إسقاط النظام ضرورة من أجل إحقاق حقوق المرأة الإيرانية
إن القضية بالنسبة للنساء والرجال ولكل الأقوام والأديان والفئات في إيران هي قضية الحرية والديمقراطية والمساواة.
على الرغم من القمع الوحشي للاحتجاجات والاعتقالات الواسعة والتعذيب الوحشي للمتظاهرين المعتقلين تمضي المظاهرات ضد الحكومة في إيران قدما في ظل الدور الريادي للنساء منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.
أجرت السيدة سروناز جيت ساز رئيسة لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مقابلات عدية في هذه الفترة حول طبيعة الانتفاضة والدور القيادي الذي تؤديه نساء إيران.
فيما يلي أدناه أجزاء من مقابلة السيدة جيت ساز مع شاشة فضائية الحرية للمقاومة الإيرانية (سيماي آزادي) في برنامج الاتصال المباشر:
سؤال– هل من الممكن أن تشرحوا لنا خصائص هذه الانتفاضة الجارية؟
(ج)/ الانتفاضة التي بدأت هذه المرة بشكل جلي في شهر سبتمبر خاصة بعد مقتل مهسا أميني الفتاة الشابة من مواطنينا في كردستان إيران عندما تم إعتقالها بواسطة دورية الإرشاد ثم نقلتها من محل احتجازها إلى المستشفى في حالة غيبوبة وتوفيت بعد ثلاثة أيام، وكالعادة مع تأخر النظام عدة أيام بدأ في اختلاق قصص مختلفة وقال إنها مصابة بسلسلة من الأمراض الكامنة وتوفيت نتيجة ذلك…
حسنا، هكذا القتل المفجع غير المبرر وردود النظام السلبية هي تماما كما الأمثلة الأخرى، كالهجوم الصاروخي على الطائرة الأوكرانية وغيرها، لقد طفح الكيل وفاض غضب الشعب وكراهيته من النظام.
في الحقيقة هذه الانتفاضة هي تكاملا واستمراراً للانتفاضات السابقة وتحديدا انتفاضة 2019 ويمكننا هنا أن نشير إلى سلسلة من الخصائص منها /
أولا: الحضور الملفت للإنتباه للنساء والفتيات في هذه الانتفاضة، ولقد رأينا دور المرأة في الانتفاضات السابقة حتى كقائدات لبعض التظاهرات والتجمعات، ولكن في هذه المرة لم يكن الحضور والدور الذي لعبته داخل إيران فقط بل كان بارزا جدا أيضا على الصعيد العالمي .
ثانيا: قد كان حضور شباب الألفية الميلادية الثانية سمة بارزة لهذه الانتفاضة حيث كان حضورهم مفاجئاً للنظام نفسه… ولا ننسى أنه منذ وقت ليس ببعيد حاول أن يقول من خلال نشيد مبتذل باسم “سلام يا قائد” بأن جيل الألفية الميلادية الثانية مع خامنئي، لكن هؤلاء المراهقين الشجعان قد أجابوا النظام بإجابة حازمة من قبيل هذه الاستهزاءات.
ثالثا: دور وحدات المقاومة: هذا الدور كان مختلفا نوعيا قياسا بالانتفاضات السابقة سواء كان ذلك بتوجيه شعارات مثل شعار “الموت للظالم سواء كان الشاه أو المرشد (خامنئي)” أو من خلال يقظتهم ومنعهم دخول الشعارات المدسوسة المنحرفة، وفي كثير من الأحيان وكما يقال كان لهم دور التوجيه بالإرشاد القيادي للوقوف ضد القوى القمعية.
رابعا: مهاجمة القوى القمعية ومواجهتها بطريقة أجبرتها على التراجع بأيادي فارغة في العديد من المشاهد، وفي الواقع فإن الشباب الثوار هذه المرة هم من كانوا في حالة هجوم، وكان النظام وعناصره القمعية على في وضع دفاعي.
خامسا: السمة الوطنية التي شملت جميع طبقات وفئات المجتمع الإيراني من الطلاب إلى التجار والكسبة وأرباب الأعمال والعمال وغيرهم.
سادسا: هو أن جميع شعارات هذه الانتفاضة برهنت على أنها تسير في مسار إسقاط النظام برمته الأمر الذي جاء بقادة النظام إلى الميدان واحدا تلو الآخر ليقولوا إن مهسا ذريعة لكن النظام كله علامة “أي مستهدفا”، وشعارات “الموت إلى خامنئي” ، و”سنتحداكم في ساحة المعركة” ، “سنقاتل.. سنموت لكننا سنستعيد إيران”، “يجب أن يرحل الملالي لا تفيدهم الدبابة والمدفع” وغيرها من الشعارات .
سابعا: يأتي هذا دليلا على كلام المقاومة الإيرانية بأن الرد الوحيد يكون بإسقاط هذا النظام واستراتيجيته القهرية، وقد رأينا في هذه الفترة الكثيرين ممن كانوا يبحثون دائما عن تغيير سلمي أو عفوي لهذا النظام، وقد اعترف النظام بهذه الضرورة وأنها هي السبيل الوحيد.
ثامنا: تزامن الإحتجاجات في المدن الكبرى لا سيما في مناطق مختلفة من طهران، أي أن طهران كانت فعلا عاصمة الانتفاضة كما قالها الأخ مسعود.
تاسعا: استخدام التنظيم وتكتيكات جديدة وقتال الكرّ والفرّ مع عناصر العدو ما أدى إلى استنفاذ طاقتهم وإخراجهم عن السيطرة.
والعديد من النقاط الأخرى التي يمكن حصرها مرة أخرى، لكن من الواضح أنه بالنسبة لنظام الفاشية الدينية كان القمع ولا يزال الحل الوحيد المطروح ولن يتم التخلي عنه حتى اللحظة الأخيرة.
لكن الواضح في هذه الانتفاضة وفي هذه (الفترة) أن الانتفاضات لن تتوقف، وقد انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وستتواصل حتى الإطاحة بهذا النظام والانتصار.
سؤال – ما هو بارز جدا وملفت للانتباه في هذه الأثناء هو دور النساء والفتيات في هذه الانتفاضة .. ما تفسير تلك الظاهرة برأيكم وبصفتكم رئيسة لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؟
(ج)/ نعم دور النساء والفتيات بارز وقيادي في هذه الانتفاضة تراه وتشاهده الدنيا كلها، ويعترف به الجميع وقد اعترف به قادة النظام.
بالطبع لقد كان هذا الحضور الفعال للنساء في العديد من الانتفاضات والاحتجاجات خاصة منذ عام 2018 لكن كم كانت هذه المرة جسورة جريئة وبشكل موسع وباعتقادي أنها بالحقيقة نقطة تحول في الحركة النسائية ليست في إيران فحسب بل وتعتبر نقطة تحول على المستوى العالمي أيضا.
لكن الحقيقة هي أن هذا الحضور وهذا الدور الفعال ليس ظاهرة وليدة الساعة بل هي امتداد ولها تاريخ من ورائها، وبالطبع لا أنوي الآن الخوض في مواضيع تاريخية والحديث عن دور النساء في الانتفاضة الدستورية وما بعدها، لكن إسمحلي أن نبدأ بالثورة ضد الشاه حيث شاركت ملايين النساء مشاركة واسعة في المظاهرات ضد الشاه، وكانت بعد الانتفاضة كانت قوة هائلة من نساء وفتيات وطننا اللائي دخلن جميعا بفاعلية في الفعاليات السياسية وكان لهن حضور في جماعات سياسية مختلفة.
في المرحلة السياسية لذلك الوقت، بالنسبة للكثيرين إذا يتذكرون كان هناك فتيات شابات من أنصار منظمة مجاهدي خلق يقفن عند تقاطعات الطرق يوزعن صحيفة “المجاهد” ويكشفن الفضائح السياسية ضد النظام وسياساته، وقد تعرضن بسبب ذلك لأذية والإضطهاد من قبل البلطجيين وعناصر البسيج في النظام لكنهن عدن للإستمرار في الأيام التالية بتصميم وعزيمة أكبر، حتى أن العديد من أولئك الفتيات الصغيرات تعرضن لضغوطات من عائلاتهن لعدم الانخراط في الأنشطة السياسية أو عدم التواجد مع مجاهدي خلق.
لكن هذا الحضور الكبير لهؤلاء الشابات كان في ذلك الوقت ظاهرة جديدة ذلك لأنه في عهد الشاه كان هناك عدد محدود من المجاهدات والمناضلات في منظمة مجاهدي خلق، ومنظمة فدائي خلق، وقد استشهد أغلب هذا العدد المحدود في هذه المنظمات بشكل رئيسي على يد نظام الشاه، أو كانوا في السجون وقد أفرج عنهن كباقي السجناء السياسيين في آخر أيام الشاه.
لذلك شهدنا في بداية الانتفاضة إقبالا واسعا وحضورا كبيرا للشابات والفتيات اللواتي لعبن دورا فاعلا في تغيير الوضع الاجتماعي والمجتمع بأسره.
لقد شعر خميني الدجال والمعممين المتخلفين بمزيد الخوف والخشية وخاصة من هؤلاء المجاهدات وفتيات من أنصار المنظمة اللائي كن من المفارقات أنهن مسلمات أنفسهن ويرتدين الحجاب ذلك لأنهن قد وضعن إسلامهم الرجعي على المحك تحت المساءلة وأظهرن وكشفن مدى كراهية هؤلاء للمرأة.
عند بدء المقاومة الثورية أي بعد 20 يونيو 1981 ظهر جانب آخر من الشجاعة والروح القتالية لهؤلاء الفتيات والنساء الشابات، فقد عانين في مراكز تعذيب النظام من كافة أنواع وصنوف التعذيب على يد الجلادين الأشرار المتوحشين أمثال لاجوردي في سجن إيفين أو السفاح الشرير حاج داوود في قزل قلعة، والعديد من السجون الأخرى من كافة أنواع وصنوف التعذيب والانتهاكات ليس فقط كسجينة في العنابر ولكن لكونها إمرأة أيضا تتم ممارسة التعذيب المزدوج عليها من قبل المُعذِبين لهن في الأقفاص أو في ما يسمى بـ الوحدة السكنية فقط لسحق وتحطيم وتركيع هؤلاء النساء والفتيات، ولكن بالطبع لم يستطع النظام أن يحطم إرادة هؤلاء النساء المجاهدات.
العديد منهن ممن نجون من سجون النظام خاطرن مرة أخرى وعرضن حياتهن للخطر وانضممن إلى مركز النضال في أشرف وجيش التحريرالوطني الايراني، وهن اللواتي يشكلن الآن غالبية المجلس المركزي لمنظمة مجاهدي خلق وهن 1000 امرأة بطلة من أبطال مجاهدي خلق…
أدرك النظام لاحقا بالطبع أنه أخطأ ذلك لأنه أراد شطب هؤلاء النسوة من المشهد بحسب ظنه، ولهذا السبب قام بإعدام معظم السجينات اللائي كن في السجن حتى سنة 1988 في أحداث مجزرة الإبادة الجماعية.
بذلك أستنتج بأن هذا الحضور الملفت للنظر وهذا العزم وهذه الإرادة كمسيرة مرت بمسارها التكاملي الخاص وانطلقت الانتفاضة بإسناد وظهير 43 سنة أججت الغضب والكراهية، ثورة بدماء أكثر من 120 ألف نفس كريمة بريئة أريقت على الأرض، وعليه فهي ليست ظاهرة وليدة الساعة على الإطلاق، أي أن غليان ونهوض وزمجرة نسائنا وبناتنا بهكذا ميدان في هذه الظروف الحالية لم يأتي من فراغ، فقد أظهرن مثل هذه الشجاعة الملفتة للنظر، وقمن بتنظيم وقيادة وتحفيز الحشود؛ في الواقع لقد تعلمن واستلهمن درس المقاومة والثبات من أخواتهن المجاهدات.
سؤال – ما معنى حضور الطلاب في هذه الانتفاضة وخاصة الطالبات؟ وقد أعلن النظام الدجال عطلة لمدة ثلاثة أيام! فلماذا فعل ذلك وماذا كانت النتيجة؟
(ج)/ في بداية حديثي ، قلت إن من سمات هذه الانتفاضة حضور شباب الألفية الميلادية الثانية وجميع الفئات حتى التلاميذ والطلاب وغيرهم كانوا من سمات هذه الانتفاضة.
إن دخول التلاميذ بطبيعة الحال سمة جديدة، فملايين التلاميذ سواء فتيان أوفتيات فقد كان من الممكن رؤية شعاراتهم وأفعالهم وهي تظهر كراهيتهم للنظام وكان ذلك مباشرة بعد نشيد “سلام أيها العليل” التي يتفاخر بها النظام على أن شباب جيل الألفية الميلادية الثانية يقبل بولي الفقيه الإجرامي هذا، وأنهم مسيطرون على أذهانهم، وقد أصبح من الواضح الآن في ثورة التلاميذ أن معارضة رئس النظام أي خامنئي منتشرة أيضا حتى بين التلاميذ.
بالطبع بدأ النظام بإغلاق المدارس والجامعات خوفا من هذا التوسع، ولكن على الرغم من مبادرات النظام هذه إلا أنها أظهرت أيضا بطلان حسابات النظام هذه، وأعطوا ردا محطما لكل قادة النظام وجهازهم القمعي.
وأشار البعض إلى أن هؤلاء التلاميذ وجيل شباب الألفية الميلادية الثانية يذكرون بشبيبة وميليشيات المجاهدين في عقد الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي والذين وقفوا في حينها بوجه خميني الدجال.
سؤال– ماهي مسألة الانتفاضة حيث نشهد لها مثل هذا الحضور الكبير في جميع أنحاء الوطن؟
(ج) / الموضوع الرئيسي لهذه الانتفاضة وكل الانتفاضات والنهضات والاحتجاجات في ظل سلطة الملالي منذ يونيو1981 وحتى الآن هو الحرية، وكان ولا زال هو موضوع الحرية المباركة، وهذا مطلب مُلِح للنساء وللرجال الإيرانيين.
كما أن الشعب يريد إسقاط هذا النظام وهم يعبرون عن ذلك بحدة في كل شعاراتهم “الموت لخامنئي” و”الموت للديكتاتور” و”ليرحل الملالي” ، واتضح قطعيا أن الشعب الإيراني لا يريد هذا النظام.
لقد ثبت مرة أخرى أنه في نظر الشعب الإيراني أنه لا شرعية لأي شخص في هذا النظام، وهذا هو أيضا السبب في أن أي شخص لديه ذرة من الشرف والغيرة والحمية والوطنية يدير ظهره لهذا النظام، مثل بعض الرياضيين الذين رغم تهديدات النظام فقد عزلوا صفوفهم (أي حددوا اصطفافاتهم).
بالنسبة للدول الغربية التي كانت حتى هذه الانتفاضة ما زالت تنتهج بقوة سياسة الاسترضاء والتسوية مع هذا النظام أصبح من الواضح لديها الآن أنه لا شرعية لهذا النظام في نظر الشعب الإيراني وأن عليهم قطع وإنهاء علاقاتهم مع هذا النظام…
سؤال – النساء حاضرات بشكل موسع في هذه الانتفاضة، ومن أهم القضايا التي أثيرت حقوق النساء ومنها موضوع الحجاب، ما هو برنامج المقاومة الإيرانية ووجهات نظرها في هذه الحقوق؟
(ج)/ أنظروا، إن لثورة الشعب الإيراني هذه طابع تحرري للغاية، وإنها لثورة وطنية مشرقة للغاية وتحظى بتضامن على المستوى الدولي من حولها، لذلك لا يمكن أن تقتصر على مجرد مناقشة الحجاب أو حتى إلغاء وتفكيك دورية الإرشاد وغيرها من الأمور المحدودة، فالقضية الآن هي لملمة وإزالة نظام الملالي برمته، ورغم أن مسألة الاختيار الحر لملابس المرأة ورفض الحجاب القسري كان بالطبع دائما ضمن أحاديث ومطالب المقاومة.
اسمحوا لي أن أذكر هنا خطة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الخاصة بحريات وحقوق النساء وهي بمقدمة و 13 مادة تمت الموافقة عليها في 17 أبريل 1987.
يرجى ملاحظة أن المصادقة على هذه الخطة كانت في عام 1987 أي قبل 35 عاما … وفي ذلك الوقت كان خميني الدجال قد أغلق المجتمع بشدة في بالحرب الخيانية، وكان يقمع أي حركة بذريعة الحرب، ونتيجة لذلك لم يتم التطرق إلى موضوع المرأة والحقوق والحريات على الإطلاق ولم يكن حتى أولوية بين الأحزاب والجماعات السياسية، لذلك كان إجراء المجلس هذا في الحقيقة مبادرة تقدمية للغاية.
وتبدأ مقدمة هذه الخطة على هذا النحو:
تعظيما للتضحيات والفداء واستحسانا للشجاعة الرائعة والمقاومة التي لا تُنسى من جميع مجاهدات ومناضلات هذا الوطن في مواجهة نظام خميني اللاإنساني، ومن منطلق الإيمان بأن التمييز ضد النساء أمر منافٍ للعدالة والكرامة الإنسانية، وبالتأكيد على ضرورة “إلغاء وإزالة كل حالات العنصرية والقمع والإستبداد والإكراه لدى نظام خميني الرجعي بشأن نساء البلاد” (1) ، وبالتأكيد على “المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية للمرأة والرجل” (2) بما يتماشى مع ” توفير الحقوق الكاملة لجميع نساء البلاد بغض النظر عن أي نقص في المساواة وحدود الاستغلال “(3)، والتي تنظر مطولا في التحرر التاريخي للرجال والنساء الإيرانيين برفض أي نوع من النظرة السلعية للمرأة، تقر بما يلي: المبادئ التوجيهية أدناه وخطة العمل للحكومة المؤقتة:
وسأقرأ بعضا من موادها المهمة:
– الحق في الاختيار، والحق في ما تم اختياره بجميع الخيارات، ووالحق في المشاركة بالانتخابات، وحق الرأي والتصويت في جميع الاستفتاءات.
– حق العمل واختيار الوظيفة بحرية، والحق في تقلد أي وظيفة ومنصب عام وحكومي، بما في ذلك الرئاسة والقضاء في جميع التخصصات القضائية.
– الحق في ممارسة النشاط السياسي والاجتماعي بحرية، والمجيء والذهاب والسفر دون الحاجة إلى إذن من آخر.
– الحق في اختيار الملابس والرداء بحرية.
– الحق في استخدام كافة المرافق التربوية والتعليمية والرياضية والفنية دون تمييز، والحق في المشاركة في كافة المسابقات الرياضية والأنشطة الفنية.
– الحصول على أجر متساوٍ مع أجر الرجل لقاء عمل متساوٍ؛ حظر التمييز عند التوظيف وأثناء العمل؛ … التمتع بحقوق ومزايا خاصة أثناء الحمل والولادة ورعاية الأطفال.
– الحرية الكاملة في الزواج واختيار الزوج….. ومنع الزواج قبل بلوغ السن القانونية، ومنع أي نوع من الإكراه يُفرض على المرأة في الحياة الأسرية.
– الحصول على حق متساو في الطلاق.
– دعم الأرامل والمطلقات والأطفال تحت حضانتهن وكفالتهن.
– حل التفاوتات القانونية في مجال الإستشهاد، والوصاية، والحضانة والميراث.
– منع أي استغلال جنسي للمرأة تحت أي عنوان وإلغاء كافة الأعراف والقوانين والأنظمة التي تتعرض بالإساءة للفتاة أو المرأة…
ثم أن تكرار خطاب الأخت مريم في مؤتمر يوم إحياء ذكرى يوم المرأة في باريس في 27 فبراير 2016 حيث أعلنت عن برنامجها للمساواة في الحقوق والحريات للمرأة، والذي نص على جميع حقوق المرأة في 12 مادة، وهو أمر مكثف للغاية وبالتأكيد لن أقرأ هذا البرنامج في هذه الفرصة، لكنه متاح على موقع مريم رجوي في بحث موضوع الحجاب الإجباري وقد أعلنت بذلك العام وقالت إن الملالي حولوا إيران إلى سجن كبير للنساء، ولهذا السبب نحن نقول إن المرأة الإيرانية يجب أن تكون حرة، وعليها أن تختار لنفسها بماذا تعتقد، وماذا تلبس وكيف تعيش، ونكرر: لا للحجاب الإجباري، ولا للدين الإجباري، ولا للحكومة الإجبارية…
كما أنه في برنامج الأخت مريم برنامج المواد الـ 10 والذي حاز على تأييد ودعم العديد من الشخصيات السياسية الدولية حول المساواة الكاملة بين المرأة والرجل … والمشاركة المتساوية للمرأة في القيادة السياسية، وإلغاء أي نوع من العنصرية، والحق في إختيار الملابس والرداء بحرية …
بعد ذلك وبعد انتخاب الأخت مريم كرئيسة جمهورية منتخبة للمجلس في لقاء عقدته المقاومة الإيرانية في محكمة إيرلز بلندن كان عنوانها وموضوعها الرئيسي النساء واسم البرنامج “النساء صوت المضطهدين” وقد ألقت الأخت مريم في ذلك الاجتماع خطابا تاريخيا كبيرا ومميزا بحيث أن العديد من الشخصيات النسائية أو الناشطات اللائي شاركن في الاجتماع أعجبن كثيرا عندما قالت الأخت مريم: المـرأة قوة التغيير، والمضطهدون اليوم هم الفاتحون بالغد.
وخاطبت قادة النظام فقالت: لقد استخدمتم كل ما جعبتكم من صنوف الذل، والإستبداد، والقمع والتعذيب والقتل جيبك ضد المرأة الإيرانية لكن تأكدوا من أنكم ستتلقون الضربة المهلكة من نفس المكان الذي لا تقيمون له إعتبارا على الإطلاق، وبالطبع فإن طبيعتكم الرجعية لا تتيح لكم أن تأخذوها بعين الاعتبار، ولكن تأكدوا من أن نهجكم القمعي سوف يتلاشى في كل مكان على أيدي هؤلاء النسوة الواعيات الحرائر.
حسنا، يتم هذا الآن برؤية المشاهد التي يشهدها الجميع في إيران، يبدو أن لديها قدرا كبيرًا من التنبؤ أو البصيرة، وهو كذلك بالطبع، ولكن في الحقيقة كان هناك نظرة عالمية عميقة لهذه المقاومة ذلك لأن قضية قيادة هذه المقاومة كانت قضية المرأة وتم ربط هذه القضية الهامة بنضال ضد الرجعية منذ عام 1985، وقد تم تشخيص أن المرأة ليست قوة التغيير فحسب بل أن النساء المسلمات المجاهدات هن وجه الدقة نقيض هذه الأصولية الرجعية باسم الإسلام والتي تعتبر تهديدا عالميا خاصة وأنها تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.
سؤال – يعترف النظام نفسه بأن المرأة هي قائدة هذه الانتفاضة والتظاهرات؟ ولقد شهدنا هذا الدور في تظاهرات نوفمبر 2019، فما الذي حدث بأن باتت النساء بالطليعة وقد أخذن زمام المبادرة بالتنظيم؟
(ج)/ دكتاتورية ولاية الفقيه الدينية هي نظامٌ مناهضُ للحرية على جميع الأصعدة، مناهضٌ لحرية الفكر وحرية التعبير ونظامٌ معادٍ للمرأة، أي أن له سمتان بارزتان: مناهضة الحرية ومعاداة المرأة، وبالطبع فإن هاتان السمتان هما الأكثر عناءا وضغطا وإكراها بالنسبة للنساء، وقد قلنا منذ البدء أن المرأة تحتمل اضطهادا مضاعفا في هذا النظام ولهذا السبب وبهذا المستوى من القمع منذ بداية ثورة عام 1979 تحولت قوى النساء إلى بركان مضغوط جاهزا للتحرر عند توفر أي عوامل مساعدة، أي أن دخول مثل هؤلاء النساء والفتيات في الانتفاضة نتيجة منطقية جدلية.
وأي نظام يتسم بالكره للمرأة وقمع أكثر من نصف السكان لأكثر من 40 سنة بقوانين معادية للمرأة فإن النتيجة الحتمية لذلك أن القوة الأساسية لإسقاط النظام هي النساء، وبالطبع فإن هذا ليس كلاما نقوله اليوم.
منذ عام 1979 وقف هؤلاء الأخوات المجاهدات ونساء هذه المقاومة في مواجهة منطق الرداء أو الحجاب ووقفن ودافعن عن مظاهرات النساء ضد الحجاب بالإكراه.
لقد فضحت النساء والفتيات المسلمات المجاهدات أكثر من غيرهن طبيعة هذا النظام المعادية للإسلام على الرغم من كل شعاراته، ولهذا السبب كن موضع كراهية وحقد من جانب النظام.
لذا فإن قضية النساء والرجال وجميع القوميات وجميع الأديان وجميع الفئات والطبقات في إيران هي الحرية والديمقراطية والمساواة.