كشف التقرير الأخير الوارد من عنبر النساء بسجن تبريز النقاب عن الأوضاع المروعة إلى حد بعيد التي تعاني منها السجينات في هذا السجن.
والجدير بالذكر أنه تم نقل عنبر النساء في سجن تبريز المركزي في 3 أبريل 2021 إلى موقع جديد.
ويتكون عنبر النساء في سجن تبريز الجديد من طابقين. خُصص الطابق الأرضي كمكانٍ لمكتب المراقبين ومكتب مدير العنبر والمطبخ وقاعة للصلاة وغرفة صغيرة في نهاية قاعة كبيرة، وهي مكان للأمهات اللاتي لديهن أطفال رُضَّع، ومن المقرر أن تتحول إلى ورشة عمل.
والطابق العلوي عبارة عن قاعة صغيرة تحتوي على 4 غرف كبيرة نسبيًا وفناء صغير.
وخُصصت الغرفة الأولى لجرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والغرفة الثانية للمتهمات في قضايا المخدرات. والغرفة الثالثة للحجر الصحي، والغرفة الرابعة للسجينات المتهمات بجرائم مالية وجرائم عامة.
ويوجد في إحدى الغرف 57 سجينة وفي غرفة أخرى 60 سجينة، ويوجد في عنبر المتهمات في قضايا المخدرات 68 سجينة. والجدير بالذكر أن غرفة الحجر الصحي مزدحمة أيضًا.
عدم وجود الإمكانيات الكافية
وتؤدي المساحة المحدودة للعنبر وعدم توفير الإمكانيات الكافية إلى نشوب اشتباكات بين السجينات بشكل متكرر.
وتحتوي كل غرفة على مرحاضين وحمامين. ولكن نظرًا لأن السجينات ليس لديهن مكانًا لغسل الأطباق، فقد خصصن أحد الحمامات لغسل الأطباق.
كما توجد في كل غرفة ثلاجة واحدة فقط لكل حوالي 60 سجينة، ولكي يملأن ترامس المياه الخاصة بهن، يتعين عليهن أن يقطعن نزولًا وصعودًا الكثير من درجات السلم للحصول على المياه من المطبخ، حتى أنهن يضطررن إلى نقل طعامهن من المطبخ إلى الطابق العلوي.
وكانت كل غرفة في العنبر السابق تحتوي على 15 سريرًا، حيث تنام 15 سجينة على الأسرَّة وتنام باقي السجينات على الأرض.
والقاعة الجديدة ليس بها سجاد. ونظرًا لأن الغرف متصلة ببعضها البعض، فإن أي حركة في القاعة تحدث الكثير من الضوضاء، مما يسبب إزعاجًا للسجينات الأخريات. وتقول السجينات إن صوت أقدام من يتحركن في القاعة ينزل على رؤوسهن وعقولهن كالمطرقة.
لذلك، فإنه على الرغم من وجود المزيد من الأسرة المكونة من ثلاثة طوابق في العنبر الجديد، بيد أن السجينات لا ينمن بسبب الضوضاء.
ويوجد تلفزيون واحد فقط صغير الحجم لهذا العدد الكبير من السجينات في قاعة كبيرة، ولا يتم تشغيله في أغلب الأوقات.
والجدير بالذكر أن الهواتف الـ 6 المثبَّتة في هذا العنبر قريبة جدًا من بعضها البعض نظرًا لصغر المكان، لذا تلتصق السجينات ببعضهن البعض أثناء الاتصال، ونتيجة لذلك لا يمكنهن التحدث بأريحية.
وتبلغ مدة الاتصال المسموح بها لهن 10 دقائق فقط، ويتم سحب بطاقة الهاتف منهن لمدة 3 أيام إذا استمر الاتصال لفترة أطول، والجدير بالذكر أن 80 في المائة من الاشتباكات بين السجينات تنشب بسبب الخلاف على استخدام الهاتف.
انعدام الهواء النقي والسيطرة على السجينات
إن الأوضاع في عنبر النساء في سجن تبريز في المكان الجديد مزعجة إلى حد بعيد، وكان هذا المکان لا یزال قید الإنشاء عندما تم نقل السجينات إليه.
وفي كل غرفة، تم تركيب كاميرتين للمراقبة الأمنية في زاويتين من الغرفة بالقرب من السقف، وكلُ مَن في الغرفة مُراقَبات.
ولا يوجد في هذا العنبر أي نوافذ، وكل غرفة لها نافذة واحدة صغيرة فقط قريبة من السقف ولا تستطيع السجينات فتحها للسماح بدخول الهواء النقي. كما أنه نظرًا لأن السجَّانات يُغلقن باب الممر أيضًا، فلا يوجد هواء للتنفس بالفعل.
وتُدخل السجَّانات جميع السجينات كل ليلة في الغرفة من أجل إحصاء عددهن ويغلقن الباب ولا يُطفئن الأنوار. وبهذه الطريقة لا تتمكن السجينات من أن يسترحن حتى الصباح لأنهن لا يستطعن التنفس.
انعدام الحجر الصحي
يؤدي دخول إي سجينة مستجدة إلى إثارة القلق بين السجينات. وينص القانون على ضرورة وضع السجينات المستجدات في الحجر الصحي وفصلهن عن السجينات الأخريات، غير أن غرفة الحجر الصحي لا تفصلهن عن بعضهن البعض على أرض الواقع، نظرًا لأنهن يستخدمن نفس الصالة ونفس الهواتف ونفس التهوية مثل السجينات الأخريات.
توجد غرفة صغيرة في الطابق الأرضي من عنبر النساء في سجن تبريز مخصصة للمركز الصحي لعنبر النساء. ويعطي هذا المركز الأقراص المسكنة والمهدئة والمنومة فقط للسجينات، وذلك في ساعات معينة فقط أيضًا خلال الـ 24 ساعة. وفي حالة تعرض السجينة للمرض وشعورها بالألم خارج هذه الساعات المحددة، فعليها الانتظار حتى موعد فتح المركز الصحي.
وبالإضافة إلى ذلك، يعطي هذا المركز أدوية البرد والمسكنات فقط للمريضات.
ويتجاهل مسؤولو السجن العديد من السجينات اللاتي تطلبن مراجعة الطبيب حتى ولو على نفقتهن الخاصة.