من كتاب بقلم هنغامة حاج حسن – الجزء العاشر
في الجزء العاشر من ذكريات سجن هنغامة حاج حسن، المكتوبة في كتاب “وجهًا لوجه مع الوحش”، نتابع ذكرياتها عن ناهيد ايزدخواه وحلمها العجيب.
حلم ناهيد ايزدخواه العجيب
في إحدى الليالي، ضجّت غرفة التحكم الخاصة بحراس السجن علمنا أن سجينة جديدة ستصل، فكنا جميعًا فضوليين لمعرفة هويتها. جاءت فتاتان تحملان شخصًا، لأنها لم تكن قادرة على المشي. كان الناس في الممر يفسحون الطريق لها. أحضروها إلى غرفتنا، وأعطوها مكانًا في زاوية الغرفة حتى لا تتعرض قدماها المتورمتان والمدميتان للأذى.
وكانت قدماها مغطاة بالكدمات حتى أعلى الفخذ، وكان أخمص قدميها مشوهًا من جرح عميق. كانت نحيفة، ذات وجه أسمر وعينين بنيتين كبيرتين وجميلتين، وكان وجهها ينضح بالبراءة. شكرت الفتيات، وكان الجميع يأتون إليها مجموعات للسؤال عن حالها والترحيب بها. كان اسمها ناهيد ايزدخواه.
لاحقًا، عندما أصبحنا أقرب، أخبرتني أنها أخت مسعود ايزدخواه، زوج معصومة عضدانلو. استشهد أخوها مسعود أثناء مقاومته تجاه قوات الحرس، وأصيبت معصومة، التي كانت حاملًا، في فكها ووجهها واعتقلت. نُقلوا جميعًا إلى العنبر 209 وتعرضوا للتعذيب.
تحطمت قدمي ناهيد هناك بضربات الكابل، حتى اضطروا لنقلها إلى المستشفى وإجراء عدة عمليات لها، حيث زرعوا جلدًا من أجزاء أخرى من جسدها بدلاً من الجلد المفقود، وهو أمر لا يُفعل عادة للمحكومين بالإعدام، مما أعطانا أملًا بأنها قد لا تُعدم.
روت ناهيد أن أكثر المشاهد إيلامًا كان عندما أخذوها إلى معصومة. كانت معصومة ملقاة على أرضية الزنزانة، شبه فاقدة للوعي، وفكها محطم، دون أي رعاية طبية أو حتى أدنى مساعدة. كانت رائحة الدم والعدوى تملأ الزنزانة.
ركل المحقق القاسي فك معصومة المجروح بلا رحمة، ولم تستطع سوى إصدار أنين. لم تكن معصومة قادرة حتى على الحركة. كانت ناهيد تبكي وهي تروي هذا، وهزت رأسها، وبكينا معها. في النهاية، أعدموا معصومة البطلة، المجروحة وشبه ميتة، مع طفلها الذي لم يولد بعد.
تضررت قدم ناهيد بشكل غريب بسبب التعذيب. بعد شهر أو أكثر، كان جلد قدميها يتقشر من أعلى الفخذ كالجورب الطويل. لم تكن قادرة على المشي لفترة طويلة، وكانت الفتيات يساعدنها في أعمالها.
في صباح أحد الأيام، استيقظت ناهيد وكانت تبدو سعيدة بشكل غريب. قالت: “أريد الذهاب إلى الحمام”. تفاجأ الجميع، إذ كان الماء باردًا جدًا ولم يكن الحمام دافئًا. لكنها أصرت قائلة: “يجب أن أذهب، أريد أن أغتسل للشهادة.
بالأمس رأيت في المنام أمي تضع يدي في يد أخي مسعود وتسلمني إليه. سأذهب إليه اليوم”. لم يعرف الفتيات ماذا يفعلن أو يقلن. كان مجرد حلم، لكن ناهيد كانت واثقة بشكل عجيب. ذهبت إلى الحمام بالماء البارد، عادت، صلّت، قامت بتوزيع كل ما تملك على الفتيات، وارتدت أفضل ملابسها وانتظرت.
فجأة، وسط ذهول الجميع، نادوا على اسمها واسم فتاة أخرى، شكوه مزيناني، وهي طالبة. قفزت ناهيد بسعادة وقالت: “أرأيتم؟ سأذهب إلى مسعود اليوم!” و… ذهبت. أُعدمت بالرصاص في نفس اليوم.