قتلت حسنیة کلکلی، معلمة بلوچية تبلغ من العمر 41 عامًا وأم لأربعة أطفال، بعد إصابتها البالغة بطلقات نارية أطلقتها شبيحة النظام في مدينة إيرانشهر الواقعة جنوب شرق إيران. وبعد ستة أيام قضتها في غيبوبة في وحدة العناية المركزة بمستشفى خاتم الأنبياء، فارقت الحياة متأثرة بجروحها.
وقع الحادث مساء يوم الخميس، 19 يونيو 2025، بالقرب من دوار مدينة الجيش في إيرانشهر. حيث أطلقت شبيحة النظام، كانت تطارد سيارة من نوع بيجو بارس، النار دون سابق إنذار أو مبرر، مما أدى إلى إصابة حسنیة کلکلی، التي لم تكن لها أي صلة بالحادث، إصابة قاتلة.
تسببت الطلقات في أضرار داخلية بالغة، مما استلزم إجراء عملية جراحية طارئة لاستئصال الكلية والطحال على الفور. وأجريت عملية ثانية للسيطرة على النزيف الداخلي، تضمنت خياطة واسعة في البطن.
قدّر الأطباء مستوى وعيها بدرجة 4 على مقياس غلاسكو للغيبوبة، وهي حالة حرجة تدهورت في النهاية بسبب الإصابة بالعدوى الداخلية وانخفاض ضغط الدم الشديد. وعلى الرغم من خطورة حالتها، لم تتحمل أي جهة أمنية أو قضائية أو حكومية مسؤولية إطلاق النار، ولم تتابع أي منها علاجها أو حالتها.
يقول شهود عيان إن شبيحة النظام فروا من مكان الحادث فور إطلاق النار. وبينما كانت تُنقل إلى المستشفى، غادروا المنطقة دون تقديم أي تفسير. ووفقًا لأقاربها، حذّر الأطباء يوم السبت من أن نجاتها تحتاج إلى معجزة.
وكانت حسنیة کلکلی معلمة مخلصة في مدرسة ”حضرت سليمان“ الابتدائية في قرية ”سوراب“ الفقيرة بالقرب من إيرانشهر. عملت طويلاً بلا كلل لتعليم أطفال المجتمعات البلوچية المحرومة. وكأم عزباء، كانت المعيلة الوحيدة لأطفالها الأربعة.
تُعد قتلها المأساوية رمزًا مؤلمًا للعنف المنهجي، والظلم الهيكلي، وغياب المساءلة الذي يعم إيران، لا سيما في المناطق المهمشة التي تفتقر إلى الرقابة القانونية، والشفافية، وحماية حقوق الإنسان.
إن مثل هذه الفظائع لا تزيد إلا من عزم النساء والشعب الإيراني الشجاع على إسقاط الاستبداد الديني وإقامة الديمقراطية، والعدالة، وسيادة الشعب.