دومينيك أتياس في اليوم العالمي للمرأة 2025: تحية إجلال للنساء المضحيّات بكل شيء من أجل الحرية
يوم السبت 22 فبراير/ شباط 2025 استضافت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اجتماعًا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. شهد هذا المؤتمر حضور عدد من القادة السياسيين البارزين، ونشطاء حقوق الإنسان، وداعمي المقاومة الإيرانية من أكثر من 80 دولة.
دومينيك أتياس شغلت منصب رئيسة المجلس الإداري لمؤسسة المحامين الأوروبيين، كما كانت رئيسة نقابة المحامين الأوروبية التي تضم أكثر من مليون عضو في الفترة 2021-2022، ونائبة رئيس نقابة المحامين في باريس خلال الفترة 2016-2017.
باعتبارها من أشد المؤيدين للمقاومة الإيرانية، وخاصة نضال النساء الإيرانيات، ألقت دومينيك أتياس خطابًا في مؤتمر باريس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2025، والذي جاء نصه على النحو التالي:
مريم أكبري منفرد، رمز المقاومة التي لا تعرف التوقف
السيدة رجوي، لقد تحدثتِ إلينا عن نساءٍ قدّمن أرواحهن فداءً للحرية، لهذا المبدأ، ولهذا الوطن، إيران. لقد انهمرت الدموع من أعيننا، واليوم أود أن أحدثكم عن امرأة أكنّ لها إعجابًا لا حدود له. أريد أن أخاطبها، اسمها مريم أكبري منفرد.
(السيدة أتياس بصوت متأثر ومختنق بالعبرات) مريم، مريم، هل تسمعينني من خلف جدران سجن قرجك الرهيب؟ ذلك السجن الذي تمّ نقلك إليه يوم 22 أكتوبر2025، أحد أسوأ السجون المخصصة للنساء في إيران. أُوجّه كلماتي إليك، لأنك بالنسبة لي تجسيد لشجاعة المرأة الإيرانية بلا حدود؛ من أصغر فتاة إلى أكبر عجوز، سواء داخل البلاد أو خارجها.
أنتِ من أقدم السجينات السياسيات في إيران. أكثر من 15 عامًا، أكثر من 15 عامًا! هذه الأم لثلاث بنات تقضي فترة حكمها في سجون نظام الملالي. لقد زُجّ بها في السجن منذ عام 2009، وظلت لفترات طويلة في الحبس الانفرادي، بتهمة ملفقة وهي “المحاربة” أو “العداء لله”، وذلك بعد محاكمة صورية استغرقت 15 دقيقة فقط.
العدالة هي جريمتها الوحيدة
ما هي جريمتها الوحيدة؟ علاقتها بمنظمة مجاهدي خلق.
تمّت إدانتها بسبب “إهانة” رموز النظام. في عام 2016، رفعت شكوى ضد المدعي العام في طهران بشأن الإعدامات خارج نطاق القضاء التي طالت شقيقاتها وإخوتها، والذين ترون صورهم هنا.
في عام 2018، كتبت مريم من داخل سجن إيفين:
“لم يجلب النظام الإيراني شيئًا لهذا الوطن سوى الموت، والنهب، وسفك الدماء.”
صوتٌ لا يعرف الصمت
دون توقف، دون كلل، تواصلين فضح الوضع الكارثي للرجال والنساء في إيران. في عامي 2019 و2022، أدنتِ في رسائلكِ المجازر التي استهدفت المتظاهرين. أنتِ غير قابلة للكسر، يا مريم، تدفعين ثمن نضالكِ الباهظ. لم تعرفي طعم الحرية ليومٍ واحد طوال 15 عامًا، لم تري بناتكِ الثلاث يكبرن، لم تستطيعي لمسهن، احتضانهن، متابعتهن في دراستهن. هل هناك عذاب أشد على أم من هذا؟
في يوليو 2024، أصدر النظام أمرًا بمصادرة ممتلكاتكِ وممتلكات عائلتكِ. صديقتنا كان من المفترض أن تتحرر في 13 أكتوبر الماضي، لكن حكمها تم تمديده ثلاث سنوات أخرى، ثلاث سنوات طويلة أخرى، بذريعة “الدعاية ضد النظام” و”إهانة المسؤولين”.
خوف النظام من نساء مثل مريم
لكن، ما الذي يعتقده هؤلاء الملالي وجنودهم السفاحون من حرس النظام؟ هل يظنون أن هذه المعاملة ستجعلكِ تستسلمين؟ هل يظنون أنهم سيحولونكِ إلى عبرةٍ لترهيب نساء إيران؟
هذا يعني أنهم لا يعرفونكن جيدًا.
في السجن، تواصل مريم وأخواتها في الألم والنضال، العديد منهن من المعارضات السياسيات وأعضاء مجاهدي خلق، مقاومتهن. كل يوم ثلاثاء، يطلقن شعارات ضد الإعدامات في ساحة السجن، يعتصمن طوال الليل، يخضن إضرابات عن الطعام. لا يخشين القمع الوحشي.
المقاومة مستمرة، داخل السجون وخارجها
في المدن والقرى، وكما قلتِ أنتِ السيدة رجوي، تواصل وحدات الانتفاضة التي أسّسها مجاهدو خلق، والتي تضم العديد من النساء، الهجوم على سياسات القمع التي يفرضها الملالي. إنهم يحرقون رموز النظام، يكتبون شعارات احتجاجية، يعلقون لافتات وملصقات. إنهم مستمرون يومًا بعد يوم، حتى يحين يوم الحسم، يوم “ر”، عندما يحملون السلاح لمواجهة الظلم.
استمعوا! إنهم يهمسون بأغنية “المقاومة”، مستلهمين روحها من نشيد المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية.
(بصوت غنائي متناغم)
“يا صديقي، هل تسمع رفرفة الغربان السوداء فوق حقولنا؟
يا صديقي، هل تسمع صرخة وطن مقيد بالسلاسل؟
أيها المناضل أيها العامل والفلاح! لقد دق ناقوس الخطر!”
نعم، وكما يقول نشيد المقاومة:
“العدو سيدرك ثمن الدماء والدموع!”
روح المرأة الإيرانية التي لا تُقهر
يُغنّى هذا النشيد أيضًا في أشرف 3، حيث كرّست هؤلاء النساء والرجال حياتهم للنضال من أجل حرية إيران. أرسل إليهم تحياتي الحارة، وأشكرهم على شرف الصداقة معهم.
لا شيء يمكنه كسر إرادة المرأة الإيرانية!
قد تختلف عقائدهن الدينية، ولكن هناك رابطًا واحدًا مشتركًا بينهن جميعًا: إنهن ضحايا تمييز ممنهج في مجتمع يرسّخ كراهية النساء، كما أكدتِ أنتِ وكما أكدتم جميعًا.
في الواقع، الحجاب الإجباري ليس سوى قمة الجبل الجليدي! المفتاح الحقيقي لتحقيق المساواة بين الجنسين هو إلغاء جميع أشكال التمييز القانونية.
خارطة طريق نحو الحرية
هذا ما أدركتِه منذ زمن بعيد، السيدة رجوي، وكذلك رفاقكِ في النضال. إن البرنامج ذو العشر نقاط لمستقبل إيران هو خارطة طريق رائعة نحو الديمقراطية.
في إيران الحرة، ستتمكن جميع الفتيات وجميع النساء اللواتي يخاطرن بحياتهن في وحدات الانتفاضة من ترك الماضي المفروض عليهن وراءهن، ليصبح مجرد ذكرى منتهية.
لقد ناضلت أجيال متعاقبة من النساء لأكثر من 40 عامًا وما زلن يواصلن النضال.
- البعض مات في المنفى، دون أن يروا وطنهم مرة أخرى، دون أن يأخذوا بثأر شهدائهم.
- العديد منهن ضحين بحياتهن الشخصية وما زلن يضحين، من أجل قضية أعظم: حرية وطنهن.
لكن، وكما قلتِ أنتِ، هذه التضحيات لم ولن تذهب سدى.
النصر قريب، وحلم إيران المحررة أصبح على وشك التحقق!
لن نصمت أبدًا!
النساء ما زلن على الخطوط الأمامية، كما كنَّ في 8 فبراير2025 عندما وقفنا جميعًا معًا في التجمع الكبير في باريس. نعم، كنا إلى جانبهن في ذلك اليوم، واليوم أيضًا نحن بجانبهن.
في ديسمبر 2022، عندما كانت الانتفاضة في ذروتها بعد مقتل ژينا (مهسا) أميني، رفعت مريم أكبري منفرد صوت المقاومة، من داخل سجن سمنان، حيث تم نقلها مرة أخرى.
قالت:
“لا تصمتوا! اصرخوا!”
مريم، لقد كنتِ على حق.
لن نصمت! ولن نصمت أبدًا!
سنبقى نصرخ إلى جانبكِ، وإلى جانب كل نساء إيران، حتى النصر النهائي:
المرأة، المقاومة، الحرية!
(بالفارسية) حاضر، حاضر، حاضر!