الوضع المروّع في سجن عادلآباد: أزمة حقوق الإنسان في إيران
سجن عادلآباد، الواقع في مدينة شيراز جنوب إيران، مشهور بانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان. هذا السجن المخيف يُعدّ مكان احتجاز للسجناء السياسيين والعقائديين والعاديين، وظروفه تعكس تجاهلًا منهجيًا للكرامة الإنسانية. تقارير السجناء المفرج عنهم تكشف عن سوء معاملة لا إنسانية، وتعذيب وظروف معيشية شديدة السوء، خاصة في عنبر النساء. هذه التقارير تقدّم صورة واضحة عن الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الحاكم.
عنبر النساء: صورة مصغرة للظلم
يتكون عنبر النساء في سجن عادلآباد من ثماني غرف، تُخصص إحداها للسجينات السياسيات والمحتجزات بسبب قضايا مالية، وهي مفصولة عن الغرف الأخرى. حاليًا، تُحتجز ثلاث سجنيات سياسيات وهنّ: هدى مهركان، ومريم دريسي، وحكيمة هنرمند في هذا الجناح تحت ظروف قاسية ومهينة:
- هدى مهركان: اعتقلت مع والدها محمد علي مهركان، وقضت 40 إلى 50 يومًا في الحبس الانفرادي.
- حكيمة هنرمند: سجينة سياسية من الثمانينيات، تعرضت لسنوات من السجن والضغوط الأمنية، واعتُقلت مع ابنها.
- مريم دريسي: طالبة ماجستير من مدينة كازرون جنوب غربي إيران، اعتقلت خلال الاحتجاجات الوطنية عام 2022.
الاكتظاظ في هذا الجناح بلغ حدًا يجعل السجينات مضطرات للنوم “بطريقة الكتاب” (قريبات من بعضهن البعض دون مساحة كافية) على أرضية باردة خالية من أي وسائل تدفئة. كما أن سوء الظروف الصحية أدى إلى انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من الحمامات ودورات المياه الموجودة داخل الغرف، مما يلوث هواء الغرف. ويزيد غياب وسائل التدفئة في فصل الشتاء من صعوبة تحمل هذه الظروف القاسية.أزمة الصحة والنظافة

أزمة الصحة والنظافة
تواجه السجينات في عنبر النساء تحديات صحية خطيرة بسبب الظروف غير الصحية والرعاية الطبية غير الكافية. تنتشر الأمراض الجلدية على نطاق واسع، ويعزز الاكتظاظ انتشار الأمراض بسرعة. يتم إعطاء السجينات المدمنات على المخدرات مهدئات بدلًا من علاج مناسب، مما يؤدي إلى إهمال احتياجاتهن الصحية. هذا الإهمال يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية لجميع السجينات، مما يزيد من معاناتهن.
التاريخي لسجن عادلآباد
بُني سجن عادلآباد خلال عهد الشاه، وأصبح رمزًا لسياسات النظام الإيراني القمعية على مدى العقود الماضية. وقد كان باستمرار مركزًا لاحتجاز المعارضين السياسيين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والنساء المحتجات.
خلال الثمانينيات، كان السجن سيئ السمعة بسبب التعذيب الوحشي وإعدام السجناء السياسيين. شهد الناجون من تلك الفترة على أساليب مروعة خلفت العديد من الآثار الجسدية والنفسية الدائمة. تسلط هذه الفظائع التاريخية الضوء على تجاهل النظام المستمر لحقوق الإنسان الأساسية.

سياسة القمع المنهجية
أوضاع سجن عادلآباد، خاصة في عنبر النساء، تعدّ رمزًا لسياسة القمع المنهجية للنظام الحاكم. إن غياب الحد الأدنى من المرافق الأساسية مثل الراحة، والنظافة، والرعاية الصحية، إلى جانب التعذيب الجسدي والنفسي، هو نهج واضح لتدمير روح السجناء. وقد أدانت هذه الأوضاع مرارًا من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية، لكن النظام الحاكم لا يزال مستمرًا في انتهاكاته الواسعة لحقوق الإنسان.
الأوضاع اللا إنسانية في عنبر النساء بسجن عادلآباد تُعدّ جزءًا من صورة أكبر لأزمة حقوق الإنسان في إيران.
يواجه السجناء السياسيون والعاديون في هذا السجن ضغوطًا مضاعفة، سواء بسبب القيود الجسدية أو بسبب حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن يتخذوا موقفًا حازمًا تجاه هذه الأوضاع، وأن ينقلوا صوت هؤلاء السجناء إلى العالم. إن السكوت تجاه هذه الظلمة لا يؤدي إلا إلى استمرار دورة القمع وانتهاك حقوق الإنسان.
يعدّ سجن عادلآباد، كرمز للقمع وانتهاك حقوق الإنسان، بحاجة إلى اهتمام دولي عاجل.