النساء والشباب كعوامل محفزة للتغيير
في كل بلد، يشكل الشباب الأصول المحورية والقوى الدافعة للتحول. ويتجلى هذا بشكل خاص في الدول التي تضطهدها الديكتاتوريات، حيث لعب الشباب تاريخياً دوراً بارزاً في تعزيز النضال من أجل الحرية. وتعد إيران مثالا رئيسيا على هذه الظاهرة، حيث كانت النساء والشباب الإيرانيون دائما في طليعة الثورات وحركات الحرية. يتطرق هذا المقال، بمناسبة اليوم العالمي للشباب، إلى الدور الحاسم للنساء والشباب في التاريخ الإيراني المعاصر.
ثورة 1979: انتفاضة بقيادة الشباب
ثورة 1979، التي بلغت ذروتها بالإطاحة بنظام الشاه الدكتاتوري، بدأها الشباب المحبون للحرية ولاقت دعمًا ساحقًا من الشباب والنساء في جميع أنحاء إيران. وكان لنشاطهم وحماسهم دور فعال في تحدي النظام القائم وانتصار الثورة.
المقاومة ضد الدكتاتورية الدينية
بعد انتصار الثورة المناهضة للملكية وصعود دكتاتورية الملالي، كان هؤلاء الشباب هم الذين وقفوا بحزم ضد تعدي النظام الجديد على الحريات. لقد ناضل الشباب والشابات من أجل حماية الحريات التي تحققت خلال الثورة. وعلى الرغم من تعرضهم للقمع الوحشي والضرب المبرح والاعتقال والسجن من قبل النظام، إلا أنهم لم يتوقفوا لحظة واحدة عن جهودهم لحماية الحريات السياسية التي حققتها الثورة المناهضة للملكية.

المراهقات والشابات: المدافعون عن المساواة
لعبت المراهقات والشابات، المدركات تمامًا للتهديدات التي تتعرض لها حرياتهن والمساواة، دورًا مهمًا في مقاومة الاضطهاد الديني والطغيان. وقد لعبت شجاعتهن ونشاطهن في مواجهة الإجراءات القمعية للنظام دوراً مركزياً في تشكيل جيل من الشابات اللاتي أصبحن الآن، بعد 45 عاماً، القوة الدافعة وراء الانتفاضات.
الإرث القاتم في الثمانينات
كان معظم ضحايا عمليات الإعدام الجماعية في الثمانينيات في إيران من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية. لقد أظهر هذا الجيل الشجاعة ليقول “الموت للديكتاتور” مباشرة في وجه خميني اللاإنساني. لقد واجهوا فرق الإعدام واقفة على أقدامهم، رافضين أن يسجل التاريخ عار الاستسلام لـ”الديكتاتورية الدينية”.
وقد كشف نشر صور 12 فتاة مراهقة تم إعدامهن دون تحديد هوياتهن، عن الطبيعة القاتمة للقمع الذي يمارسه النظام. كانت هذه الفترة بمثابة فصل مظلم في التاريخ الإيراني، حيث بدأ النظام حملته الوحشية من خلال استهداف الفتيات والنساء الصغيرات.
ومع ذلك، فإن رسالة مقاومتهم الملطخة بالدماء تجاوزت حدود إيران، وأجبرت العالم على الاعتراف وتكريم روعة وشجاعة النساء والشباب الإيرانيين. منذ عام 1981، أصبحت رسالة دعم مقاومتهم موضوعًا متكررًا في بيانات المنظمات الدولية والبرلمانات في جميع القارات الخمس.
صمود النساء والشباب الإيرانيين
على الرغم من الجهود واسعة النطاق التي يبذلها النظام لتشويه صورة المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ظلت النساء والشباب الإيرانيون عازمين على الانضمام إلى المقاومة وتشكيل الانتفاضات. فمن الاحتجاجات الطلابية في 9 يوليو 1999، إلى اضطرابات عام 2009، والانتفاضات التي عمت البلاد في 2017 و2018 و2019 و2022، كانت النساء والشباب المحبون للحرية في إيران دائمًا في طليعة المقاومة. ومطلبهم واضح لا لبس فيه: إسقاط نظام الملالي الفاشي

ظهور وحدات المقاومة
في السنوات الأخيرة، كان ظهور وحدات المقاومة في جميع أنحاء إيران، الداعمة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ملحوظًا. ترى أجيال مختلفة من النساء والشباب الإيرانيين، الذين شهدوا انتفاضات متعددة، أن هذه الوحدات هي طريقهم الآن للإطاحة بالديكتاتورية الدينية وتحرير إيران. وقد تكثفت جهودهم واتسعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
الحضور العالمي للنساء والشباب المحبين للحرية
ومن ناحية أخرى، فإن وجود الشباب الإيراني، الذي يمثل وينقل صوت ملايين الشباب الإيراني تحت حكم الملالي، يمكن رؤيته في صفوف المقاومة الإيرانية في الخارج.
ومن خلال المشاركة في المحافل الدولية لحقوق الإنسان والتجمعات المختلفة، يكون هؤلاء الشباب بمثابة سفراء للحرية. وهم يرددون مطالب الشباب الإيراني بالديمقراطية والحرية ويعارضون الاستبداد الديني وأي شكل من أشكال الديكتاتورية تحت شعار “لا للشاه ولا للملالي”. إنها تعكس أصوات الشباب الصامت في إيران، والذين يخضعون للرقابة من قبل رجال الدين الحاكمين.
شهدت برلين مظاهرة كبيرة يوم 29 يونيو/حزيران، إحياءً لذكرى المقاومة العادلة للشعب الإيراني، وشهدت حضوراً كبيراً من النساء والشباب المحبين للحرية.
هؤلاء الأفراد، سواء الذين تحملوا مصاعب الهجرة منذ صغرهم مع عائلاتهم أو ولدوا في الخارج، لم ينسوا أبدًا حبهم لوطنهم والمسؤولية التي يشعرون بها تجاه شباب إيران. إنهم يكرسون وقتهم، سواء ساعات أو أيام، لقضية المقاومة، ويسعون جاهدين لضمان أن تردد أصواتهم صرخات أقرانهم في مدن وشوارع إيران.
ويؤكد هذا الالتزام والنشاط المستمرين على الدور المحوري للنساء والشباب الإيرانيين في قيادة الحركة من أجل التغيير وتحدي طغيان النظام.