النساء الإيرانيات يدفعن ثمن الحرية
تلقي مقاومة النساء الإيرانيات في السجون ظلالها على جميع الأخبار في شهري فبراير ومارس. وفي مقدمتها استمرار إضراب السجينة السياسية «كولرخ ابراهيمي ايرايي» عن الطعام ومقاومتها المستميتة بالإضافة إلى زميلتها «آتنا دائمي».
دخلت السيدة «ايرايي» في حالة الغيبوبة بعد مضي 62يوما من إضرابها للاحتجاج على نفيها غير القانوني إلى سجن قرجك الرهيب وانتهاك مبدأ التفكيك بين الجرائم مطالبة بالعودة إلى عنبر النساء في سجن إيفين.
أصدرت لجنة المرأة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مناشدة دعت فيها جميع المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة لاتخاذ إجراءات عاجلة من أجل إنقاذ «كولرخ ايرايي» وإطلاق سراحها دون قيد أو شرط.
«كولرخ ايرايي» و«آتنا دائمي»
صدرحكم على السيدة «ايرايي» التي هي كاتبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان بالسجن التنفيذي لمدة ست سنوات بسبب كتابتها كتابًا غير منشور بشأن عقوبة الرجم القاسية.
واحتج زوجها «آرش صادقي »، الذي هو أيضاً ناشط في مجال حقوق الإنسان ويقضي حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً على احتجاز زوجته غير القانوني بإضرابه عن الطعام لمدة 72 يوماً وطالب بإطلاق سراحها.
الزوجان المسجونان بعد أن حصلا على دعم داخلي ودولي تمكنا من إجبار النظام على إطلاق سراح السيدة ايرايي. ومع ذلك اعتقلت قوات الأمن السيدة ايرايي من جديد في 23يناير 2017وانتهكت وعد المدعي العام.
لقد احتجت السيدة إيرايي طوال فترة أسرتها ضد حالات ظلم النظام، وكانت آخرها رسالة مفتوحة بتاريخ 9يناير/ كانون الثاني، في خضم الانتفاضة العارمة التي دعت إلى الإطاحة بالنظام.
وهي دعت الشباب الإيرانيين إلى الوقوف ودفع ثمن الحرية. وكتبت في جانب من رسالتها: «سيتم ازالة بساط البذخ والترف وتزويرهم إذا نخوض واعيا في هذا الدرب وإذا كنا نعتقد بشكل واقعي فان الطريق طويل ومكلف والند شرس. مما لا شك فيه لأي مكسب لابد ان يتم دفع ثمن. إذا نفكر بالحرية من قيد الاستبداد ، إذا كنا نريد ألا نستجدي حقنا في أراضي الوطن وعلى مائدتنا فلابد ان نقيّم وندقق بذكاء ثمن هذا الطريق الشائك ( والتي نعرف حسب التجربة يشمل الحبس والتعذيب ووابل من الرصاصات واطلاق صفة المحارب عليك) ولا نخاف من صعوبات الطريق. ونؤمن بأن كل خوف يمكن التغلب عليه وكل رغبة قابلة للتحقيق وكل جدار من الاضطهاد يمكن اختراقه».
وردا على هذه الدعوة جاء انتقام النظام منها ومن زميلتها «آتنا دائمي» التي نشرت رسالة مفتوحة مماثلة قبلها بعدة أيام. واستدعى المدعي العام في سجن إيفين باختلاق ملفات كيدية جديدة ضد هاتين السجينتين السياسيتين خمس مرات لاستجوابهما.
وفي نهاية المطاف يوم 24يناير 2018 نقلت هاتان السجينتان المقاومتان بقوة إلى العنبرالثاني(أ) بسجن ايفين للاستجواب. واعتدت عليهما بالضرب المبرح حيال مقاومتها الشرسة وتم نقلهما بشكل غير قانوني إلى سجن قرجك الرهيب بمدينة ورامين.
وطالبت كولرخ ايرايي وآتنا دائمي بالعودة إلى سجن إيفين وحددتا مهلة عشرة أيام قبل أن تبدآن إضرابا عن الطعام للاحتجاج على انتهاك مبدأ التفكيك بين الجرائم ونفيهما غير القانوني إلى سجن قرجك.
ثم بدأت إضرابهما عن الطعام يوم 3فبراير2018 ، وحولتا إضرابهما إلى إضراب عن الطعام والشراب يوم 10 فبراير. وتدهورت حالتهما الصحية بسرعة بسبب الظروف السيئة في السجن.
وكانت آتنا دائمي 54يوما في اضراب عن الطعام ثم أنهت اضرابها يوم 15 فبرايروقالت : « حتى أبقى حية لأنني شوكة في أعين أعدائي».
وقالت «آتنا دائمي» في رسالة صوتية: «لا تتعبوا أنفسكم لأنني لن أتنازل عن موقفي أبدا ولن أعتذر لأي شخص عن عدم ارتكاب جريمة لأنني بصفتي إنسان يحق لي حرية التعبير والعقيدة والاحتجاج ولا ينبغي لأحد أن يحرمني من حقوقي وسأقول لكم اني سأوصل كل يوم إلى أسماع العالم عدم الاستقلال في السلطة القضائية والظلم والإضطهاد وأصرخ كل يوم في آذانكم قوانينكم التي تنتهك من قبلكم. تعرضت أسرتي للضرب المبرح والاعتقال. انتظروا تداعيات هذه الأعمال الهمجية».
والجدير بالذكرأن حالة السيدة ايرايي الصحية نحو تدهورأكثر في سجن قرجك.
ويذكر أن سجن قرجك كان محل دواجن خارج نطاق الخدمة حاليا وتقبع فيه مئات النساء المتهمات بجرائم العنف. ظروف قاسية تسود السجن وأقل من معاييرالأمم المتحدة للتعامل مع السجناء (قوانين نيلسون مانديلا). الشكاوى الشائعة بشأن أراضي ملوثة بالبول وانعدام التهوية والمرافق غير الكافية وخارج إطارالصحة وانتشار الأمراض المعدية، والأغذية ذات النوعية الرديئة التي تحتوي على الأحجار، وكذلك المياه المالحة (للشرب).
ومن يوم 20 فبرابر2018 حرمت السيدتان ايرايي ودائمي من الاتصال بعائلاتهما و يمكنهما الاتصال مرة واحدة في الأسبوع بحضور مأموري السجن. وظروفهما مشابهة لظروف زنزانة انفرادية ولا تسمح لهما بمغادرة العنبر ولا يسمح لأحد بمقابلتهما.
وناشد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بتاريخ 21فبراير2018 عموم الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، اتخاذ عمل عاجل وفاعل لإنقاذ حياة السجينين المضربين عن الطعام السيدة كولرخ إيرايي والسيد سهيل عربي1 حيث حياتهما مهددة بالخطر .
وأصدرت العفو الدولية بيانا بتاريخ 9مارس 2018 أبدت قلقها للغاية بشأن حالة كولرخ ايرايي الصحية مطالبة بالافراج عنها وآتنا دائمي.
ووفقاً لمنظمة العفو الدولية ان «كولرخ ابراهيمي ايرايي» المضربة عن الطعام لمدة 35 يوماً حالتها الصحية متدهورة. خلال الأسبوع الماضي دون موافقتها تم ربط المغذي بها وفي بعض الأحيان كانت غير قادرة على التحرك. تعاني من تقلصات شديدة وتورم في العضلات ناتج عن أعراض إضرابها بحسب ما يؤكد عليه الطبيب.
وأكد فيليب لوتيرمدير الأبحاث في منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلا: «نحن قلقون للغاية بشأن التقارير الواردة من سجن ”شهرري“ والتي تشير إلى استهداف وسوء معاملة مع كولرخ وآتنا. أولاً يجب ألا يسجنهما أبداً ، ويبدو الآن أن المسؤولين الإيرانيين يتعاملون متعمدين معهما معاملة قاسية ولاإنسانية ومهينة بسبب نشاطهما الاحتجاجي واستمرار الدفاع عن حقوق الإنسان حتى من وراء قضبان السجن.
وكانت السيدتان ايرايي ودائمي قابعتين في العنبرالمعزول الا انهما تعرضتا للاعتداء عليهما من جديد بالضرب المبرح 12 مارس 2018 وتم احالتهما بقوة إلى عنبرالأمهات الذي تقبع فيه نساء حوامل ومايقارب 20 طفلا مع أمهاتهم في السجن. ونظرا إلى ان حالة كولرخ ايرايي الصحية فنقلها إلى هذا العنبرليس الا للمزيد من الضغط عليها.
وقال «حاج مرادي» المشرف على أوضاع السجناء السياسيين، لأسر السجناء بأن كولرخ لن تعود إلى سجن إيفين حتى وإن ماتت. وتشير تقارير أخرى إلى أن أمر التحويل يجب أن يصدر عن المدعي العام في طهران «جعفري دولت آبادي».
يوم 15 مارس 2018 أصدررئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي «بي يرآنتونيوبانزري» بيانا دعا فيه إلى إطلاق سراح السجينتين السياسيتين«آتنا دائمي» و«كولرخ ايرايي». وفرضت عليهما أحكام بالسجن لمدة طويلة بسبب نشاطهما السلمي في مجال حقوق الإنسان.
وأبدى في البيان قلقه حيال وضع السجينتين السياسيتين في إيران وانتقد السلوك القاسي والمذل المفروض عليهما.
وكتب في البيان: «من الضروري أن تتلقى ”آتنا دائمي وكولرخ ايرايي” الرعاية الطبية العاجلة والكافية لأن حالتهما الصحية المتدهورة للغاية بسبب الإضراب عن الطعام على المدى الطويل وسوء المعاملة ، بما في ذلك المضايقات والإيذاءات والهجمات البدنية السابقة التي قام بها عناصر حراسة السجن.. إنني أدعو مشرفي السجن والمسؤولين المعنيين إلى ان السماح لهما باتصال دائم بأسرهما، بما في ذلك اللقاء في السجن والمكالمات الهاتفية. كما أدعو المسؤولين إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين حالة ظروف الاحتجاز والمرافق في سجن شهرري».
يوم 19 مارس 2018 أصدر أربعة من خبراء الأمم المتحدة بيانا في جنيف بشأّن استمراراستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران ، بما في ذلك تقارير عن اثنتين من المدافعتين عن حقوق الإنسان المعروفتين حيث تعرضتا للاعتداء عليهما بالضرب المبرح في السجن وعبروا عن قلقهم العميق.
ووفقا للبيان : أفادت التقاريرالواردة يوم 12مارس تعرضت اثنتان من المدافعات عقب الإيذاء للإعتداء عليهما بالضرب المبرح من قبل عناصر مكافحة الشغب ثم تم نقلهما إلى العنبرالعام في السجن.
وتابع الخبراء في بيانهم: «لقد حاولنا إقامة حوارات مع المسؤولين المعنيين بشأن هذا الأمر لكن لم نصل إلى أية نتيجة. نحن نطالب بالإفراج الفوري عن آتنا دائمي وكولرخ ابراهيمي ايرايي والإفراج عن جميع المعتقلين الذين يقبعون في السجون بسبب استخدام حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي».
وطلب الخبراء من المسؤولين ضمان إجراء تحقيقات سليمة ومحايدة بشأن تهمة الضرب حتى يكون هناك إجابات حيال هكذا أعمال.
في وقت نشر هذا التقريرالشهري، كانت كولرخ ايرايي في حالة الغيبوبة ونقلت على ما يبدو إلى مستشفى بالقرب من سجن شهر ري (قرجك) بسبب الغثيان وخروج مادة الصفراء من فمها والأضرارالواردة على كيس الصفراء. ولم يعلن اسم المستشفى بعد. ولا تتوافر ايه معلومات عن السيدة ايرايي بعد رقدها ولم تتلق أسرتها اي إجابة.
مريم اكبري منفرد
كانت «مريم اكبري منفرد» هي صانعة آخر للخبر من وراء قضبان السجن التي صدر حكم عليها بالحبس لمدة 15عاما من قبل أحد القضاة سيئة الصيت يدعى «صلواتي» وألقت اللوم عليه.
وردت مريم اكبري منفرد برسالة مفتوحة شديدة اللهجة أشارت فيها جرائم سنوات حكم الملالي وقالت: «من له الحق في مقام منح العفو والتسامح هو انا ومواطيننا المكبلون».
وجاءت في جانب من الرسالة التي نشرت يوم 30مارس 2018 : «في بيئة مظلمة تغيب أقل بصيص من نور الحرية والعدالة، لقد كشف جيل عاص عن طبيعة هذه السيادة اللاإنسانية والعائدة إلى عصور الظلام. تحية لشهداء درب الحرية ، شهداء عقد الثمانينات شهداء مجزرة عام 1988، الذين نشروا بذور الاحتجاج والمقاومة في المجتمع الإيراني، وخلقوا انتفاضة عظيمة يركع العالم أمام عظمتها.
أصبحت مجزرة جماعية 1988 ركيزة لإنشاء نظام قائم على عقوبة الإعدام ودورة مستمرة من عمليات الإعدامات وتنفيذها حتى الآن ؛ الجمهورية الإسلامية لم تجلب أي شيء إلى إيران والإيراني إلا القتل والنهب واراقة الدماء و نهب ثروات وموارد البلاد و البنوك المفلسة، وصناديق تقاعد مفلسة ، وموائد المواطنين الفارغة والاقتصاد المشلول في البلاد، والانقسام بين عناصر الهيكل الحكومي، وتفسخ العقود والعلاقات وهكذا تتفاقم التناقضات.
في خضم كل حالات العجز والبؤس هذه التي شعروا بها في بداية نهايتهم يريدون أن يغطوا على كل هذه السنوات من القسوة و الخداع بغطاء العفو ويمحون كل ما فعلوه ضد أبناء الشعب الإيراني.
ما طرحته في الرسالة بشكل موجز كان ردا على أبو القاسم صلواتي الذي ، قال في آخر مراجعة زوجي له: ‘إنه يتابع ما إذا كان اسمها على قائمة العفوام لا.
أنا فخورة ومشتاقة للغاية بقلب مفعم بالحيوية بعد مضي 9 سنوات من السجن حيث احتضن كل لحظاته ليس فقط لتقاضي المسؤولين عن دم شقيقتي واشقائي وليس فقط لمقاضاة المعنيين عن كل حياتي التي سلبت مني بل لتقاضيهم بسبب استلاب 9سنوات من حياة أطفالي وكما أقدم المقاضاة ضدكم بما سلبتم من لحظاتهم الطفولية. فلذلك من له الحق في مقام منح العفو والتسامح هو انا ومواطيننا المكبلون.
بكل حبي وإيماني أقدم أحرّ تحياتي إلى شهداء الحرية ، شهداء انتفاضة ديسمبر الذين هم شهود للصدق والفداء والصمود».
كما أعلنت مريم اكبري إضرابها عن الطعام لمدة ثلاثة أيام تضامنا مع كولرخ ايرايي وطالبت جميع المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان باتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة «كولرخ».
وكتبت السيدة اكبري في رسالة مفتوحة من عنبر النساء بسجن إيفين إلى السيدة ايرايي:« ربما يكون الأمر صعبًا ، وربما مؤلمًا ، وربما مزعجا ، لكننا سنعيش بلا شك بشكل صحيح و سنتغلب على هذا الألم. الحرية اليوم اقتربت بنا يوما آخر».
أمّهات السجناء السياسيين
كما قاومت أمّهات السجناء السياسيين من أجل أبنائهن.
وتم استدعاء السيدة «دايه شريفة» إلى دائرة مخابرات بمدينة سنندج يوم 2 فبراير2018 وتم الضغط عليها لتعاونها في كسر إضراب ولديها عن الطعام. وصدرحكم على ولدي دايه شريفة السجينين السياسيين «رامين وافشين حسين بناهي» حسب التوالي بالإعدام والسجن لمدة ثماني سنوات.
وأكدت «دايه شريقه»ردا على مأموري وزارة المخابرات : لقد صدر حكم جائر بشأن ولديّ وتم ارتكاب ظلم كبير بحقهما واذا لا تستجيب الحكومة لهما اني وابوهما نحرق انفسنا أمام دائرة مخابرات سنندج.
كما نظمت السيدة «فرنغيس مظلوم» حملة لإنقاذ حياة نجلها. وقد دعت إلى احتجاجات وتظاهرات أمام السجون ومجلس شورى النظام وأماكن أخرى للضغط على المسؤولين المعنيين للإفراج عن نجلها «سهيل عربي». سهيل عربي هو مدوّن تم سجنه بسبب كتابة مقالات ضد الممارسات الظالمة من قبل النظام.
احتجاجات النساء
مشاركة النساء الإيرانيات في الاحتجاجات المناهضة للحكومة هي تعتبر نماذج أخرى لمقاومتهن. وقد عقدت النساء ما لا يقل عن 55 حركة احتجاجية ومظاهرة في شهري فبراير ومارس.
اليوم العالمي للمرأة
في اليوم العالمي للمرأة ، 8 مارس 2018 – إنطلقت نساء إيرانيات إلى شوارع طهران لأول مرة منذ 39 عاماً وعقدن مظاهرة احتجاجية أمام وزارة العمل.
كانت بيدهن لافتات كتب عليها: لا للتمييز بين الجنسين ، ولا لقانون التمييز في العمل والمساواة في الراتب والمساواة للمرأة؛ والحرية والمساواة والعدالة.
تعرضت قوات قمعية وخاصة متنكرين بالزي المدني وشرطيات كانت منتشرة في الموقع مسبقا وفي حالة التأهب شنت هجوما عليهن باستخدام الهراوات و العصي الكهربائية وأصابتهن بجروح وكدمات لمنع تشكيل هذا التجمع وقامت بتفريقهن وجراء ذلك ألقي القبض على ما لا يقل عن 59 امرأة و 25 رجلا واتهموا «بالعمل ضد الأمن الوطني». ونقلت ما لا يقل عن 14 من المعتقلات إلى سجن قرجك بورامين، حيث تم حرمانهن من الوصول إلى المياه ومواد صحية.
وتم زج «مهشيد بوراسدي» خريجة الفلسفة في جامعة العلامة و« مرضيه اميري» طالبة العلوم الإجتماعية في جامعة طهران و«عاطفه خسروي» من كوادر التمريض في العنبر العام في سجن قرجك بورامين.
و أصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانا دعت فيه المنظمات الدولية إلى إدانة الهجوم على النساء واتخاذ إجراءات عاجلة للإفراج عن المعتقلين.
مظاهرات بمدينة الأهواز
شاركت آلاف النساء في مظاهرات احتجاجية في أواسط مارس بمدينة الأهواز. واستمرت هذه الاحتجاجات التي بدأت في 28مارس 2018 لعدة أيام كانت تحتج على النهج العنصري للتلفزيون الحكومي ضد المواطنين العرب في إيران.
وطالب المتظاهرون الذين ارتدوا الزي العربي ورددوا شعارات باللغتين العربية والفارسية باستقالة رئيس الإذاعة والتلفزيون الحكومي في محافظة خوزستان واعتذار مديري الشبكة للمواطنين العرب في خوزستان، بالإضافة إلى توبيخ معدي البرنامج.
وتم التعرف على امرأتين على الأقل وهما «عايشة وخديجة نيسي »، من بين مئات الأشخاص الذين اعتقلوا في الاحتجاجات في المدن والقرى في جميع أنحاء المحافظة.
النساء الدرويشات
تم نقل ما لا يقل عن 70 امرأة من الدراويشات إلى سجن قرجك. وهن كن من بين معتقلي الدراويش خلال قمع الاحتجاجات ليلة الاثنين 19فبراير في طهران والتي استمرت حتى صباح يوم 20 فبراير. وتم الإعتداء عليهن بالضرب المبرح ونقلن إلى العنبر الثالث في العنبر المعزول. وكانت امرأة حامل تدعى «ليلي نايب زاده » من بين المعتقلات.
واعترف المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي بان ما لا يقل عن 300 شخص (بينهم اعداد كبيرة من النساء) تم اعتقالهم خلال الهجوم الذي وقع مساء يوم الإثنين 19 فبرايرحتى صباح يوم الثلاثاء 20 فبرايرضد الدراويش في طهران، والذي استمر حتى صباح يوم الثلاثاء. ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أكثر من هذا.
وأصدرت لجنة المرأة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دعوة عاجلة في 20 فبرايردعت فيها المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان إلى إتخاذ إجراءات فورية لإطلاق سراح النساء المعتقلات.
في بيان أصدرته منظمة العفو الدولية لعمل عاجل بتاريخ 29مارس 2018 احتجت على الاعتقالات التعسفية والتعامل القاسي واللاإنساني مع 11من الدرويشات الغوناباديين. وجاء في البيان: تعاملت قوى الأمن الداخلي بالضرب واستخدام الاسلحة النارية وسيارات رش الماء والغازات المسيلة للدموع لتفريق المواطنين. وتم نقل 10 نساء بعد اعتقالهن إلى معتقل «وزرا» ويقال إنهن تعرضن لعمليات الاستجواب المرعب و السب والشتم بصوت عال وحالات التفتيش البدني من قبل شرطيات. وبعد 24ساعة تم نقل 10من النساء إلى العنبر المعزول بسجن شهر ري (قرجك) قرب طهران. واطلقت سراح البقية.
فيما يلي أسماء أولئك الذين نقلن إلى سجن شهرري: «شكوفه يداللهي» و«سبيده مرادي» و«مريم فريساني» و«نازيلا» و«سيما انتصاري» و«شيما انتصاري» و«شهنازكياني» و«مريم باراكوهي» و«الهام احمدي» و«آويشا جلال الدين».
وبعد عدة أيام امرأة أخرى من الدراويشات الغوناباديات تدعى «صديقه صفا بخت» يبدو انها سابقا كانت قابعة في سجن إيفين، تم نقلها إلى سجن شهرري. هناك تقارير تفيد بأن بعض النساء يخضعن لحالات الاستجواب الليلي بالعنف والتهديدات اللفظية.
في الأيام الأخيرة تسريب الغاز من منظومة الصرف الصحي أدى إلى انتشار رائحة كريهة في مكان احتجازهن. ونتيجة لذلك تعاني «شيما انتصاري» التي تعاني من الربو ، من مشاكل تنفسية حادة وتحتاج إلى إيصال أوكسجين لها. كما سجينة آخرى تدعى « شكوفه يداللهي» تعرضت للضرب المبرح وأصيبت بجروح في رأسها في وقت اعتقالها بحسب ما قال شهود عيان. ويبدو أن المسؤولين منعوا وصولها إلى الرعاية الطبية بسبب رفضها للنقل إلى المستشفى بالأيدي والأرجل المكلبة.
اعتقال طالبات جامعيات
تواصلا لقمع المشاركين في الإنتفاضة العارمة في ديسمبراعتقل النظام المزيد من الفتيات الطالبات وإصدار أحكام جسيمة عليهن.
وصدر حكم على «ليلى حسين زاده» طالبة العلوم الانسانية بجامعة طهران بالسجن لمدة 6 سنوات (5 سنوات بتهمة التجمع والتؤاطو وسنة واحدة بتهمة الدعاية ضد النظام) وتم حظرها من مغادرة البلاد لمدة عامين.
واعتقلت قوات الأمن السيدة «بنفشه جراغي» طالبة العلوم الإجتماعية بجامعة طهران بمنزلها يوم الثلاثاء 6 مارس 2018.
واعتقلت طالبة أخرى في جامعة طهران اسمها «بريسا رفيعي» أثناء خروجها من الجامعة التي لا تزال في السجن وكانت جهود عائلتها ومحاميها للحصول على أخبار منها اوتحديد سبب الاعتقال لم تؤد إلى نتيجة.
اختتطفت «بريسا رفيعي» 21 عاما طالبة التصوير في كلية الفنون الجميلة في جامعة طهران على أيدي مأمورين متنكرين بالزي المدني أثناء خروجها من الجامعة يوم 25 فبراير2018. على الرغم من انتهاء التحقيق الأولي والاستجواب لـ بريسا رفيعي في سجن إيفين ترفض وزارة المخابرات إطلاق سراح الناشطة الطلابية بسبب ما وصفه محققها بـ «عدم التعاون».
وفي سياق ذي صله تم محاكمة امرأة شابة أخرى تدعي «رويا صغيري» 24عاما بمدينة تبريز بتهمة الدعاية ضد النظام والإهانة إلى القائد وصدر حكم عليها بالحبس لمدة مايقارب عامين . كما اتهمت السيدة صغيري بالظهورعلنية بدون حجاب شرعي عن طريق رفع غطاء الرأس في الشارع.
وتم اعتقال السيدة صغيري يوم 30ديسمبر2017 في ساحة «ساعت» بمدينة تبريزوهي تقبع في عنبرالنساء في سجن تبريزالمركزي.
أخذ امرأة واولادها كرهينة
أخذ النظام ايضا زوجة أحد الناشطين الأكراد كرهينة .
يوم السبت 3 مارس 2018 اعتقلت عناصرالمخابرات زوجة وولدي ناشط كردي في مطار بمدينة تبريز عندما عادوا من اسطنبول. انهم عادوا من اللقاء بزوجها ووالدهما «بارزان فاروقي».
تم إطلاق سراح ولديها اللذين أعمارهما 12عاما و 5 سنوات بعد ثلاثة أيام ، لكن السيدة «شتاو فاروقي» لا تزال في الأسر. وتم نقلها إلى سجن سنندج المركزي يوم السبت 24 أبريل 2018. وصدرت كفالة قدرها 200 مليون تومان لاطلاق سراح السيدة «فاروقي».
إصدار أحكام ثقيلة لمعارضة الحجاب القسري
أصدرت قوى الأمن الداخلي بيانا 23فبراير2018 نشرتها في جميع وسائل الإعلام الحكومية أعلنت فيه :« تشجيع المواطنين بعدم ارتداء الحجاب تشمله الفقرة الثانية من المادة 639 ووفقا لتلك الفقره من ينتهك ذلك يتم سجنه من 1 إلى 10 سنوات ولا يمكن تحويلها إلى عقوبة بديلة للسجن.
وبموجب هذا القانون صدر حكم على «مريم شريعتمداري» بالسجن التنفيذي لمدة سنة واحدة بتهمة «تشجيع الفساد من خلال رفع الحجاب». صدر هذا الحكم من قبل الشعبة 1091 من المحكمة الجزائية الثانية في محافظة طهران يوم 25 مارس 2018
مريم شريعتمداري 32 عاما، طالبة في علوم الكمبيوتر في جامعة أمير كبيرالتي دفعها أحد رجال الأمن الداخلي من فوق صندوق الكهرباء إلى أرض وأصيبت بالاضرار في الركبة بسبب احتجاجها على الحجاب القسري .
تدين لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التصرفات القمعية والاعتداء على النساء بالضرب واعتقال النساء المحتجات على الحجاب القسري والحاق الأضرار عليهن وتدعو إلى إطلاق سراح جميع النساء اللاتي اعتقلن بسبب «خلع الحجاب أو سوء الحجاب» والاحتجاج على الحجاب القسري ووصفت بان صدوراحكام الحبس للاحتجاج على الحجاب القسري بأنه غيرعادل.
[pdf-embedder url=”https://wncri.org/ar/wp-content/uploads/2018/04/Monthly_FEB_MAR2018_AR.pdf”]



















