ، والعالم تحت يديه من خلال الكمبيوتر”.

ارتفاع معدلات الانتحار في بعض المحافظات

إن معدل حالات الانتحار في المحافظات الثلاث : كردستان وكرمانشاه وإيلام مرتفع مقارنة بالمحافظات الأخرى. ويعتبر الزواج القسري أحد الأسباب الرئيسية في الانتحار في هذه المحافظات. كما أن الزواج المبكر للقاصرات سبب رئيسي في الانتحار.

وقال أحد أعضاء مجلس مدينة ديشموك: “أقدم 60 شخصًا في السنوات الـ 3 أو الـ 4 الأخيرة، على الانتحار أغلبهم من النساء”. (وكالة “إيلنا” للأنباء، 14 فبراير 2021).

انتحار الفتيات بسبب الزواج القسري

كمثال صغير على ذلك، نذكر أنه تم تسجيل زواج 37 فتاة دون سن الـ 15 في مدينة خدا آفرين فقط؛ في محافظة أذربيجان الشرقية خلال 10 أشهر في عام 2020. (وكالة “ركنا” للأنباء، 19 فبراير 2021).

وتنطوي العديد من الزيجات المبكرة على أضرار فادحة. وبالإضافة إلى بعض الأضرار، من قبيل التسرب من الدراسة والطلاق تقبل هؤلاء الفتيات في كثير من الحالات على الانتحار.

ولا شك في أنه ينبغي دائمًا ألا يغيب عن البال أن المؤسسات الحكومية تقلل من الإحصاءات الرسمية إلى حد كبير.

وفيما يلي بعض الأمثلة المؤسفة على حالات الانتحار في إيران:

• أقبلت آناهيتا شهيدي وهي فتاة تبلع من العمر 18 عامًا، من أهالي دهستان سبيدار التابعة لمدينة بوير أحمد، والمقيمة في مدينة ياسوج، في 23 يناير 2021؛ على الانتحار شنقًا بسبب معارضتها للزواج القسري وفارقت الحياة. وكانت عائلة آناهيتا تسعى إلى إجبارها على الزواج من ابن عمها. وأقبلت على الانتحار عندما كانت بمفردها في المنزل.

• أقدمت سحر فاخري، البالغة من العمر 20 عامًا، في مدينة بويرأحمد الواقعة في محافظة كهيلوية و بويرأحمد؛ على الانتحار ببندقية صيد، في 18 مارس 2021، بسبب معارضتها للزواج القسري، وفارقت الحياة.

• وفي أحدث حالة من حالات الانتحار، انتحرت فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، في مدينة تايباد الواقعة في محافظة خراسان رضوي. وكانت هذه الفتاة البالغة من العمر 15 عامًا ضحية لزواج القاصرات. وأعلن جواد آفريدون، مسؤول العلاقات العامة فی شبکة الصحة والعلاج في هذه المدينة، أن هذه الفتاة البالغة من العمر 15 عامًا كانت قد تزوجت حديثًا وانتحرت بتناول حبوب فوسفيد الألومنيوم السامة. (وكالة “إيسنا” للأنباء، 24 مارس 2021).

ارتفاع معدل حالات الانتحار خلال عام واحد

أعلن مسؤول حكومي في مصلحة الطب الشرعي، عن ارتفاع نسبة الانتحار في الفترة الممتدة من أواخر مارس 2020 حتى نهاية الثلث الثاني من شهر نوفمبر 2020 بمقدار 4,2 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. (صحيفة “اعتماد” الحكومية، 20 يناير 2021).

وكتبت صحيفة “اعتماد” الحكومية، في إشارتها إلى البطالة وارتفاع الأسعار والضغط الاقتصادي الشديد كأسباب في زيادة حالات الانتحار؛ عن الإحصاء الحقيقي للانتحار، قائلة:”وفقًا لإعلان الأطباء النفسيين، يجب أن نرفع العدد الصافي لضحايا الانتحار بما لا يقل عن 20 أو 30 في المائة لنصل إلى العدد الحقيقي لحالات الانتحار لكي ندرك مدى تفاقم شدة الاكتئاب غير المعالج في المجتمع الإيراني “. (صحيفة “اعتماد” الحكومية، 20 يناير 2021).

بعد انتحار الطلاب بسبب الفقر وعدم القدرة على الوصول إلى التعليم عبر الإنترنت واقتناء الهواتف المحمولة، منع مكتب الإرشاد في رامهرمز نشر أي أخبار عن حالات الانتحار تلبية لأمر المحافظ. (محافظة مدينة رامهرمز بناءً على الوثيقة المكتوبة بتاريخ 9 نوفمبر 2020). 

انتحرت طالبتان في 25 يناير 2021، في دزفول بتناول حبوب فوسفيد الألومنيوم السامة، وفارقتا الحياة.

أقدمت فتاتان في كركان على الانتحار في 26 يناير 2021، بإلقاء نفسيهما من فوق مجسر المشاة وأصيبتا إصابات بالغة. (وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء، 26 يناير 2021).

انتحرت فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا شنقًا في 8 فبراير 2021، تُدعى بينا، في قرية ده قاضي التابعة لمركز ديشموك. (وكالة “إيلنا” الحكومية للأنباء، 14 فبراير 2021).

السبب الرئيسي في ارتفاع معدل حالات الانتحار

إن السبب الرئيسي وراء الأسباب الأخرى للانتحار في إيران هو الحكم الديكتاتوري للملالي وغياب الحرية، وتحديدًا بالنسبة للنساء.

وبموجب اعتراف إحدى الصحف الحكومية، فإن جزءًا صغيرًا من الاحتجاجات الاجتماعية في البلاد مصحوب بالعنف، وتشهد البلاد سلسلة من حالات الانتحار، ومن الممكن أن يتسبب معظمها في اندلاع انتفاضات في القريب العاجل على غرار انتفاضة عامي 2018 و 2019 وتنتشر في جميع أنحاء البلاد على نطاق أوسع مصحوبة بتصاعد أعمال العنف”. (صحيفة “جهان صنعت” الحكومية، 13 يونيو2020).

وما هو أبعد من كل هذا القدر من الإحباط وانعدام الثقة في حكم الملالي المناهض للمرأة، هو توقع نظام الملالي لاندلاع احتجاجات على غرار ما حدث في عامي 2018 و 2019. وهي حقيقة تبعث على الأمل لدى أبناء الوطن، وتعني لنظام الملالي الهلاك إلى الأبد.

Exit mobile version