وضع السجينات السياسيات في سجن إيفين: في المصلى، بلا بطانيات أو تدفئة أو مقومات أولية للحياة

وضع السجينات السياسيات في سجن إيفين: في المصلى، بلا بطانيات أو تدفئة أو مقومات أولية للحياة

نُقلت أكثر من ستين سجينة سياسية فجر 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 من سجن قرجك بورامين إلى سجن إيفين، ويُحرمن منذ وصولهن من أبسط الاحتياجات الإنسانية والصحية. بعد دخولهن السجن، وُضعن في الممر السفلي للعنبر السادس وفي المصليات، حيث قضين ليلتهن الأولى على الأرض من دون أسِرّة أو بطانيات أو أي وسيلة للتدفئة. ومع برودة الطقس في بدايات الخريف، أُصيبت عدة سجينات بنزلات برد وأمراض مختلفة.

وقالت إحدى السجينات: «الكثير من النساء يَنمن على الأرض الإسمنتية الباردة، الإضاءة ضعيفة، الهواء خانق، والوصول إلى الماء الساخن شبه مستحيل».

نقل ليلي ومفاجئ

تمّ نقل السجينات بشكل مفاجئ في منتصف الليل، دون أي إشعار مسبق، وسط انتشار أمني كثيف وبمشاركة سيارات عسكرية ومركبات أقفاص. دخل عناصر الأمن إلى سجن قرجك مصحوبين بسيارات إسعاف وآليات عسكرية، وجرى تفتيش السجينات اللواتي كنّ نائمات قبل اقتيادهن داخل المركبات القفصية.

وتَعرّفت عائلات السجينات على مكان وجودهن من خلال اتصالات هاتفية قصيرة، حيث أُبلغن بأنهن نُقلن إلى العنبر السادس في سجن إيفين، وهو عنبر معروف منذ سنوات باحتضان المتهمين السياسيين والعقائديين.

نقل من قرجك إلى سجن إيفين

كانت هؤلاء النساء محتجزات سابقاً في العنبر المعروف بـ«النادي» داخل سجن قرجك بمدينة ورامين، وهو  عنبروصفته السجينات وعائلاتهن بـ«غير الإنساني» بسبب سوء التهوية، ونقص المرافق الصحية، والوضع غير النظيف. كنّ يعشن في سبع غرف ضيقة وممر صغير، وكانت كثيرات يَنمن على الأرض، فيما لم يتجاوز عدد الحمّامات والمراحيض الثلاثة لكل عشرات النساء.

وفي آب/ أغسطس الماضي، تفاقمت الأزمة بعد انقطاع المياه والكهرباء وامتناع الإدارة عن توزيع الطعام، مما أدى إلى أيام من الجوع والظلام. لم يكن هناك طبيب مقيم في العنبر، ولم تُنقل السجينات المريضات إلى العيادة.

صمت السلطات وقلق العائلات

رغم حجم النقل وحساسية الوضع، لم يصدر أي تصريح رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير من قبل إدارة السجون أو السلطة القضائية لتوضيح سبب نقل السجينات السياسيات. وتقول العائلات إنهن لا يملكن حق الزيارة أو إرسال وسائل التدفئة، كما أن الاتصالات الهاتفية تقتصر على بضع دقائق في الأسبوع.

Exit mobile version