انتشرت الأنباء في الأسابيع الأخيرة أنباء عديدة عن طرد أو تجميد ملفات الطلاب المحتجين، وفصل الأساتذة الجامعيين وإجبارهم على التقاعد وذلك بسبب مرافقتهم الطلاب المحتجين.
في سلسلة من الإجراءات الدفاعية بعد الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد وانتفاضة الشعب الإيراني الوطنية بدأ نظام الملا لي في عملية تسوية وتطهير أساتذة وتجميد الطلاب الذين شاركوا في الانتفاضة أو دعموها.
وكان بعض الأساتذة المفصولين قد شككوا في مصداقية إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام على المتظاهرين وبث الاعترافات القسرية على التلفزيون الحكومي.
التقاعد القسري وفصل الأساتذة
وفي أعقاب استمرار الضغوط الأمنية وإيقاف وفصل الأساتذة الجامعيين تم طرد ما لا يقل عن 11 أستاذا زائرا من جامعة فردوسي في مشهد، وقد نشرت مهشيد جوهري أستاذة الأدب بجامعة فردوسي في مشهد نصا على حسابها على إنستغرام وأعلنت أنه بعد 7 سنوات من التدريس تم تأكيد إنهاء التعاون معها ومع العديد من زملائها.

هذا وقد أعلنت مجالس اتحاد الطلاب بالدولة أن جامعة فردوسي في مشهد قد أنهت التعاون مع 6 أساتذة بكلية الآداب، وثلاثة أساتذة بكلية الحقوق والعلوم السياسية، واثنين من أساتذة كلية الرياضيات والعلوم الإدارية والاقتصادية وذلك بسبب ” مرافقة الطلاب ودعم حقوقهم”.
اُستُدعيت زهرا خشك جان الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع السياسي بجامعة باهنر كرمان إلى لجنة مخالفات أعضاء هيئة التدريس بسبب دعم الإضرابات وعدم عقد الفصول في 5 و 6 و 7 ديسمبر 2022، وتم إيقافها عن التدريس في الجامعة، ومُنعِت من دخول الجامعة، والسيدة خشك جان عضوة في مؤسسة النخبة الوطنية الإيرانية، وحائزة على جائزة الفارابي وعضو في الرابطة العالمية لعلم الاجتماع.

كما وردت أنباء عن بدء تصادمٍ ووجود إقالة لأساتذة الكلية التقنية بجامعة طهران، وتم عقد جلسة اجتماع للنظر في مخالفاتهم، وكان موضوع هذا الاجتماع هو إصدار بيان من طرف أساتذة الكلية التقنية كانوا قد أدانوا فيه الأحداث التي وقعت في 29 أكتوبر 2022 نوفمبر في حرم أمير أباد أي دخول عناصر بالزي المدني إلى داخل الحرم واعتقال والضرب والتنكيل الذي تعرض له الطلاب، والضرر الذي لحق بممتلكات الجامعة.
كما حصل 9 أساتذة في كلية العلوم السياسية بالجامعة الحرة فرع وسط طهران على أمر “تقاعد إجباري” من بينهم ثلاثة سيدات أساتذة، وأشارت بعض المصادر إلى هذا الاستبعاد من الأساتذة قد تم تحت عنوان “التطهير الناعم”. (موقع رويداد 24 الحكومي – 4 فبراير 2023)
طرد وتعليق دراسة طلبة الجامعة
ووفقاً لتقارير المجالس النقابية الطلابية في البلاد أنه حُكِمَ على معصومة مومني وهي طالبة في جامعة الفنون واثنين من الطلاب في جامعة طهران بالمنع المؤقت من التعليم من قبل اللجنة التأديبية، ومعصومة مؤمني طالبة بكالوريوس موسيقى في جامعة الفنون، ويُتهم هؤلاء الطلاب بـ “إحداث اضطرابات وعرقلة أو إحداث خلل في جميع شؤون وبرامج الجامعة، والمشاركة في تجمعات غير قانونية وعدم الإلتزام بالزي الإسلامي”، هذا وقد حُكم بالإضافة إلى ذلك على طالبين من كلية اللغات الأجنبية وآدابها بجامعة طهران بالمنع المؤقت من الدراسة لمدة 6 أشهر.
أصدرت لجنة الانضباط بجامعة بندر عباس للعلوم الطبية أحكاماً تأديبية واسعة ضد الطلاب المحتجين، ووضعت عددا من الطلاب في مجالات الطب والتمريض والذكاء والصحة وطب الطوارئ في هذه الجامعة على قوائم الإيقاف التنفيذي أو المشروط للدراسة، والنفي والترحيل القسري إلى جامعات أخرى.
كما أصدرت اللجنة التأديبية بجامعة زابل في تاريخ 5 فبراير 2023 أحكاماً ضد الطالبة في قسم التمثيل مُجده سعادتي، وشهاب كمالي طالب الهندسة المعمارية، وسارا جهان تيغ طالبة قسم الفيزياء، وسياوش فتاحي طالب الهندسة الزراعية بالطرد من الدراسة لمدة فصلين دراسيين من ومنع استخدام أي وسائل رفاهية، وصدر حتى الآن حكم نهائياً بطرد ما لا يقل عن 16 طالبا من جامعة زابل، ولا تتوفر أية بيانات عن الطلبة الباقيين.
تم استدعاء هؤلاء الطلاب عقبهم السعي لتناول الغداء بطريقة مختلطة في مطعم الجامعة ثم طردوا من الجامعة أو حُرِموا من الدراسة.
تطهير وطرد المعلمين
وبالطبع قد تشمل عمليات التطهير هذه معلمي المدارس الابتدائية والثانوية أيضاً.
من بين الذين شملهم هذا الأمر التعسفي السيدة اعظم سادات جلالي معلمة بالمرحلة الإبتدائية في أراك وقد تم استدعاؤها للهيئة الإبتدائية للنظر في مخالفاتها الإدارية لموظفي التربية التعليم بمحافظة مركزي الواقعة في أراك بسبب قراءة قصة ” الدجاجة الحكيمة والقرد “لطلابها، وتم استدعاؤها بعد ذلك بيوم واحد إلى عهدة وزارة التربية والتعليم وتم استجوابهن، وبالنهاية طُلِبَ منها المُراجعة إلى الإدارة العامة للتعليم بالمحافظة، وبعد امتناع السيدة جلالي عن الحضور في الإدارة المذكورة والعودة إلى المدرسة مُنِعت من حضور الفصل الدراسي من خلال مكالمة هاتفية.
وكانت زينب مولاي راد وهي الدة الطفل ذي الـ 9 سنوات كيان بيرفلك الذي توفي خلال الاحتجاجات في إيذه قد مُنِعت في وقت سابق من التدريس حتى إشعار آخر، وفي يوم 21 فبراير 2023 تم استدعاء زينب مولاي راد إلى الحراسة الأمنية لمدينة إيذه وإبلاغها بأنه لا يحق لها الذهاب إلى مكان عملها حتى إشعار آخر، وتُدرس زينب مولاي راد بمعهد فاطمية في إيذه.