في ذكرى مجزرة السجناء السياسيين في صيف عام 1988،أرسلت السجينة السياسية «مريم أكبري منفرد»، التي تقضي السنة العاشرةمن سجنها في عنبر النساء بسجن إيفين ، رسالة مفتوحة من السجن.
مريم أكبري منفرد التي اُعدم شقيقها وشقيقتها، جراء مجزرة السجناء السياسيين في صيف عام 1988، وفقدت شقيقين آخرين أثناء الإعدامات الوحشية في الثمانينات، وصفت في هذه الرسالة، بأن شهداء مجزرة 1988 هم دماء في شريان التاريخ الإيراني. وأدانت صمت الغرب بشأن هذه الجريمة الكبرى ضد الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية وقالت إن نظام الملالي، كان قادرًا على ارتكاب هذه المجزرة واستمراره حتى يومنا هذا، بعد اعتماده على هذه السياسة المشينة أي الصمت. ودعت في هذه الرسالة إلى تعامل الدول الأوروبية وأمريكا بحزم تجاه انتهاك حقوق الإنسان في إيران. فيما يلي جوانب من رسالة مريم أكبري منفرد:
لا يزال السماء ثقيلا من شدة مقاومتهم. اريقت دمائهم في الحدائق الحديدية. صارت الحدائق مليئة ببراعم. البراعم التي تنفتح من ظلام الليل وتزدهر عند الفجر. في الليل الأخير الذي اختطف الظل قبلات الوداع. تلألأت الآلاف من براعم الشمس في أحلك ظلام وأبرد شتاء وأصبحت قمة من الصمود في معركة من أجل الحرية.
يكمن تاريخ، خلف القضبان وجدران السجن الحجرية! تاريخ من الرجال والنساء الذين شيدت عظامهم حجر الأساس لبناء. بناء في صدوروطننا التاريخية، وهو صرح استمر توسيعه في غيابهم، وبلغ ذروته في حراك المقاضاة، وتم إيقاف المساومين في حصار أنظارهم للرد على الأجيال القادمة.
جميع هذه الحالات كانت بسبب سياسة المساومة من قبل الدول الأوروبية وأمريكا مع النظام، وهذا النظام، وبالاعتماد عليها نفذ كل هذه الجرائم، وتمكن وبالاعتماد على هذه السياسة وتواطؤ الصمت من التغطية على هذه الجريمة البشعة والرهيبة التي يمكن وصفها أكبر مجرزة وكارثة بعد الحرب العالمية الثانية على مدى 29 سنة ،
لكن الآن حان الوقت لأن تتركوا هذه السياسة المشينة وإزالة الغبارعن الأنظار. هذا النظام منبثق من المجزرة ولا يزال القتلة يمسكون السلطة. ولا يمكن كتم هذه الحقيقة لان غليان دماء الشهداء لا تنقطع، ولا تزال مجزرة السجناء السياسيين مستمرة في عجلة قمع حكم الملالي. (بما في ذلك استشهاد السيد «محمد ثلاث» في مارس 2018 ، بناءً على سيناريومفبرك من قبل الحكم الإسلامي بشأن الدراويش، حتي يكون تبريرًا لقمع الدراويش الأعزاء بحسب السياق المعتاد أو قتل «علي رضا شير محمد علي»، الذي قتل مؤخرًا على أيدي عناصر النظام في السجن).
من يتعود على الصمت ولا يصرخ تجاه الظلم ويساوم هو قد خان لوعي واختيارالإنسان وهذا معناه القضاء على الجوهر الموجود في وجود جميع آبناء البشر، وهذه هي النقطة المميزة بين الإنسان وجميع الكائنات الحية. اخفاء هذه الجريمة والسكوت وتعزيز منفذي وآمري المجزرة ضد أبناء إيران البررة من قبلكم يؤدي إلى دفع النظام الفاشي الديني إلى شراسة أكثر للقمع وتأجيج الحروب.
في ذلك الفجر البازغ، قبّلوا المشانق وأصبحوا تيارًا في عروق تاريخنا. هذه الأنفاس الدافئة للأرض زرعت بذور هذه الأيام في تربة الأمس، ونشيد مشانقهم في الهواء الساخن في السجن وفي أجواء التعذيب والكبت أصبح مقدمة لتاريخنا.
التحية لهؤلاء الذين ذهبوا بجثامينهم العزلاء لمواجهة المشانق العائدة للنظام المعادي للبشر وسطروا الملحمة الرائعة لصيف 1988. وحقيقتهم الجليلة في مصير الشعب الإيراني هي فتحت صفحة ذهبية أخرى وأصبحت أفاقا مستقلبية لاتزال تنادي المواطنين للانتفاضة والنهضة في جميع أرجاء إيران.
مريم أكبري منفرد
سجن إيفين – يوليو 2019