الانتحار المأساوي لمساعدة طبية شابة والأزمة المتزايدة بين مساعدات الأطباء
سلط انتحار نرجس محمدبور، مساعدة الطبيب في السنة الرابعة في تخصص التوليد وأمراض النساء في مستشفى بتبريز في إيران، الضوء على الظروف الصعبة التي تواجهها مساعدات الأطباء والأزمة النفسية المتزايدة في النظام الصحي الإيراني. وفاة نرجس محمدبور المأساوية، التي حدثت بعد نوبة طوارئ تتطلب إجراء عملية قيصرية طارئة، أثارت صدمة في المجتمع الطبي الإيراني، وأثارت المخاوف بشأن الأعباء المتزايدة على مساعدات الأطباء ونقص الدعم الكافي من النظام الإيراني.
الوضع المأساوي: حالة نرجس محمدبور
كانت نرجس محمدبور تعمل في مستشفى بتبريز في شمال غرب إيران عندما واجهت امرأة حامل مصابة بورم دماغي دخلت في نوبة. ورغم الوضع الحرج، تمكنت محمدبور من إنقاذ الطفل من خلال عملية قيصرية طارئة. ولكن الأمور سارت في اتجاه مظلم عندما تم تحميل نرجس محمدبور المسؤولية الكاملة عن الحادث، وتعرضت لعقوبة مالية ثقيلة تفوق تغطيتها الشخصية والتأمينية. مما دفع الطبيبة الشابة إلى الانتحار.
رد فعل النظام الإيراني
لم يقدم النظام الإيراني بعد استجابة واضحة لعدد الانتحارات المتزايد بين مساعدات الأطباء. ورغم الدعوات للإصلاحات، تواصل سياسات الرعاية الصحية الحكومية في زيادة الضغوط على مساعدات الأطباء.
تعليق كامران باقري لنكراني
ردًا على القضية، أشار ”كامران باقري لنكراني“، وزير الصحة السابق، إلى أن الانتحار بين مساعدات الأطباء يحدث غالبًا نتيجة للإرهاق المزمن والاكتئاب والضغوط النفسية الشديدة التي تأتي مع الوظيفة. وأكد باقري لنكراني أن نقص الدعم المناسب والتوزيع غير العادل للمسؤولية عن الأخطاء الطبية يزيد من الضغوط على الطبيبات الشابات، مما يجعلهن عرضة لأزمات صحية نفسية.
العبء غير المحتمل على مساعدات الأطباء
الموقف ليس مقتصرًا على حالة نرجس محمدبور فقط. في الأشهر الأخيرة، تم الإبلاغ عن حالات انتحار أخرى بين مساعدات الأطباء في مدن مثل شيراز، جنوب إيران، حيث أشار العديد منهن إلى الضغط الهائل للعمل ونقص الدعم العاطفي والمالي كعوامل ساهمت في قراراتهن. وفي إحدى الحالات التي تم التحقيق فيها في مركز طبي في شيراز، تعرضت إحدى مساعدات الأطباء لعقوبات قاسية، وكانت مضطرة لتحمل المسؤولية الكاملة عن خطأ طبي، مما أدى إلى انهيار عاطفي.
رد فعل النظام الإيراني تجاه الأزمة النفسية للطواقم الطبية
لم يكن رد فعل النظام الإيراني قويًا رغم القلق الكبير الذي أبداه المجتمع الطبي. كان ”محمدرضا ظفرقندي“، وزير الصحة الإيراني الحالي، قد اعترف سابقًا بالضغوط الكبيرة التي يواجهها الأطباء الشبان والمخاطر الكبيرة التي تهدد صحتهم النفسية. ومع ذلك، كان رد ”ظفرقندي“ على انتحار نرجس محمدبور غير كافٍ، حيث اقتصر على تعازي سطحية دون اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة.
استغلال مساعدات الأطباء وأثره على الصحة النفسية
من القضايا المهمة التي تساهم في زيادة حالات الانتحار بين مساعدات الأطباء، هو الاستغلال الواسع لهؤلاء المهنيات الشابات. يُجبر مساعدو الأطباء في النظام الصحي الإيراني على العمل لساعات طويلة في ظروف شديدة الضغط، مع أجر ضئيل وبدون حماية واضحة ضد دعاوى سوء الممارسة الطبية. علاوة على ذلك، هناك تأخيرات كبيرة في الدفع، ومرافق غير كافية، ونقص في الدعم للمساعدات الطبيّة اللاتي يعانين من الضغوط العاطفية والنفسية.
لامبالاة النظام الإيراني بصحة مساعدات الأطباء النفسية
بعد هذه الحوادث المأساوية، لم يقدم النظام الإيراني أي خطوات ملموسة لمعالجة الأزمة النفسية بين موظفيه الطبيين. ورغم تصاعد الإنذار في المجتمع الطبي، فشل النظام في تقديم الموارد المناسبة أو الدعم المؤسسي لتخفيف الضغوط التي يعاني منها الأطباء الشبان. بدلاً من توفير شبكة أمان لأولئك الذين يعملون في القطاع الطبي، يواصل النظام فرض شروط قاسية على العاملين في الرعاية الصحية، مما يساهم في تدهور صحتهم النفسية والعاطفية.
عدم استجابة الحكومة والتأثير على الأطباء
كان الدكتور محمدرضا ظفرقندي، رئيس المجلس الطبي الإيراني، قد اعترف سابقًا بالضغوط الكبيرة التي يواجهها الأطباء الشبان ومساعدات الأطباء. ومع ذلك، فإن تصريحاته العلنية كانت فارغة ولم تؤد إلى تغييرات حقيقية. يعكس هذا العجز عن اتخاذ إجراءات فعالة لفتًا لاهتمام الحكومة، مما يبرز عدم اكتراث النظام برفاهية مواطنيه، وخاصة أولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية للنظام الصحي.
النظام الصحي الإيراني كقطاع استغلالي
علاوة على ذلك، يظل القطاع الصحي من أكثر القطاعات الاستغلالية في إيران. غالبًا ما تجد مساعدات الأطباء والممارسات الطبيّات أنفسهن يعملن لساعات طويلة دون تعويض مناسب، ويواجهن ضغطًا مستمرًا لأداء مهامهن في ظروف عالية التوتر مع هامش خطأ ضئيل. وعندما تحدث الأخطاء، يقع عبء العواقب بشكل غير عادل على الطبيبات الشابات، دون أي دعم مؤسسي أو فهم للآثار النفسية التي تترتب على هذه الضغوط.
الزيادة المقلقة في حالات الانتحار بين المتدربين الطبيين
تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أنمعدلات الانتحار بين الكوادر الطبية في تزايد مستمر، وبشكل خاص بين المتدربين الطبيين الذين هم الأكثر عرضة للخطر. يعكس هذا الاتجاه الواقع القاسي للنظام الصحي في إيران، حيث يُتوقع من الأطباء الشبان العمل على مدار الساعة واتخاذ قرارات حياتية أو موتية في ظروف صعبة، دون وجود مجال للخطأ. هؤلاء المهنيون ليسوا فقط تحت ضغط المسؤولية الثقيلة لإنقاذ أرواح المرضى، بل يتعرضون أيضًا لضغوط مالية وشعور بالثقل من قبل النظام على كاهلهم.
في الختام، فإن فشل النظام الإيراني في التعامل مع الظروف الحرجة للمتدربين الطبيين وأزمة صحتهم النفسية هو أمر مقلق للغاية. إن زيادة معدلات الانتحار تعكس الضغوط الشديدة التي يتعرض لها هؤلاء المهنيون الشبان، وتعد بمثابة تحذير من العواقب الكارثية لإهمال النظام. بدون الدعم والحماية المناسبة، ستفقد المزيد من الأرواح، وسيظل مستقبل النظام الصحي في إيران في خطر.




















