أُطلق سراح كاتبة القصة والمحررة سبيده رشنو، مؤقتا من السجن في 30 أغسطس 2022 بعد حوالي شهر ونصف بدفع كفالة قدرها 800 مليون تومان، وقد نُشِر خبر إطلاق سراح هذا الرواوئية الشابة من سجن إيفين في الفضاء الإلكتروني بواسطة شقيقها.
وكانت قد تلقت تحذيرا في 16 يوليو 2022 على متن حافلة بي آر تي على يد إحدى نساء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب طريقة ارتداء الملابس، ولم تسكت إزاء هذا الإمتهان والتحذير من لدن تلك المرأة ما أدى إلى نزاع لفظي، فهاجمتها المرأة “البسيجية”التابعة للنظام، وقام الناس الذين شاهدوا هذا المشهد بإخراجها من حافلة النقل السريع إلى الخارج.
وبعد هذا النزاع أُعتُقِلت في 18 يوليو من قبل عناصر أمن النظام وتعرضت للإستجواب تحت التعذيب.

كيفية اعتقال سبيده رشنو؟
نُشر في 22 يوليو 2022 على الفضاء الإفتراضي مقطع فيديو لشجار عدة نساء في إحدى حافلات بي آر تي بطهران، ويظهر في مقطع الفيديوهذه سيدة محجبة اسمها ”رايحه ربيعي“ تدخل في شجار مع سبيده رشنو بحجة تذكيرها بالحجاب الإجباري، وعندما أدرك الأشخاص الذين كانوا هناك أن هذه المرأة كانت تصور للتعرف على المتظاهرين تشاجروا معها وأخرجوها من الحافلة، وقد هددت هذه المرأة بتسليم مقطع فيديو سبيده رشنو إلى الحرس.
بعد تلقي عناصر الحرس مقطع فيديو وصور سبيده رشنو من هذه المرأة البسيجية أقدموا على إعتقالها، وانعكس خبر اعتقال سبيده رشنو البالغة من العمر 28 عاما على نطاق واسع في الفضاء الإفتراضي وخاصة عدم وجود معلومات حول مكان احتجاز هذه المرأة المعارضة للحجاب الإجباري.
حتى جاء يوم 31 يوليو 2022 حيث كان التلفزيون الحكومي يبث مقابلتها وينقل إعترافها بالإكراه، وفي هذا الفيديو كانت الكدمات حول أعين سبيده كدليل على التعذيب لانتزاع اعترافات قسرية، وقد أجبروها في هذا الفيديو على الإعتذار لتلك المرأة المحجبة رايحه ربيعي التي تحرشت بها وضربتها، وان تطلب منها العفو وبراءة الذمة!
كتبت ناشطة مدنية بعد اعتقال سبيده رشنو: “عندما تصعد إلى الحافلة في حرارة 40 درجة، وفوق المشكلة من السراويل والقمصان والمعاطف والأوشحة، ينزلق الوشاح من رأسك، ويأتيك أحدهم ليحذرك، ويعضك ثم انت من سيتم إعتقاله.”
وكتب صحفي آخر: “ألقي القبض على امرأة دافعت عن نفسها في مواجهة متحرش متسلل، ويوما ما سينفجر هذا التراكم.”

تعذيب سبيده رشنو
سبيده رشنو طالبة تبلغ من العمر 28 عاما من أهالي خرم آباد ومقيمة في أحد منام الطلاب بطهران، وبعد هذا الاعتقال نُقِلَت إلى الزنزانة الانفرادية في العنبر 2 أ بسجن إيفين وقد تعرضت للإستجواب، وحُرِمت السيدة رشنو من الحقوق البسيطة للمتهم ومن بينها الإتصال بأسرتها وحق الإتصال بمحام، والاعتراف التلفزيوني الذي تم عرضه قد أُنتزع منها بالتهديد والترهيب من قبل المحققين.
وفي تاريخ 5 أغسطس 2022 تم نقل سبيده رشنو إلى مستشفى طالقاني في طهران، وقال مصدر مطلع بخصوص نقلها إلى المستشفى: “تم نقل سبيده رشنو إلى مستشفى طالقاني بطهران مع عدد كبير من العناصر الليلية خوفا من أن يتم تصويرها بسبب خطر النزيف الداخلي الناجم عن ضربة شديدة من ناحية منطقة المعدة.”
ورأى شهود مشهد نقل السيدة رشنو إلى المستشفى وهي في حال ضعف شديد وتتحرك بصعوبة، وكذلك كانت عاني من انخفاض في ضغط الدم.
لم يسمح عناصر الأمن الحاضرين لـ سبيده رشنو بالتحدث إلى الآخرين، ولم يتركوها بمفردها حتى أثناء فحص الطبيب، وهو جزء من خصوصية وحرمة المريض والطبيب، وقد أعادها العناصر المكلفون بها إلى مركز إحتجازها في تلك الليلة.
خلال الوقت الذي تم فيه دخول سبيده رشنو إلى قسم طوارىء مستشفى طالقاني للمعالجة، أصبح جو هذا القسم أمنيا للغاية، ولم يسمحوا حتى لأعضاء قسم الطوارئ باستخدام الهواتف المحمولة.

بث الإعتراف القسري لسبيده رشنو على التلفزيون الحكومي
وفي تاريخ 31 يوليو 2022 نُشِرَ مقطع فيديو الإعترافات القسرية لـ سبيده رشنو من قبل وكالة أنباء للإذاعة والتلفزيون الحكومية، وفي تاريخ 20 أغسطس عنونت وكالة أنباء السلطة القضائية الإتهامات الموجهة إليها على أنها تنشط بالدعاية ضد النظام حملة وتشجع على الفساد والدعارة.
اشارت ”ليلا حسين زاده“ وهي سجينة سياسية وناشطة طلابية في سلسلة تغريدات حول اعتقال وحالة سبيده رشنو وكتبت أنها عانت من ظروف مماثلة لها في السجن، وبعد نشرها لهذه التدوينات على موقع تويتر تم اعتقالها بالضرب والشتم على يد عشرة عناصر في طهران، ثم نُقِلت بعدها إلى معتقل شيراز، وخرج حساب ليلا حسين زاده على تويتر عن الخدمة.