وُلدت زلیخا ترزهی عام 1934، وكانت ابنة ”كل محمد“، وهو مواطن أفغاني. عاشت في زاهدان، وهي مدينة في جنوب شرق إيران، لسنوات عديدة.
في 30 سبتمبر 2022، خلال الاحتجاجات المعروفة الآن بـ “الجمعة الدموية” في زاهدان، فقدت زلیخا ترزهی حياتها في المسجد الكبير بالمدينة بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الأمن التابعة للنظام لقمع الاحتجاجات.
وكانت زلیخا ترزهی، من أصول أفغانية، عضوًا ضعيفًا في المجتمع، ليس فقط بسبب سنها ولكن أيضًا بسبب وضعها كلاجئة أفغانية في إيران. بعد وفاتها، تعرضت عائلتها لتهديدات من قبل قوات الأمن الإيرانية. قيل لهم إنه إذا قاموا بالإعلان عن وفاتها، فلن يتم تجديد بطاقات إقامتهم، مما يتركهم في وضع أكثر خطورة.
وكانت امرأة مسنّة تبلغ من العمر 88 عامًا، وشاهدة بريئة، انتهت حياتها فجأة فقط لأنها كانت موجودة في المسجد أثناء الاحتجاجات.
مقتل امرأتين بلوشيتين أخريين على يد قوات النظام الإيراني
في 30 سبتمبر 2022، أُصيبت امرأتان بلوشيتان بجروح بالغة خلال هجوم قوات النظام الإيراني على مسجد مكي في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران. وللأسف، توفيت كلتا المرأتين لاحقًا متأثرتين بجروحهما.

الضحية الأولى كانت ”جان بي بي نارويي“، ابنة موسى. في ذلك الجمعة المشؤوم، بينما كانت تحضر الصلاة في المسجد، تعرضت ”جان بي بي“ لمزيج من الغاز المسيل للدموع والمواد السامة التي أطلقتها قوات الأمن. هذا التعرض ألحق أضرارًا بالغة برئتيها، و توفيت بعد معاناة مع فشل تنفسي لمدة شهرين.
الضحية الثانية، ”زر بي بي إسماعيل زهي،“ امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا، أُصيبت أيضًا خلال ما أصبح يُعرف بـ”الجمعة الدامية” في زاهدان. في تلك الليلة، بينما كانت تقف في فناء منزلها، أصيبت بطلقة في ظهرها أطلقها قوات النظام، مما أدى إلى شللها من منطقة الخصر إلى الأسفل. بعد خضوعها لعملية جراحية، وكانت زر بي بي تُعالج في المنزل تحت إشراف طبي مستمر. ومع ذلك، في 20 فبراير 2023، توفيت بعد معاناة طويلة مع التهابات حادة ناجمة عن إصاباتها لمدة 143 يومًا،.

كانت أحداث 30 سبتمبر 2022، والمعروفة أيضًا بـ”الجمعة الدامية”، يوماً مظلماً في زاهدان. بينما كان المصلون يغادرون مسجد مكي بعد صلاة الجمعة، أطلقت قوات حرس خامنئي النار على الحشود. قُتل ما لا يقل عن 100 شخص، بما في ذلك 16 طفلاً، وأُصيب الكثيرون في واحدة من أكثر حملات القمع دموية في تاريخ إيران الحديث.