كارثة في بندر عباس: انفجارات مميتة تودي بحياة مئات العمال والنساء والأطفال
يومي السبت والأحد، 26 و27 أبريل، هزت سلسلة من الانفجارات الهائلة مدينة بندر عباس، مخلفة مئات العمال والموظفين بين قتيل وجريح، حيث شكلت النساء نسبة كبيرة من الضحايا.
روايات شهود العيان والتقارير الميدانية ترسم صورة مروعة لحجم الدمار وحالة الطوارئ المتردية:
• في مبنى “سامان كستر”، توفيت 23 من أصل 30 موظفة، بينما تعرضت السبع المتبقيات لبتر أطراف أو إصابات خطيرة في العين.
• اختفت جميع الموظفات الثماني في حاوية موقع عمل.
• قال أحد السكان المحليين إن اثنتين من زميلاتهما أصيبتا في عينيهما، حيث خرجت مقلتا عينيهما من محجريهما.
• يصف الشهود رؤية جثث محترقة وغير قابلة للتعرف. تعرض العديد من الضحايا لحروق شديدة لدرجة استحالة التعرف عليهم.
• لا يزال العديد من الأطفال محاصرين تحت الأنقاض ولم يتم إنقاذهم بعد.
• وصف السكان المحليون الميناء بأنه “جحيم على الأرض”، ويقدرون أن عدد الضحايا الحقيقي يتجاوز بكثير الأرقام الرسمية، وربما يزيد عن 300 قتيل.

تجاوزت المستشفيات في بندر عباس طاقتها الاستيعابية بسبب العدد الهائل من الضحايا، وأفيد أن خدمات الطوارئ تعاني من ضغط بالغ.
ندد أقارب وزملاء الضحايا بصمت السلطات وإغلاق الميناء، مما ترك العائلات في حالة من القلق والحيرة وهم يبحثون عن أحبائهم.
كشفت التحقيقات أن الكارثة نجمت عن انفجار حاويات مليئة بمواد كيميائية شديدة الخطورة مخزنة في مستودع مملوك لشركة “بناكستر”، وهي شركة تابعة لـ”سبهر إنرجي هولدينغ” – وهي مؤسسة مرتبطة بوزارة الدفاع الإيرانية، والتي خضعت لعقوبات من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) في نوفمبر 2023.
المادة المتفجرة المسؤولة عن الكارثة كانت بيركلورات الصوديوم، وهي مادة كيميائية تُستخدم عادة كوقود صلب للصواريخ الباليستية. أكدت وسائل إعلام، بما في ذلك وكالة أسوشيتد برس، نقلاً عن شركة الأمن البحري “أمبري”، أن بندر عباس تلقت شحنات جديدة من وقود الصواريخ من الصين في مارس الماضي.
أدت ممارسات التخزين الخطرة – حيث تم وضع مواد عسكرية قابلة للاشتعال بجوار سلع مدنية مثل حليب الأطفال والملابس وقطع غيار صناعية – إلى انتشار الحريق بسرعة وتسبب في انفجارات مميتة لاحقة. تشير التقارير إلى أن حريقًا صغيرًا اندلع في البداية وتصاعد بسرعة عندما وصلت النيران إلى حاويات بيركلورات الصوديوم.

تكشف هذه المأساة مرة أخرى الطبيعة الحقيقية للنظام الإيراني وقوات الحرس التابعة لخامنئي – وهي كيانات تعرض حياة المدنيين للخطر بشكل متهور من أجل التسلح وتطوير الصواريخ. في حسابات حكام إيران، لا قيمة لحياة الناس العاديين، خاصة العمال والنساء.
لم تكن كارثة بندر عباس كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة لسياسات النظام المدمرة والإجرامية. نظام يعطي الأولوية لصنع الحرب وتكاثر الأسلحة على حساب سلامة ورفاهية شعبه، يجبر المواطنين العُزّل في إيران على دفع الثمن الأغلى بحياتهم.
 
			 
    	 
			




















