كارثة اجتماعية: تزوج أكثر من 20 ألف فتاة دون سن 15 عاماً في إيران
أعلن مركز الإحصاء التابع للنظام الإيراني ، أن 20 الفاً و648 فتاة دون سن 15عامًا قد تزوجن في إيران خلال 9 أشهر من الربيع إلى خريف عام 2022، ووُلِد في الفترة نفسها 1085 طفلاً لأمهات دون سن 15 عاماً، علما بأن الإحصائيات المقدمة من قبل الحكومية الإيرانية إحصائيات غير شفافة.
وقد كانت آخر مرة نشر فيها مركز الإحصاء إحصائيات حول زواج الأطفال في ربيع عام 2021 كانت بشأن زواج 9753 فتاة دون سن 15 عاماً، ولكن لا تتوفر إحصائيات أخرى عن مجمل العام، وقد أعلن الآن عن إحصائية 9 أشهر معاً لـ سنة 2022.
ووصف محمد رضا محبوب فر وهو باحث في الأضرار الاجتماعية الإحصائيات التي أعلنها مركز الإحصاء الإيراني بأنها “قمةُ جبل جليدٍ لإحصائيات زواج الأطفال”. وأضاف أن عدد الأطفال المتزوجين يزيد من 5 إلى 6 أضعاف الإحصائيات المعلنة. (وكالة الأنباء الحكومية ركنا – 25 يوليو 2021)
وكشف في مقابلة أخرى: “يُسجل في البلاد الآن كل يوم 100 حالة زواج فتاة دون سن 15 عامًا، وتشير التقديرات إلى أنه ستتم بحلول نهاية هذا العام حوالي 40 ألفاً من زيجات الأطفال في البلاد.” (صحيفة أرمان ملي الحكومية – 27 يوليو 2021)
أعلن محمد مهدي تندكويان وكيل وزير الشباب عن زيادة عدد زيجات الأطفال السنوية بسبب زيادة قروض الزواج، وقال: ” لدينا إحصاء متزايد من زيجات القاصرين خاصة الفتيات دون سن 13 عاما في كل عام.” (وكالة الأنباء الحكومية إيلنا – 6 يوليو 2021)
وكان علي كاظمي مستشار الوكيل القانوني للسلطة القضائية قد أعلن في وقت سابق أن “ما بين 500 إلى 600 ألف طفلٍ يتزوجون سنويا، إنهم يتزوجون بشكل رسمي، لكن مشكلتنا الرئيسية هي الأشخاص الذين يتزوجون خارج الإجراءات الرسمية.” (صحيفة انتخاب الحكومية مختارة – 4 مارس 2019).
زواج الأطفال هو عنف ضد النساء
وفقاً لأحكام الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل، فأن الطفل هو الشخص الذي يقل عمره عن 18 عاماً، ويُعرَّف الزواج المبكر أو زواج الأطفال بأنه الزواج الذي لم يبلغ فيه الزوجان أو أحدهما سن 18 عاماً.
زواج الأطفال هو أحد الأمثلة الصارخة على العنف ضد النساء، ومع ذلك يشهد المجتمع الإيراني نموا في زواج الأطفال في ظل سلطة حكم نظام الملالي.
وقالت سيما فردوسي بور وهي أخصائية نفسية وأستاذة جامعية في طهران: زواج الأطفال يعني الاغتصاب ، فعندما يتزوج الرجل بطفلة فإنه بذلك يؤذي تلك الطفلة. (موقع خبر فوري الحكومي – 29 يوليو 2021)
لم تتعامل الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي مع المسار المتزايد لزواج الأطفال، بل وعلى العكس من ذلك فقد شجعته بطريقة ما.
يتم تشجيع التلميذات على أن يتزوجن ويحملن مبكرا، ويبدو أن حكومة رئيسي تحاول دفع الفتيات نحو أهدافهم في خطة الزيادة السكانية بغض النظر عن الآثار وسوء العواقب لمثل هذا الإجراء بدلاً من توفير إمكانيات التعليم والتوظيف والدور الاجتماعي اللائق للأطفال .
زواج الأطفال في إيران ليس قضية ثقافية
أصبحت الفتيات في إيران أكثر البشرية تضرراً تحت سلطة حكم نظام الملالي المعادي للنساء، ولا يقوم الملالي الحاكمون أبدا بالدعوة إلى تعزيز وحماية حقوق هؤلاء الفتيات البريئات.
ومن الضروري التأكيد على أن تنامي زيجات الأطفال في إيران ليس قضية ثقافية لكنها تحولت إلى كارثة اجتماعية بسبب سياسات نظام الملالي، ويرفض نظام الملالي حظر وتجريم زواج الأطفال، ويزيد الفقر الذي هو نتاج نهب النظام للثروة الوطنية من قبل النظام من تأجيج هذه الظاهرة أكثر فأكثر.
تحدثت فاطمة ذو القدر عضوة سابقة في مجلس النظام عن زواج الأطفال في حديث لها وقالت : إن العديد من العائلات قد قررت تزويج أطفالها في مرحلة الطفولة بسبب الفقر الاقتصادي المدقع من أجل التقليل من نفقات الأسرة، ومع الأسف تكون نهاية هذه المأساة زيادة في عدد الأطفال المطلقين، وإن لم تتم بعض حالات الطلاق هذه بشكل قانوني فإنها ستؤدي إلى الهروب من البيت أو الانتحار، وهو الأمر الذي يعقبه أضراراً خطيرة. (موقع خبر فوري الحكومي – 2 أغسطس 2021)